ولكننا لا نتظاهر!
المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات والاعتصامات، كلها مُصطلحات تُطلق على ردود أفعال العامة تجاه قرار أو فِعل يتعلق بجهة ما، وذلك للتعبير عن الاحتجاج أو التنفيس عن غضب أو هي محاولة لتغيير الحال عبر الدعوة لتنفيذِ مطالبٍ ما. فالمظاهرة وسيلة من وسائل التعبير، كما الشعر والغناء والرسم، كلها وسائل تعبير عن الذات ومكنوناتها وأحياناً أسرارها، إلا أن المظاهرة هي تعبير مُشترك، إتحادٌ جمعته رؤية ومطالب تحيلك غالباً إلى الإمعان في سبب المظاهرة، وتحجيمه بالشكل الذي يتناسب وأعداد المتظاهرين وأساليبهم في التعبير. ولأننا سعوديون، فطبيعي جداً أننا لم نشارك في مظاهرة في حياتنا، والسبب معلوم، إلا أنَّ معظمنا لم يتشجع – أيضاً – للتظاهُر! فنحنُ لسنا مقتنعين بهذه الوسيلة من وسائل التعبير، لضعف تأثيرها في تحقيق المآرب. ناهيك عن الفعالية التي يندُر أن تتحقق. ولكننا على أي حال نمارس التظاهُر – حسب التساهيل - على طرقنا الخاصة! ولأنها (طرقنا الخاصة) فأنا لن أعلن عنها هنا بالتأكيد، حتى لا تُسلب مِنَّا أو تُقلب علينا. ولا تنتظروا أن أفضح سِرَّها القدِّيس، ومكنونها النفيس، أو أن أخبر بأي تلميح أو تفصيل. فمظاهراتنا لا ...