لأنها تحدثُ لغير السعوديين!

لو قـُدِّر لغيرِ سعوديٍّ يعيش بالسعودية أن يكتـُب في عمود صحيفة كـ "الوطن" أو "شمس"، بذات التوجُّه المعتاد الذي ينتهجُه الكـُتاب السعوديون، ومثلُ الأريحية، ونفس السقفِ من الحُريِّة؛ فماذا سيقول صديقي السُّوري الذي حكى ليَ اليوم قصَّةً خاضَها البارحة في الجوازات، كي يُدخل بصمات أصابعه في النظام الآلي، بحسب القانون الجديد الذي أقرَّته وزارة الداخلية السعودية. أقسِم بالله أني لو لم أعرف أطرافها ومكان حُدوثها، لحِسبتُ أنها لمجموعة من المهاجرين الزنوج، قبل حركة التحرر من العبودية في القرن التاسع عشر، وأنه كان أحدهم! حربٌ نفسية قاسية عاشَ أحداثها منذ الساعة السابعة صباحاً، عندما وصل إلى المقر، واصطفَّ في صفٍ طويل يضُم الطبقة الوسطى والدُّنيا من الوافدين الذين يعملون في السعودية، وحتى وصل – مِن تحتِ الشِّمس – إلى المكتب المُكيَّف في تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً، مُعذباً هوَ وأقرانـُه بالوافدين من أصحاب حجوزات الدرجة الأولى، وأعضاء الطبقة الأرجوزاية الراقية من غير السعوديين في السعودية، الذين دخلوا عبر مدخلٍ آخر مباشرة مِن أمام أعينهم، دون صفٍ أو رصفٍ أو عصفٍ، وذلك عبر ج...