الخلاف حول الأولويَّات.. وطن!

يكثر الحديث هذه الأيام عن الأولويات، وكيف نحددها، وما الذي يجل أمراً ما أولى عند البعض من أمور أخرى؟ لا مفر من المزايدة على الأولويات، والاختلاف حولها ليس حديثاً بالطبع، فأبونا آدم - عليه السلام - رأى أن الأكل من الشجرة أولى من الانصياع للحذر منها، بل إن كل الخلافات منذ الأزل، كان سببها اختلاف الأولويات، وهكذا نشأت الخلافة في الأرض وتكوَّنت البلدان، فاتحد بعضها، وتنافر الآخر، وقُضِيَ على الآخر. وللاختلاف حول الأولويات أيضاً دور في إثرائنا بمختلف العلوم، فتحت كل علم كان الخلاف حول الأولويات مصدراً لتعدد المدارس والرؤى، ومن هنا اكتشف العلماء المصباح والهاتف والنسبية، لأنهم - بطبيعة الحال - منحوها أولوية البحث والتقصي. إن تهميش أمر ما، يصنفه البعض على أنه مهم، يقتضي منا الحُجَّة الدامغة، والمبرر المقنع، حتى تنتفي أولويته، ويتم التحول إلى ما سواه، وإلا فإن في هذا خطورة لا يُستهان بها، قد تربك تقدمنا في مختلف المجالات، وتجعلنا نسخاً متكررة، همنا أمر واحد بعينه، نغدو ونروح، وفي قرارنا أن لا شيء مهم سواه. وحين ثارت بعض الشعوب على حُكِّامها، كانت رياح...