حمّامي الخاص.. وحماقاتي



جاد الهمود العربستاني علي كمواطن عربستاني بمخيلة لا نهائية لكتابة الآمال والطموحات, وتعداد أخطاء كوني بشر حماقتي انبثقت من حماقة رؤساء عربستان البيروقراطيين الذين لا يعرفون سوى انتمائهم الميمون إلى حزب واحد, (الاستنكار, والغضب, والشجب ثم غض البصر ومحاولة التبرير والتجدير). هذا شعار الحزب الذي ضم عربستاننا بكل ضفائره وأشداقه.

وأنا وبحكم عربستانيتي وانتمائي التجريدي لهذا الحزب, حكم علي بمحاولة تغيير سياسة حزبي وانتمائي إليه في دورات المياه. فلي أن أصرخ في وجه بيروقراطية عربستان وأنصارها الأوفياء في حمامي الخاص, ولي أن أكتب شعاراتي على منديل ورقي وحذار أن أرميه في سلة مهملات حمامي الخاص, فقد تصل أشلاء منديلي الهيامي البريء إلى منبع بيروقراطية عربستان أو أحد أنصارها الأوفياء ويقضى بسلب الترانزستور الشعوري التجاري الوحيد من مخيخي. ولكن المسلمة الوحيدة, تحتم علي برمي شعاراتي المنديلية المنددة بالحماقات والشكايات في مرحاض حمامي الخاص.

وهكذا. أحلم وأحقق أحلامي في حمامي, أخاطر وأجيش جيوشي في حمامي الخاص, وأعلن الحرب الضروس, حرب ترغم جيشي في النهاية بأن البيروقراطية حق, وأن منديلي الورقي لم يكن سوى الليبرالي المتطرف الثائر.

أوثق دعائم خطاباتي, وأجدد باستمرار تحليلاتي واستنباطاتي, وأفوز في الانتخابات, وأحدد مسار قيادتي وتطلعاتي, وأنتخب شخصيات وهمية لحقائب الوزارات, وأتباحث مع وفود أجنبية, وأكتب رسائل خطية وأبعث ببرقيات رسمية إلى كل القادة والمناهضين, وأجوب الكون مع زوجتي المصون بحجة اللقاءات والاجتماعات, وأستعرض برفقتها حرس الشرف, وأعلن في كل دقيقة بيانا بخفض أسعار المكالمات الغرامية, ورفع أسعار المواد الاستهلاكية, وأحاول لقرون صنع قنبلة نووية ولا أستطيع من شدة خوفي, وأضع كل طاقاتي لتكوين جيش لحماية ممتلكاتي فقط, وأكرر هنا ممتلكاتي فقط, حتى لو غزى سكان درب التبانة كل جاراتي فجيشي لي وحدي, وسأسبغ بتصريحات الشجب والاستنكار, ثم أصرخ في نهاية تصريحي (وما شأني أنا?, فجيشي لي وحدي يا جاراتي).

كل هذا في حمامي الخاص. أمارس حقبة زمنية خيالية قيادية لدولة عربستان. كل هذا يجد ويهمد في بضع دقائق, ألم أقل أني عربستاني أحمق, إذن هذه قطرة من حماقاتي.

تعليقات

  1. البريئة قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 11:47 ص

    هي واحدة من اثنتين.إما أن يبقى كل عربستاني في حمامه الخاص لساعات طوال,أو أن يهاجر إلى الدنيمارك ليعبر عما يجول ويصول في نفسه.
    في كلتا الحالتين هو عربستاني أحمق.

    ردحذف
  2. عرب؟؟؟؟ية دون " ستانــ" قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 11:48 ص

    ” كنت هنا لتحية الكاتب ،، اكتب لنا في المرة القادمة موضوعا يحكي عن التفاؤل لأستمر في التردد ،بالأمس ضرب العرب بعضهم البعض بـــ/ اللسان العربي الفتاك ” قد تكون حماقة ولكن ذلك واقعا ،،
    نسخر من الحكام وماذا يفعل الحكام لربما تراودهم أحلام يقظة تفوق احلامنا بمراحل اذا أين الخلل ؟!
    ” الشعوب أم الحكومات ” لو قلنا أن الشعوب تكون في غيبوبة لفترات طويلة ولكنها تفوق لسويعات ثم تعود الى غيبوبتها ، كذا الحكام هم في غيبوبة على مدار العام من لحظة التعيين الى مراسم التشييع !!

    لن اسخر من احدا بعد ذلك حتى من حكامنا الميامين فلربما لوكنت مكانهم لكان حالي أسوأ من حالهم !!
    تالله اني لأشعر بألم بالغ على كل مايجري داخل منطقتنا ،، لكنني لا أملك سوى الدعاء ،،

    أعود واطلب ذات الطلب في الأعلى اتردد هنا على مواضيع ” حب أو سياسة أو ………” اتمنى ان أجد في المرات القادمة موضوعا يجعلني أصدق مقولة ” الحياة أجمل مماتتوقعين “” خالص التحايا

    ردحذف
  3. مجهول قال:
    فبراير 22nd, 2008 at 22 فبراير 2008 8:43 م

    أستاذ محمد

    /

    قلمكــ جميل

    /

    راق لي !

    /

    كل التحيه لك

    /

    ريم

    ردحذف

إرسال تعليق