في 27 أغسطس 2006 الساعة: 07:34 ص
قبل عدة أسابيع دُعِيتُ إلى حفل غداء لدى أحد ثريّي الروح وكبار العقل. وبعد الغداء تحدث صاحب الدعوة باستياء واستغرابٍ عما استجد على طبائع الناس وسلوكهم في التعامل مع دعوته، وتكلم بحزن عميق عن الذين دعاهم ولم يحضروا أو يكلفوا أنفسهم عناء الاعتذار عن المجيء، واستنكر كذلك على الذين حضروا متأخرين كثيراً عن الموعد المحدد، وبالتالي تأخـّر الغداء، وخصوصاً أن مِن ضمن المدعوين أشخاصاً يدعوهم لأول مرة.
لا أدري!
هل ما حدث لفت انتباهي، وجعلني أدقق كثيراً في علاقتي والدعوات؟ فصرتُ أكثر إيجابية! أم أنّي صرتُ سلبياً أكثر في نظرتي لهؤلاء الذين لا يجيبوا ولا يعتذروا؟
بعد عدة تأملات، اتضح لي أن ذاك الرجل كان على حق كبير حين استاء! فهذه المشكلة متفشية بلا مبالاة حقيقة بينناً. تُراك تدعوا أناساً إلى حفل أو اجتماع غير رسمي أو عشاء، فتتفاجأ بالبَيْن. ولا يختلف الأمر كثيراً مع رسائل الجوال النصية التي اعتدنا أن نرد عليها برسالة أخرى من ذات التصنيف، وليس برسالة شكر أو ثناء. وأكثر ما يغيظني هو عدم الاكتراث للرد ولو بحرف على رسائل البريد الاكتروني الذي نجتهد كثيراً في زيادة مساحته وتفقده كل يوم!
قبل أسبوع دعوتُ – مُختـَبِراً - مجموعة من أصدقائي وأقاربي عبر البريد الإلكتروني لأن نجتمع ودياً في أحد المقاهي، وأكدّتُ على الدعوة برسالة نصية عبر الهاتف الجوال. فكانت المُحَصّلة كما يلي: عدد المدعوين: ١٣، الذين اعتذروا: ٢ الذين حضروا: ٣، الذي جاء متأخرا: ١!
فخلُصْتُ إلى الحكمة الرائعة من استحباب السلام ووجوب رده. فليس واجباً أن نتصل ببعضنا البعض، وخصوصاً في خضم انشغالات هذا العصر، ولكن من الذوق والذكاء والسموّ أن نشكر الآخرين على اتصالهم بنا بالطريقة المناسبة. لأنهم مهتمون.
يجب أن نعي أن وسائل الاتصال (غيرَ الاتصال الصوتي) زادت وآخذة في الازدياد، فلنهتم لذلك، ولنسخره للإبقاء على جمال الإعلان عن أنفسنا بطريقة جديرة بالتقدير.
قبل عدة أسابيع دُعِيتُ إلى حفل غداء لدى أحد ثريّي الروح وكبار العقل. وبعد الغداء تحدث صاحب الدعوة باستياء واستغرابٍ عما استجد على طبائع الناس وسلوكهم في التعامل مع دعوته، وتكلم بحزن عميق عن الذين دعاهم ولم يحضروا أو يكلفوا أنفسهم عناء الاعتذار عن المجيء، واستنكر كذلك على الذين حضروا متأخرين كثيراً عن الموعد المحدد، وبالتالي تأخـّر الغداء، وخصوصاً أن مِن ضمن المدعوين أشخاصاً يدعوهم لأول مرة.
لا أدري!
هل ما حدث لفت انتباهي، وجعلني أدقق كثيراً في علاقتي والدعوات؟ فصرتُ أكثر إيجابية! أم أنّي صرتُ سلبياً أكثر في نظرتي لهؤلاء الذين لا يجيبوا ولا يعتذروا؟
بعد عدة تأملات، اتضح لي أن ذاك الرجل كان على حق كبير حين استاء! فهذه المشكلة متفشية بلا مبالاة حقيقة بينناً. تُراك تدعوا أناساً إلى حفل أو اجتماع غير رسمي أو عشاء، فتتفاجأ بالبَيْن. ولا يختلف الأمر كثيراً مع رسائل الجوال النصية التي اعتدنا أن نرد عليها برسالة أخرى من ذات التصنيف، وليس برسالة شكر أو ثناء. وأكثر ما يغيظني هو عدم الاكتراث للرد ولو بحرف على رسائل البريد الاكتروني الذي نجتهد كثيراً في زيادة مساحته وتفقده كل يوم!
قبل أسبوع دعوتُ – مُختـَبِراً - مجموعة من أصدقائي وأقاربي عبر البريد الإلكتروني لأن نجتمع ودياً في أحد المقاهي، وأكدّتُ على الدعوة برسالة نصية عبر الهاتف الجوال. فكانت المُحَصّلة كما يلي: عدد المدعوين: ١٣، الذين اعتذروا: ٢ الذين حضروا: ٣، الذي جاء متأخرا: ١!
فخلُصْتُ إلى الحكمة الرائعة من استحباب السلام ووجوب رده. فليس واجباً أن نتصل ببعضنا البعض، وخصوصاً في خضم انشغالات هذا العصر، ولكن من الذوق والذكاء والسموّ أن نشكر الآخرين على اتصالهم بنا بالطريقة المناسبة. لأنهم مهتمون.
يجب أن نعي أن وسائل الاتصال (غيرَ الاتصال الصوتي) زادت وآخذة في الازدياد، فلنهتم لذلك، ولنسخره للإبقاء على جمال الإعلان عن أنفسنا بطريقة جديرة بالتقدير.
نبض قال:
ردحذفأغسطس 28th, 2006 at 28 أغسطس 2006 12:15 م
أصبحت الدعوة لمناسبة أو اجتماع في زماننا هذا مجرد ورقة لرفع العتب وليس تعبيراً عن الاهتمام والحرص على حضور المدعو أياً كان .. بل أصبحت الان قيود اجتماعية لدى البعض يتمنى التخلص منها أو على الأقل التملص منها .. دعوة للتفكير والتأمل في أحوالنا لعلنا أن نعيد روح الاجتماع والألفة بين الأقارب والأصدقاء .. بل المسلمين بالأخص .. تحياتي
محمد سعود جمال قال:
ردحذفأغسطس 28th, 2006 at 28 أغسطس 2006 12:28 م
يستطيع أي شخص ببساطة أن يتخلص عن أعتى القيود الاجتماعية بالاعتذار اللبق الحَنِك. ما أدعوه إليه - يا صديقتي - هوَ ردّ على الاهتمام باهتمام. أشكرك كثيارً لردّك ومرورك.
أبو مؤيد قال:
ردحذفأغسطس 28th, 2006 at 28 أغسطس 2006 2:22 م
السلام عليكم
اتفق معك في تفشي هذه الظاهرة بين كل طبقات المجتمع بغض النظر عن مستوى تعليمه بل تكون ظاهرة أكبر في أوساط المتعلمين
ولكن اعتقد أننا بحاجة للتفاهم حو ل وسيلة الدعوة سواء بالبريد الألكتروني أو برسائل الجوال أو مشافهة من خلال الهاتف أو وجها لوجه، فطباع الناس تختلف منهم من يقبل الدعوة برسالة جوال ومنهم من لايقبلها إلا وجها لوجه
والحقيقة أنني نبتعد قليلا قليلا عن هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وإلا يجب إجابة الدعوة أو الاعتذار بعذر بيّن
وأنا أقبل الدعوة بالإيميل فجرّب معي وتشوف
عَفَار قال:
ردحذفأغسطس 28th, 2006 at 28 أغسطس 2006 10:29 م
أعتقد من وجهي نظري أن سبب إهمال الإعتذار عن حضور أي نوعٍ من الدعوات … ليس بالتقليل من شأنها أو شأن الشخص المدعو ,,, لكننا أحياناً نُحرج من تقديم ذاك الإعتذار إمّا لعدم تقبل الطرف الآخر لظروف المدعو مما ينتج الإلحاح عليه وضياع وقته …. أو لأننا غابت عنّا روح الثقة والشفافية الأخوية فأصبحت المعادلة لدينا : معتذر = متهرّب !!!
عَفَار قال:
ردحذفأغسطس 29th, 2006 at 29 أغسطس 2006 2:35 ص
عفواً…..أقصد شأن الشخص الداعي وليس المدعو
محمد سعود جمال قال:
ردحذفأغسطس 29th, 2006 at 29 أغسطس 2006 12:45 م
أشكرك أخي عفار. ولكن الاعتذار أرجى كثيراً من عدم الاهتمام.. أظنك توفقني الرأي. ولا؟
مجهول قال:
ردحذفأغسطس 30th, 2006 at 30 أغسطس 2006 12:22 م
أنا أوافقك في الرأي ولكن الظروف لا ترحم وخاصة ما تجي هاذي الظروف اللي في أوقات الدعوات وإذا الواحد تمكن منها ممكن تجيه الفرصو بإنه يحضر الدعوة
تحية غالية أخوي ………..