الاسْتِخـْطَاء!
قبل ثلاث سنوات، قد تزيد أو تنقص قليلاً، أذكر أني دُعيت إلى اجتماع للمدونين السعوديين، وحظيتُ بالتعرف والاقتراب أكثر من مدوِّنين كِبار، شرُفت بهم ومازلت أستفيد من بحورهم. وكان الاجتماع موجَّهاً - بصورة ما - إلى تعظيم دور التدوين، وكيف أنه أثر في الرأي العام في عدة دول عربية وغربية، وتخلل ذلك دعوة للشعور بعظم الدور الذي يحققه المدوِّن على صعيد إصلاح وطنه وأمته التي ينتمي إليها. لقد أصاب ما سمعته ورأيته في تلك السويعات شطراً في عقلي، وأنساني أني ناهِجُ أدبٍ وشُويعِر ومدعي تأملٍ وفلسفة، وصيَّرني إلى السؤال الثقيل: هل ما كنتُ أفعله في مدونتي صحيح؟ هل يجب حين أكون مدوِّناً حقاً أن أطالب بإصلاح الأنظمة والعباد، وأن أكون ناقداً من العيار الثقيل، أبحث عن الأخطاء لألفتَ لها الانتباه أو أسخر منها أو أكون قيِّماً على حلها؟ ودون إجابة، تركتُ سفينة أقداري تسبح بي، حتى جاءت بي إلى حيثُ أن جاءت. قد يكون الوعي بشتى صوره، والتأثر بالمحيط، أكبر دافعين للمرء ليتحوَّل إلى "مستخطيء" (من البحث عن الأخطاء، قياساً على مستكشف الباحث عن الاكتشافات)، فالعقل يتأثر بما يمر عليه، ويتحول التأثير إلى دافع، ...