حبكة تسويقية.. بدأت بابتسامة!


إن كانت هناك مؤامرة حقيقية تحيط بنا، وتستغل كل لحظة من حياتنا لتقفز من فوق الأبواب الموصدة، وتتحيَّن كل فرصة لتستولي على القناعات؛ فتحاول تسخيرها لصالح وجهةٍ ما؛ فهي مؤامرة التسويق، المؤامرة المحمودة التي غالباً ما تساعد على اتخاذ القرار الصحيح، ومعرفة الجديد، رغم أن مشاكلنا مع التسويق تتحدد في وسائله، وحجم الزَّخم لاقتحاماته، وقبل كل هذا صدق رسالته ومُرسلها.

التسويق علم قائم ويُدرَّس، وأعده من أهم العلوم، فبه تعمل المصانع، وتكبر المؤسسات، وتهيمن الشركات، ويُغزَى الفضاء، ويُجرِي مستوصف صغير عملية قلب مفتوح، ويترشَّح ترامب، ولا يُعيِّن لبنان رئيساً للآن. باختصار هوَ أساس الحياة المدنية.

يقول عرَّاب التسويق المعاصر فيليب كوتلر: "يمكنك أن تتعلم التسويق في يوم، لكنك ستقضي حياتك كلها كي تتقنه". ولأنه رسائل ووسائط ومُرسل ومُتلقِّي، اتقانه يتحدد في فهم هذه العوامل الأربعة السابقة، وإجادة التعامل معها لتنجح الخطة، وتصل الرسالة الصحيحة عبر الوسيلة الصحيحة للأشخاص الصحيحين.

أكتب هذه الكلمات بعد أن أثارتني طريقة تسويق ذكية، اتخذها مشروع The Beach في دبي، التابع لشركة "مِراس القابضة"، قصتها بدأت في هذا المكان الجميل الممتد بين البحر ومنطقة JBR الشهيرة عبر مساحة 300 ألف قدم مربع؛ فبين مطاعمه ومقاهيه ومرافقه العامة والخاصة، تتوزع أعمدة مُلفِتة، عليها شاشات تعطيك معلومات عن المكان والطقس، بالإضافة إلى أنك تستطيع التقاط صورة "سيلفي" لك ولِمَن معك عبر كاميرا مثبتة فوق الشاشة الكبيرة.

بعد التقاط الصورة، يُطلب منك إدخال بريدك الإلكتروني، ليتم إرسال الصورة لك فوراً على هيئة بطاقة معنونة باسم المكان، ومعلومات عنه.

آلاف الأشخاص منذ إنشاء The Beach في فبراير عام 2014 التقطوا صور "سيلفي" لهم عبر هذه الأعمدة، ولأن دبي مدينة سياحية عالمية، فهؤلاء الأشخاص كوَّنوا لدى إدارة The Beach قاعدة بيانات عالمية مجانية، من خلال كل شخص أتى للمكان وسَعُد بالتقاط صورة، وأدخل بريده الإلكتروني بيده، وهو يبتسم متلهفاً لرؤية الصورة.

قبل أيام لاحظت أني  بدأت أتلقى أخباراً وعروضاً ترويجية لما يدور في The Beach. ابتسمت مجدداً، لجمال العروض، ولأني تذكرت أني أدخلت بريدي الإلكتروني مبتسماً، لأحصل على صورة السيلفي. 



*الصورة من موقع The Beach الرسمي: thebeach.ae 

تعليقات