غصّة خيُل





كالعادة..

سحبتُ ملابسي من تحتِها بهدوء



ردّدتْ وهي شبهُ نائمة:


- تحبني؟

أجبتها بسرعة:

- أحبك1، أحبك2.



وخرجت.




في زاوية الشارع


هناك شبه حانة

بها - غالباً - أجدُهَا مزدانة



تلفّتُّ في كل اتجاه


حتى بلغتُ النوافذ فوقي

لا أحد.. أحسن!



وكالعادة..


لم يستطيعا فخذايَ حملي

ولكني هناك سأعكف

حتى لو سأزحف



دخلت


لم أجدها!

عُدتُّ لعادة الالتفات!

أيضاً لم أجدها!



قصدّتُ رُكنها


واستوليتُ على كرسيّها

وناديتُ النادلة "جيني"

- "جيني"، أينها؟

- "هانين" (تقصد حنين)

- لا "سارة"



أومأتْ بفتور بأنها لم تأتِ.




بسرعة، التفتنا سوية حين رنّت تعليقة باب الحانة


دَلَفتْ، أقبلتْ، توجهت نحوي "سارة" كعادتها، مثقلة بالأنوثة!



- كيف حالك؟


- تمام.

- كيف حالها؟

- طيبة.

- كنتَ عندها؟

- لا.، كنت أحاول النوم.. واشتقت.. فــ

- ..لها.

- لكِ، "سارة"، فتبادرَ إليّ أنك هنا، كعادتك.

- كيف وكنتَ قادماً من جهة بيتها؟ لقد رأيتـُك. كنتُ أمشي على الناحية المقابلة من الطريق.

- "سارة" يا حبيبتي.. هيَ زوجتي!

- وأنا؟

- يا ربي، أخبرتك. أنتِ ملاكي.



كانت طوال فترة حوارنا تمرّر سبابتها على فوّهة الكأس ناظرة إليه بفتور. وتختلس النظر إلي..




- ما وحشتك؟


- لا.

- ها؟

- موت.



ضحكنا، ثم ارتشفتْ، ثم استطردتْ..


- حبيبي، زوجتك "حنين" بدأت تشك.

- شكّها دبوس.

- لا.. فعلاً.

- لماذا، ماذا حصل؟

- أمس عندما زرتها، كانت تتحدث عنك كثيراً.

- لماذا؟ ماذا قالت؟

- يعني، تقول أنها تخاف ولا تدري ما السبب، وتتحدث عن غيرتها، وعن سفرياتك.



ثم تمتمَت محملقة في الطاولة بيننا، كأنها تود اختراقها..


- وتقول أنكَ أصبحت شهوانياً.



طعنة من الظهر!


ضحكتُ باستغراب، وعلّقت:

- شهواني مرة واحدة؟

- أنسيت أني صديقة عمرها؟ إنها لا تخفي عني شيئاً.

- حبيبتي، كل ممارسٍ للحب يسمونه شهوانياً.

- مرة، مرتان.. ممكن. ولكن 3 لـ 5 في اليوم!



لم أعرف كيف أرُدّ


إلا أني بابتسامة مصطنعة نطقت..

- ماذا تحسبيني؟ خيلاً؟



بخبث..


- نعم.. اسأل مُجرّب، اسألني.



ارتحتُ قليلاً، ورددت..


- هذا معكِ فقط يا "سارتي"، أما هيَ فقد بالغتْ.

- تعدني أن تخفف؟



وألحقـَتـْهَا:


- .. معها.

- أعدك1، أعدك2.



قاربت الساعة الرابعة صباحاً، وبدؤوا يرفعون الكراسي..


قرّبت من شفتيها..

وانتهينا حيث ننتهي دائماً، شقتي الثانية.





كانت بجانبي حين قطع نومي صوت الساعة..


إنها السابعة!

لا لا.. صوت هاتفي الجوال، وجاء الصوتُ الدافئ:

- هابيبي!



أخفضتُ صوتي قائلاً:


- هلا، مين!

- أوه! "جيني".. Don’t you miss me؟



تنحنحت.. ونطقتُ ضاغطاً على أضرسي:


- Latet1.. Later2.



أنهيتُ مكالمة "جيني"، وأعطيت "سارة" ظهري، وترددت في ذهني أغنية كانت تكرهها "حنين"..


(يا قلبي والله البنات، تسحرهم بكلمتين)







أحسستُ بغصّة خيـْل!


..وغرقت.

تعليقات

  1. مجهول قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 12:43 م

    اعذرني على الحقيقة, لولا أنها الحقيقة لما نطقت بها..

    كنت أقرأ القصة على أمل أن أخرج منها بمتعة فنية أو تأثر شعوري أو فائدة فكرية.. لكنني لم أجد فيها شيئا من ذلك أو بالكاد وجدت بعض النتف..

    لا عليك

    لدي سؤالان وأنتظر الإجابة

    لا أدري هل اسم زوجته سارة أم حنين؟ لم أستطع أن أستوضح ذلك..

    ثم هل هو يمارس خمس مرات في اليوم مع سارة أم مع عشيقته؟

    أنتظر الرد من صاحب المدونة..

    ردحذف
  2. مجهول قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 12:43 م

    رحم الأدب ملئ بالفنون وتعد ولادة القصة القصيرة من أكثر الولادات تعسرا في عالم الأدب الواسع ، لذا علينا الاشادة دوما بولادة أي قصة لانه سيتبعها دوما أبداع و أبداع وأبداع ولاسيما حين يكون الكاتب متجددا ك ” محمد جمال ” تحياتي

    ردحذف

إرسال تعليق