الانطوائيّون العُقلاء




يختلط عند الكثيرين - وقد كنت منهم - الموقف من الانطوائي (العاقل) والمتكبر! فالذي يُهَمّش علاقاته الاجتماعية، وتجده دائم السكوت حتى وإن كان بين أقربائه وأصدقائه، هذا ليس بالضرورة أن يكون متكبراً (لا يعجبه عجب). وبالمقابل، ليس كل من لا يحب الناس واجتماعاتهم هو انطوائي.

كنتُ - وحتى عهد قريب - أرأف لحال الذي لا يشارك من حوله مناسباتهم وجَمْعَاتهم حتى وإن دعوه، لأني كنتُ أعتقد أنه يسرف في جانب الانغلاق على ذاته على حساب مجتمعه. ولكني استنتجت أن ليس كل من كثرت اعتذاراته عن مشاركة من حوله، يَحْسَبُ أنه أرفع منهم منزلة وأعز مكانة، بل إن معظم هذه الفئة من الناس عفويٌ وطيب المعشر وجميل الحديث إن حادثته، ولكنه يحمل طبع حب عدم الارتباط بأحد، وكره تسليمه وقته لسواه.


إنهم – أي الانطوائيين العقلاء- يؤمنون بصحة أن اتساع مدى العلاقات الاجتماعية بات سمة من سمات النجاح في هذا العصر، ولكنهم يُقرّون بأن ذلك قد يفضي إلى ركاكة في علاقاتهم مع أنفسهم! لذا يجدر أن نتعايش مع الانطوائيين العقلاء ونعذرهم ونقدر طبعهم، ولنبتسم إذا شاركونا في يوم ما، لأنهم لا يشاركون إلا من يحبونهم كثيراً.


تقول هيلين هايز (السيدة الأولى للمسرح الأمريكي) 1900 - 1993:

"We live in a very tense society. We are pulled apart… and we all need to learn how to pull ourselves together… I think that at least part ofthe answer lies in solitude."
"نحنُ نعيش في مجتمع متوتر، فنحن متفرّقون، وجميعنا يحتاج لتعلّم طريقة تجمع شملنا، وأعتقد أن جزءاً من الإجابة – على الأقل – يكمن في العزلة."

تعليقات

  1. دونا قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 11:41 ص

    لمــات جدا رائعــة ..
    فأنــا أرى النجــاح الحقيقي في الحيــا ة ..
    يمكن بتلك العزلة الأجابيــة ..
    التي تعــود بالفائدة على الذات ..
    قد نرفض ..وقــد ننبذ ..
    ولكن ..
    أليســت السعادة..
    تكون برضاك الداخلي..النابع من أجل الأثمــار ..
    لا من أجل ازدواجيــة ترفضهــا النفس الطاهرة..
    :
    :
    وشكرا ..

    ردحذف
  2. مجهول قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 11:42 ص

    اهااااااااا

    بالضبط لكل فرد مملكة ينسج خلاياها كما يحب ،،

    ردحذف
  3. tyb قال:
    أغسطس 2nd, 2006 at 2 أغسطس 2006 6:59 ص

    السلام عليكم
    بالمناسبة انا شخصيا يعتبرونى انطوائي خجول و لكنى اعتبر ذلك من باب عدم السؤال و الحاجة الى الناس بل اطلب من الله فقط و كثرة الاختلاط بالناس فى هذه الأيام تؤدى الى عواقب غير محمودة خاصة اذا اختلفت مع احد فى موضوع ما لذا افضل عدم المجادلة والنقاش و احتفظ بحقى فى ذلك .

    هناك من يعتبرون الخجل فى طلب حق من حقوقه هذا يعنى انه انطوائي , بمعنى آخر انسان غير ناجح فى حياته و لكنى اختلف معهم فى ذلك , اذا افترضنا ان الحق يؤخذ بالطلب والسؤال او حتى بالحرب و العنف ما هي النتيجة ؟ هل سيحصل على حقه ؟

    الجواب : قد يحصل على ما يريد و قد لا ,, اذا الشخص الذي لك حق لديه لا يعرف الانصاف والعدل الله سبحانه و تعالى سيأخذ حقك منه فى يوم القيامة اذا لم تسامحه و الظلم ظلمات يوم القيامة ..

    ردحذف

إرسال تعليق