المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2012

حين نُقلِّد ونستدل

صورة
أحرص غالباً على عدم الاستدلال بنوعيه المباشر وغير المباشر، وخصوصاً عندما أكتب في مدوَّنتي، حيث أنا حر أكثر من طير في سماء، وسمكة في دأماء. ومُبتغاي حين لا أستدل له منحيين، الأول يتعلق في أن الذي أستدل بأقواله وأفعاله من البشر له رأيه، ولست هنا لأكرر آراء غيري لأبرر طريقة عمل عقلي، ولا لأمنح فكرتي عنهم الجواز والصدق، فالأفكار كالأصداف على رمل الشاطيء، نتخير منها ما يلفتنا، ومن حقنا تجاهل الباقي. المنحى الآخر يتعلق بإعمال التفكُّر، وترويض العقل ليتجاوز مرحلة التكرار والإعادة إلى مرحلة الإفادة وفق التراكم والتحليل، وهذا الأمر يبرز بكثرة الممارسة، وتكرار الاختبار. فحين يقولون إن العقل يحتاج إلى رياضة لتقوى قدرته، وتزيد الحكمة فيما يُخرجه، هم قصدوا - بظني - إشغاله بالتأمل لا الحفظ، وبالتحليل لا التقليد، وإلا لما برز أناس على مر التاريخ، تستدل العامة بما أنتجوه، وتصطلي بفريد سبقهم في فعلهم وما قالوه. وإني حين أسير في مسار عدم الاستدلال بالقياس أو التمثيل، لا أعني بهذا الاستغناء عما أفادني به غيري ممن قرأت لهم ما أبدعوه أو صقلت بنهجهم الذي أذاعوه، ولكن الأمر لا يتجاوز الاقت...

لماذا هذا العزوف عن الأخبار؟

صورة
يبدو أن العامة ملَّت من الجدِّية! وملَّت من القضية الفلسطينية والأزمات العراقية والثورات العربية والتفجيرات الأفغانية. لنكن مُحقِّين! طالعوا الأخبار الأكثر قراءة إن شئتم في أهم المواقع الإخبارية، وحجم الإقبال المهول الملموس على البرامج الفنية! حسناً! يبدو أني سجعتُ قليلاً عن غير قصد، ولكني أعني ما أقول! فلم أشهد في حياتي حجم تفاعل على صفحات فيسبوك كما شاهدت على صفحتي "أراب آيدل" و"أرابز قت تالنت"! الصورة أو مقطع الفيديو يوضعان، فتجد في دقائق آلاف المعجبين والمعلقين، بينما صفحتي قناتي الجزيرة والعربية تناضلان وتتقاتلان من أجل المعجبين! الحقيقة التي لازلنا نُداريها هي أن زمن "الجد خارج إطار الإجبار" انتهى، وبدأ الجمهور يبحث عن الطرفة والفكاهة والقضايا التي تعجبه ويهتم لها، في ظل صعوبة الحياة وتعدد أساليب استقاء المعلومات والأخبار؛ فلم تعد القومية العربية هماً ولا الوحدة الإسلامية شاغلاً. ببساطة لأن الناس ملَّت، وطفح عندها كيل الوعود والآمال الفضفاضة، والنقاشات في التصنيفات الفكرية والدينية والمذهبية التي تبدأ ولا تنتهي، فأصبحت دائرة اهتماماتها تضيق شيئاً فش...