2012-01-17

الإعلامي "زعطان"



الألقاب نوعان: نوع نسعى له حتى نتقلده، كطبيب ومهندس ودكتور وطيَّار، ونوع آخر يأتينا مِمَّن يُتابع ما نُزاوِل، فيُقال فلان كاتب، وعلاَّن مذيع، وزعطان (هذه جدتي رحمها الله كانت تستعملها لتكمل ثالوث المجاهيل) فنان، وهكذا.

أبسِّطها أكثر.. هناك ألقاب عِلمية، وألقاب مُزَاوَلة. نترك الأولى لأن ما عليها جِدال (إلا سرقة شراء الشهادات وتزويرها، وهذا ليس همِّي الآن)، وخلينا في الثانية.

المشكلة أنَّ مَن يمنح نفسه لقب المُزاوَلة واهِم أو حالِم أو واثق لدرجة الغباء. تأتي على تويتر أو فيسبوك - مثلاً - لترى: الصحفي فلان، والمسرحي علَّان، والرَّسام زعطان.

أعلم أنَّ هؤلاء زاولوا ما يُلقِّبون أنفسهم به مرة أو رُبما مرات، وقد عرَّفهم من حولهم بهذه الطريقة، لكن هذا لا يعني أنهم استلموا شهادات، وخُتِم على جباههم، وغُيِّرت أسماؤهم في شهادات ميلادهم.

ماذا لو ذكروا أعمالهم في صفحاتهم، أو جمعوها في موقع ودلُّوا الناس عليه؟ صدِّقوني أن التميز ليس في أن تسبِق التعاريف أصحابها للناس، بل أن يُشار إليهم بأعمالهم.

أتخيل لو منح كل شخص نفسه لقباً ما يخص مهنته أو هوايته؛ المحاسب علي، موظفة الاستقبال لمياء، لاعب البلوت عبادي، المفحِّط وليد، العقارجي بسَّام، النسونجي سلطان... أعتقد أن الوضع سيكون سخيفاً على الشبكات الاجتماعية.

وأكثر ما يغيظني الألقاب "إعلامي" و"ناشط" وحقوقي" حين أرى أشخاصاً يُقدمونها على أسمائهم، فأشعر فوراً أني أمام باب طوارئ، يأخذني لفراغ حقيقي، حيث الغثيان بكل أنواعه.

حين تريد أن تكتب في موقع ويكيبيديا عن شيء ما، يطلب منك الموقع - بأدب جَم - أنك إذا كنت ستكتب عن نفسك، فامتنع عن هذا، لأنك لو كنت تستحق، سيكتب عن سيرتك آخرون غيرك.

أتمنى أن يُطبِّق كل المعتزِّين بـ"ألقاب المُزاوَلة" هذا المبدأ الراقي، ويتركوا للآخرين حُرية تلقيبهم، حتى يكون لما يُزاولون جدِّيَته، ولِلَّقب من بعد ذلك حين نطلقه "نحن" عليهم طعمه الجميل الحقيقي.

2012-01-06

موقع العربية ينشر "في شايي الأسود.. ذابت سحائب الوعد"

في شايِيَ الأسود
ذابت سحائب الوَعد
وعليه..
طَفت قشتي ساعتي
تُقاوم مرارة الغصة
والكلام العَكِر

تتشاكلُ النقاط
مُتنكرة بزيِّ الأحرف
لتستبد بالبقاء
فأراها في الشاي
حين أفرغ
من كل رشفة

أجمعُها على شفتيّ
كحافَّة الليل الجائع
حين يظن
أنَّه بدأ
ولن ينتهي

انتهى الشاي
ولم تَنتهِ الكلمة
حين أنَّتْ بالوعد
ساخرة مِني
ومِن نهارٍ
داهَم حُلم الوفاء

وصلة موقع العربية: http://www.alarabiya.net/articles/2012/01/06/186784.html

بلاغة الصمت تهز العالم

في تلك الحقبة الرمادية من مطلع القرن العشرين، حين كانت السينما لا تزال تحبو في مهدها الصامت، وكانت الصورة لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمان يف...