في 18 نوفمبر 2006 الساعة: 13:41 م
أستطيع التكهن بأن رقم حجم الاستثمارات العربية في فضاء التلفزيون فلكيٌ عبرَ 800 قناة تقريباً على قمري نايلسات وعربسات؛ إذ تبثُ هذه القنوات إلى سُكان الأرضِ كل ما يخطر على البال بمعنى الكلمة؛ من التشدد الديني البحت إلى تنمية الفكر والثقافة إلى التعري والسفور وتعليم الكهانة والسحر.
ومن بين هذا الزخم، ينادي المعتدلون العقلاء إلى لوم الجامعة العربية على عدم تبنيها - حتى الآن على الأقل - مؤسسة إعلامية رسمية لها ميثاق شرف إعلامي يحافظ على قيمنا التي تربينا عليها، ويحكم ويراقب وجود أي قناة تلفزيونية (مجانية) في الفضاء، تقدِّم ما لم نربِّ أوﻻدنا عليه!
أﻻ تلاحظون معي أن وجود مؤسسة كهذه غير مبرر ومبالغ فيه بعض الشئ؟ ﻷن ذلك ببساطة يستدعي وجود مؤسسات بذات الرسمية والميثاق، تحكم وجود الكثير من المجلاّت والصحف ومواقع الإنترنت، ولتتعدى ذلك إلى نفي وسجن بعض أرباب إشاعة الفتنة والرذيلة من البشر العاديين الذين من حولنا وحول أبنائنا؟
لقد كنا نصدح ونصرخ باستمرار بأنّ الغرب يغزونا أخلاقياً وفكرياً في كل طالعة ونازلة، وبعد أن آمنا بفخر أنا أصبحنا اليوم نحن أرباب الفِسق الإعلامي، لنتفق على أن لم يتبقَّ للغرب من شيء ليقدمه لنا ويفسد أخلاقنا به.
وبعد!
لازلنا نستجيب هستيرياً، ونفكر هستيرياً، ونتصرّف بهستيرية. إنّ إلقاء اللوم على الآخرين بفساد أخلاق أبنائنا ليسَ إلا إعلاناً لخذلاننا وهوانِ شكيمتنا. وكذلك المطالبات بزيادة الرقابة على ما هوَ متوفر ومجّاني لا أرى فيه إلا العَجب العُجاب! هل أجبرك أحد على شراء التلفزيون؟ أو إدخال القنوات التي هيَ في نظرك بؤرٌ للفساد إلى بيتك وغرفة نومك؟ أو جعلِ أبنائك يتصفحون مواقع الإنترنت بمشيئة أهوائهم، وعدم تفقد أموالهم من أين يكتسبونها وفيمَ ينفقون، ومَن يُصادقون وكيفَ على الجنس الآخر بهمجية يتهافتون؟
إنّ التربية الحَسنة هيَ محورُ القضية، وعمودها وساسُها وأساسُها. فلن نقضي على مدافع الفسادَ التي هيَ حول من أبنائنا، والتي ترمي بكل صنوف الذخيرة إلى عقولهم وقلوبهم، وإن حاولنا أبد الدهر. وإنّ سياسة منع الأبناء وثنيُهم بالقسوة والعُنف أيضاً لن تـُؤتي أكلها، فقمعهم هنا قد يزيد من فضولهم وتحدّيهم هناك؛ إلا أن غرسنا ونمّينا فيهم التعلق بالصدق والطهر والعفة، وتقرّبنا منهم وصادقناهم، وبالحب والتفاهم تعاهدناهم.
دعونا من دعاوي إنشاء المؤسسات الرقابية والقضائية الإعلامية على مُخرجاتنا العربية، ودعونا من عبثيّة مجابهة هذا التيار العَرم، فالعالم بات لصِغـَره لا يجدي فيه هذا ولا ذاك. لنستغنِ بأنفسنا ولنعتدّ بها، فوالله ليسَ أخيَبَ ولا أصغرُ من اللائم القادر على إيجاد ألفٍ حل وحل، ولكنه لا يريد فعل أي شيء، سوى التفنن في لوم البقية.
أستطيع التكهن بأن رقم حجم الاستثمارات العربية في فضاء التلفزيون فلكيٌ عبرَ 800 قناة تقريباً على قمري نايلسات وعربسات؛ إذ تبثُ هذه القنوات إلى سُكان الأرضِ كل ما يخطر على البال بمعنى الكلمة؛ من التشدد الديني البحت إلى تنمية الفكر والثقافة إلى التعري والسفور وتعليم الكهانة والسحر.
ومن بين هذا الزخم، ينادي المعتدلون العقلاء إلى لوم الجامعة العربية على عدم تبنيها - حتى الآن على الأقل - مؤسسة إعلامية رسمية لها ميثاق شرف إعلامي يحافظ على قيمنا التي تربينا عليها، ويحكم ويراقب وجود أي قناة تلفزيونية (مجانية) في الفضاء، تقدِّم ما لم نربِّ أوﻻدنا عليه!
أﻻ تلاحظون معي أن وجود مؤسسة كهذه غير مبرر ومبالغ فيه بعض الشئ؟ ﻷن ذلك ببساطة يستدعي وجود مؤسسات بذات الرسمية والميثاق، تحكم وجود الكثير من المجلاّت والصحف ومواقع الإنترنت، ولتتعدى ذلك إلى نفي وسجن بعض أرباب إشاعة الفتنة والرذيلة من البشر العاديين الذين من حولنا وحول أبنائنا؟
لقد كنا نصدح ونصرخ باستمرار بأنّ الغرب يغزونا أخلاقياً وفكرياً في كل طالعة ونازلة، وبعد أن آمنا بفخر أنا أصبحنا اليوم نحن أرباب الفِسق الإعلامي، لنتفق على أن لم يتبقَّ للغرب من شيء ليقدمه لنا ويفسد أخلاقنا به.
وبعد!
لازلنا نستجيب هستيرياً، ونفكر هستيرياً، ونتصرّف بهستيرية. إنّ إلقاء اللوم على الآخرين بفساد أخلاق أبنائنا ليسَ إلا إعلاناً لخذلاننا وهوانِ شكيمتنا. وكذلك المطالبات بزيادة الرقابة على ما هوَ متوفر ومجّاني لا أرى فيه إلا العَجب العُجاب! هل أجبرك أحد على شراء التلفزيون؟ أو إدخال القنوات التي هيَ في نظرك بؤرٌ للفساد إلى بيتك وغرفة نومك؟ أو جعلِ أبنائك يتصفحون مواقع الإنترنت بمشيئة أهوائهم، وعدم تفقد أموالهم من أين يكتسبونها وفيمَ ينفقون، ومَن يُصادقون وكيفَ على الجنس الآخر بهمجية يتهافتون؟
إنّ التربية الحَسنة هيَ محورُ القضية، وعمودها وساسُها وأساسُها. فلن نقضي على مدافع الفسادَ التي هيَ حول من أبنائنا، والتي ترمي بكل صنوف الذخيرة إلى عقولهم وقلوبهم، وإن حاولنا أبد الدهر. وإنّ سياسة منع الأبناء وثنيُهم بالقسوة والعُنف أيضاً لن تـُؤتي أكلها، فقمعهم هنا قد يزيد من فضولهم وتحدّيهم هناك؛ إلا أن غرسنا ونمّينا فيهم التعلق بالصدق والطهر والعفة، وتقرّبنا منهم وصادقناهم، وبالحب والتفاهم تعاهدناهم.
دعونا من دعاوي إنشاء المؤسسات الرقابية والقضائية الإعلامية على مُخرجاتنا العربية، ودعونا من عبثيّة مجابهة هذا التيار العَرم، فالعالم بات لصِغـَره لا يجدي فيه هذا ولا ذاك. لنستغنِ بأنفسنا ولنعتدّ بها، فوالله ليسَ أخيَبَ ولا أصغرُ من اللائم القادر على إيجاد ألفٍ حل وحل، ولكنه لا يريد فعل أي شيء، سوى التفنن في لوم البقية.
تعليقات
إرسال تعليق