إذاعاتـُنا والإعلان!

أمرُّ بين وقتٍ وآخر، وأنا أجوب شوارع جدة، على الإذاعات الحكومية العربية التي تملكها بالكامل الحكومة السعودية، وهي إذاعة البرنامج العام الرياض، وإذاعة البرنامج الثاني من جدة، وإذاعة القرآن الكريم. ويجدُر بي أن أقرَّ بالتطور الملحوظ الذي طرأ على هذه الإذاعات، مُقارنة بسنوات قليلة مضت. وبحكم ارتباطي بجدة، كان لإذاعة البرنامج الثاني من جدة النصيب الأكبر من ريعي وإنصاتي، الإذاعة التي برزت عندي ببرامجها الثقافية والفنية المتنوعة، والتي فيها من الابتكار والسَّبق ما يُشعرُ بالاعتزاز. إلاّ أنها - أي إذاعة جدة - خلـَصَت إلى تقليد mbc fm في بعض برامجها، وخصوصاً في البرنامج الصباحي الذي تقدِّمه، إلا أن هذا إجمالاً يُعد حِراكاً مجيداً لماءٍ راكدٍ لم يُسعفه وزير ولا مدير لأن يلحق بركب العصر الذي نعيشه، إلا مؤخراً. لقد اتخذت إذاعة جدة لنفسها شعاراً تقليدياً، ولكنه ذو بُعد إيجابي لفئتها المستهدفة من التقليديين! إنه: "العين تعشق قبل الأذن أحياناً"، وأقول هذا لأنها لا تزال حكومية، ينقصها الكثير من الإمكانات والتقنيات لتـُوَسِّع من دائرة مستهدفيها، وتـُعلن عن نفسها بثقة في بقية الأوساط الإعلامي...