المشاركات

عرض المشاركات من مارس, 2011

الاسْتِخـْطَاء!

صورة
قبل ثلاث سنوات، قد تزيد أو تنقص قليلاً، أذكر أني دُعيت إلى اجتماع للمدونين السعوديين، وحظيتُ بالتعرف والاقتراب أكثر من مدوِّنين كِبار، شرُفت بهم ومازلت أستفيد من بحورهم. وكان الاجتماع موجَّهاً - بصورة ما - إلى تعظيم دور التدوين، وكيف أنه أثر في الرأي العام في عدة دول عربية وغربية، وتخلل ذلك دعوة للشعور بعظم الدور الذي يحققه المدوِّن على صعيد إصلاح وطنه وأمته التي ينتمي إليها. لقد أصاب ما سمعته ورأيته في تلك السويعات شطراً في عقلي، وأنساني أني ناهِجُ أدبٍ وشُويعِر ومدعي تأملٍ وفلسفة، وصيَّرني إلى السؤال الثقيل: هل ما كنتُ أفعله في مدونتي صحيح؟ هل يجب حين أكون مدوِّناً حقاً أن أطالب بإصلاح الأنظمة والعباد، وأن أكون ناقداً من العيار الثقيل، أبحث عن الأخطاء لألفتَ لها الانتباه أو أسخر منها أو أكون قيِّماً على حلها؟ ودون إجابة، تركتُ سفينة أقداري تسبح بي، حتى جاءت بي إلى حيثُ أن جاءت. قد يكون الوعي بشتى صوره، والتأثر بالمحيط، أكبر دافعين للمرء ليتحوَّل إلى "مستخطيء" (من البحث عن الأخطاء، قياساً على مستكشف الباحث عن الاكتشافات)، فالعقل يتأثر بما يمر عليه، ويتحول التأثير إلى دافع، ...

التدوين المُصغَّر

صورة
قل عدد نشطاء التدوين حولي، وأنا منهم، بعد أن كنتُ أكتب ما يزيد عن تدوينتين في الأسبوع، أصبح ثقيلاً على روحي أن أكتب تدوينة كل شهرين أو ربما 3 أشهر، والحقيقة أن الأسباب كثيرة ومتعددة، كثيرون يُرجئون هذا الشعور الذي ربما يشاركوني فيه إلى المشاغل التي لا تنتهي، وواقع الحال يقول أن المرء كلما كبُر، كُبرت مشاغله. إلا أني لا أدَّعي هذا الآن، بعد أن وقفت على الحقيقة، وحللتُ السبب ودرسته وقلبته، إنه "تويتر"، ذلك الاختراع العجيب الذي يُجبرك على أن تختصر ما ترغب التعبير عنه إلى جُملة وربما كلمتين، فتخترق بـ "تدوينتك المُصغَّرة" الحُجُب والأمصار، لتصل بها إلى أعين أناسٍ ألِفت الخلاصات وعشقتها، وتزداد كل يوم تعلقاً بـ "المختصر المفيد". وفي "تويتر" انقلبت الموازين، فكلما كانت "تدوينتك المصغرة" ممشوقة الأحرف ناهدة التعبير، كلما زاد عدد متداوليها، وبالتالي يزداد متابعيك، بخلاف التدوين في المدوَّنات الذي يحمل طابع الإسهاب والتفصيل، فالمساحة هنا كافية لأن تكتب كما تريد، بالكم الذي تريد. ميزة أخرى يحملها "تويتر" وهي مراقبة عدد المتابعين، وبسرع...

كتاب "الصندوق الأسود" للمغلوث.. تأريخ جديد لِسِير مثقفين سعوديين معاصرين

صورة
جدة - محمد جمال فتح الصندوق الأسود للطائرات ليس بالأمر الهيِّن، فكيف بصناديق البشر؟ إنها المهمة التي اختارها لنفسه الكاتب والصحافي السعودي عبدالله المغلوث، ونشر سلسلة حواراتها تباعاً في بعض الصحف، قبل أن يجمعها ويُؤلِّف حولها كتاب "الصندوق الأسود.. حكايات مثقفين سعوديين"، الصادر عن دار مدارك في يناير/ كانون الثاني 2011. ويُرجع المغلوث في مقدمة كتابه قصة هذه الحوارات التي جمعته بجُملة من ألمع الكُتَّاب والإعلاميين والمثقفين السعوديين، إلى "الفضول" الذي اكتشف مؤخراً أنه لا يسكنه وحده، بل يقطننا أجمعين - بحسبه -، ويقول: "استوقفني الكثير من الأصدقاء ليسألوني عن خفايا زواج بدرية البشر وناصر القصبي...، وأشبعوني نقاشاً حول الثوب القصير الذي ارتداه تركي الدخيل بعد عودته من الحج...، وتحدثوا طويلاً عن رعي سليمان الهتلان للغنم الذي استهل به اللقاء، …."، إلى مفارقات جمَّة حملها إلينا عبر "الصندوق الأسود"، غاص بنا عبره إلى عوالم بيضاء نيِّرة، هي مدارس لأجيالٍ قادمة. ناصر القصبي سألها "الزواج" عبر الهاتف لم تكن الطالبة الجامعية - آنذاك - بدرية البشر ...