كيفَ نرُد؟




كنت أحنق حقيقة من فعل بعض مُدّعي الانتساب لوزارة التربية والتعليم حين يقرر أحدهم معاقبة كل الفصل لأن أحدهم أساء الأدب، وخالف التعليمات!

بل لا أعتقد أن عاقلاً يرى أي موضوعية أو تأثيراً إيجابياً في (تعميم) العقاب. لأن هذا ظلماً، بالمنطق، والعقل، والقياس. فلن يكوّن هذا أي رادع لغيرِ المسيء. بل إن ذلك يُعد من الإسفاف بممارسة السلطة والفوقية على مَن لا حول لهم ولا قوة.

وديننا يعي هذا جيداً، وكانت وصية الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومَن خَلَفه في عهد صدر الإسلام وسالفه لقادة الجيوش بعدم المساس بالأطفال والنساء والشيوخ (المدنيين بالمصطلح العصريّ)، وبمقاتلة الجنود وحسب.

مِن هنا، أرى أن مقاطعة منتجات إحدى الدول لأن إحدى مؤسساتها الإعلامية الخاصة تعدّت على حُرمة ديننا لن يغني ولن يُسمن من جوع. فالمجازاة على سوء الصنيع لا تأتي بهذه الطريقة البدائية، ولن تثمر حتماً إن لم نكن نجازي ونحارب رَبّ الجُنح، وليس المنتمين إلى قوميته ممن لم نرَ أو نلمس عنهم ما يضرّ بنا أو بديننا أو بوطننا.

أذكر حين عجّت الدنيا من حولي بدعوات مقاطعة المنتجات الأمريكية أني قرأت تقريراً يقول بأن مقدار ما تصدّره الولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط لا يتعدّى في 0.02% من ناتج الدخل القومي الأمريكي! ونحن كنا نحرم أنفسنا، ونضرّ باقتصادنا عبر الخسائر التي كبّدناها الوكلاء المحلّيين للمنتجات الأمريكية في بلادنا إثر المقاطعة، ونركّز قوانا على مالكي العلامات التجارية الأمريكية؛ كل ذلك والحكومة الأمريكية وجيوشها تسرح وتمرح دون أدنى رادعٍ منا بالمقاطعة التي نعتقد أنها ستردع أو تـُثني أو تقدع!

وإني الآن أتساءل: هل عندما أقاطع، أغيّر المنكر بيدي؟ وهل هناك أسمى مما فعله مسلمو الدنمارك حينما جابهوا إساءة صحيفة "جيلاندز بوستن" لنبي الأمة بمحاولات لقاء رئيسها ورئيس الوزراء لاستعذارهم ووقف انتهاكاتهم؟ أم أنّا بالمقاطعة سنثني تلك الصحيفة المستقلة، وذلك القضاء المستقل، حين ننغز في جانب مكاسب بعض الشركات الدنماركية التي لا علاقة لها لا مِن قريب ولا مِن بعيد بما حدث ويحدث؟

إني أشبه المقاطعين – ولهم كل الحرية في شؤونهم – بالذين يفجّرون ويقتلون في الأجانب العُزّل الذين لا سلطة لهم ولا علاقة أو شبه علاقة بما تكيده حكوماتهم. بل إني أراهن بأن مُعظم الشعوب لا توافق حكوماتها على أفعالها.. وخصوصاً العربية منها!

ما أقوله لا يدخل ولا يجمع الدعاء على أعدائنا، والغضب العام، ولا المظاهرات ولا التنديدات، ولا أسليب الضغط على تلك الصحيفة (المستقلة) لتكفّ وتعتذر للمسلمين قاطبة. فكما نغضب ونثور لأنفسنا إن أسيء إلينا، الأولى أن نغضب ونثور لرسولنا صلى الله عليه وسلم إن أسيء إليه، فبأبي أنت وأمي يا رسول الله.

يجب أن نعرف مِن أين نحارب، ومَن نحارب، وكيف نرد على الإساءة، وإلا سيكون من المخجل حتماً أن أضرب ولداً على يده لأن أخوه رماني بالحجارة!

تعليقات

  1. مجهول: نحن بمقاطعتنا هذه نؤكد تخصيص الخير وتعميم الشر .إذاً لن نلوم من يقاطع المسلمين بدعوى أنهم إرهابيون و…..

    ردحذف
  2. مجهول قال:
    مارس 1st, 2008 at 1 مارس 2008 7:19 م

    يا اهل الدنمارك ماذا تريد؟ ولماذا تسى الى نبينا ؟

    جربوا ان تعلموا معلومات عن الرسول واعرفوا قد ايه هو احسن انسان فى العالم ويجب عليكم يا اما ان تامنوا ياالله و الرسول اما ان تكفوا عن ازاء الرسول وان لم تكفوا عن ازاءت الرسول سوف الله ياخذ بطار الرسول (ص) ان شاء الله وباذن الله سوف نسمع خبركم ان شاء الله قريبا جدا

    ردحذف
  3. شــوق قال:
    مارس 1st, 2008 at 1 مارس 2008 7:21 م

    يا اهل الدنمارك ماذا تريد؟ ولماذا تسى الى نبينا ؟

    جربوا ان تعلموا معلومات عن الرسول واعرفوا قد ايه هو احسن انسان فى العالم ويجب عليكم يا اما ان تامنوا ياالله و الرسول اما ان تكفوا عن ازاء الرسول وان لم تكفوا عن ازاءت الرسول سوف الله ياخذ بطار الرسول (ص) ان شاء الله وباذن الله سوف نسمع خبركم ان شاء الله قريبا جدا

    ردحذف

إرسال تعليق