الفيزياء للأدباء



"أما عنوان الكتاب فهو الفيزياء للأدباء، وقد اخترته لسببين: أوّلهما.. تخصيصٌ ومداعبة لأحبتنا الأدباء والشعراء ومَن نهج نهجهم وتبع طريقتهم. وثانيهما.. لأن الأدباء – وفقاً للمفهوم العام – هم أبعد الناس – بطبيعتهم – الجياشة – عن انضباط العلوم الحديثة، وأقلهم تفاعلاً معها، وأشدّهم حياء عند الاقتراب منها؛ فالمجالات العلمية – بالنسبة لهم – محاطة بسياج من الجفاف والرهبة والغموض ودونها خرط القتاد."

كان ما سبق اقتباس من مقدمة كتاب "الفيزياء للأدباء" لمؤلفه الدكتور خِضر محمد الشيباني. إنه كتاب رائع يسوق لنا علم الفيزياء والظواهر الفيزيائية وكل ما تود معرفته عما حولك مِن الذرّة مروراً بالحركة وحالات المادة ثم بالحرارة والموجات الطبيعية والصناعية وتعريجاً على الكهرباء والمغناطيسية وانتهاءً بمارد العصر المفاعلات النووية وما إليها من تخصيب اليورانيوم والانشطار والاندماج النووين.

الكتاب بعيد كل البعد عن جفاف المادة العلمية. فقد خلا الكتاب تماماً من المعادلات الرياضية والرموز العلمية، كما اهتم مؤلفه بإلقاء الضوء على بعض الجوانب التاريخية والإنسانية في تطور هذا العلم الرائد، مزيّناً ذلك باقتباسات فريدة ومميّزة للغاية لبعض علماء الفيزياء والفلاسفة ومن حولهم تدور بعض قصص هذا العلم.


بهذ الكتاب، وبكل سهولة، تستطيع الإجابة على كل تساؤلاتك عن الظواهر الفيزيائية، دون الوقوف على ما لا يهمك من تعمّقات في المعادلات التي أنف الكثير عن هذا العلم بسببها.



فالحديث عن المنطق والعلوم والتقنية لا يستقيم، وفهم منهجها وعناصرها لا يتحقق دون الرجوع إلى علم الفيزياء الذي يعتبر الريادي في منظومة العلوم الحديثة، تاريخياً وفكرياً ومنهجياً وتطبيقياً.



مِن الكتاب:


"قلنا فيما سبق إننا بكسر قطعة من المغناطيس إلى قطع صغيرة، فإن كل قطعة تصبح مغناطيساً قائماً بذاته له قطبان.. أحدهما شمالي والآخر جنوبي، تماماً كما هو الحال في قطعة المغناطيس التي ابتدأنا بها. وهذا ما يُعرف بثنائية الأقطاب المغناطيسية."


"إن ما نلمسه في هذا الكون وقوانينه، من ترابط وتناسق وتلازم يتضح أكثر فأكثر مع تقدم العلم وتطوّره، يمثل في واقع الحال شاهد إثبات متين على وحدانية الخالق عز وجل"



"ولاحظ العلماء أن هذا الانخفاض في طبقة الأوزون يزداد عاماً بعد عام وبطريقة غير مسبوقة من قبل مما دعى العلماء إلى إطلاق اسم ثقب الأوزون على هذه الظاهرة."



"فهل تسقط الأرض أيضاً على التفاحة؟. والجواب بطبيعة الحال: نعم… إن الأرض تسقط على التفاحة أيضاً بالقوة التي تجذب لها الأرض التفاحة"



"أما البداية الفعلية للتنقيب عن البترول كمصدر للوقود فقد بدأها عامل في السكة للحديد بولاية بنسلفانيا الأمريكية يُدعى إدوين دريك؛ فقد كان….."


"ما هو هذا المارد الذي انطلق من قمقمه ليثير زوابع الفزع، ويداعب آمال البشرية، ويهدد وجود الإنسان على الأرض؟ ما هي قصة هذه الطاقة الهائلة التي تفجّرت من أصغر مخلوقات الله.. من نواة الذرة.. لتصنع قصصاً من الإنجازات الباهرة، وتنسج حكايات من الرعب القاتل، وتفتح آفاقاً من التطوّر المذهل؟"








وبعد..


أود أن أشيد نهاية بهذا الكتاب، الإنجاز العلمي والأدبي في ذات الوقت، وأنصح الجميع باقتنائه لجميل أسلوبه، وغزارة معلوماته، وطرافة سياقه، وذكاء استباقه.

يصدر هذا الكتاب عن الدار السعودية للنشر والتوزيع

ويُباع في مكتبات جرير بالسعودية

تعليقات