المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2009

إذاعاتـُنا والإعلان!

صورة
أمرُّ بين وقتٍ وآخر، وأنا أجوب شوارع جدة، على الإذاعات الحكومية العربية التي تملكها بالكامل الحكومة السعودية، وهي إذاعة البرنامج العام الرياض، وإذاعة البرنامج الثاني من جدة، وإذاعة القرآن الكريم. ويجدُر بي أن أقرَّ بالتطور الملحوظ الذي طرأ على هذه الإذاعات، مُقارنة بسنوات قليلة مضت. وبحكم ارتباطي بجدة، كان لإذاعة البرنامج الثاني من جدة النصيب الأكبر من ريعي وإنصاتي، الإذاعة التي برزت عندي ببرامجها الثقافية والفنية المتنوعة، والتي فيها من الابتكار والسَّبق ما يُشعرُ بالاعتزاز. إلاّ أنها - أي إذاعة جدة - خلـَصَت إلى تقليد mbc fm في بعض برامجها، وخصوصاً في البرنامج الصباحي الذي تقدِّمه، إلا أن هذا إجمالاً يُعد حِراكاً مجيداً لماءٍ راكدٍ لم يُسعفه وزير ولا مدير لأن يلحق بركب العصر الذي نعيشه، إلا مؤخراً. لقد اتخذت إذاعة جدة لنفسها شعاراً تقليدياً، ولكنه ذو بُعد إيجابي لفئتها المستهدفة من التقليديين! إنه: "العين تعشق قبل الأذن أحياناً"، وأقول هذا لأنها لا تزال حكومية، ينقصها الكثير من الإمكانات والتقنيات لتـُوَسِّع من دائرة مستهدفيها، وتـُعلن عن نفسها بثقة في بقية الأوساط الإعلامي...

متعة الفن!

صورة
يصعُب على المرء أحياناً الولوج إلى مفهوم إحدى الآثار الفنية التي تنتمي إلى حضارة معينة في حقبة معينة، ومعرفة أساس فكرتها، وتصنيفها في المجال الفني الذي ترجع ليه. وأعني هنا بالآثار الفنية، أي نِتاج إنساني جُعِل من أجل تصوير فكرة معيَّنة، أو للترفيه المحض رُبما، سواءً كان رسماً أو نحتاً أو مسرحاً أو أدباً بشقيه الشائعين: المنظوم والمنثور. وأقربُ ما يُقرِّب صعوبة هذا الولوج هو عِلم الأدب المُقارَن الذي يختص بدراسة الآداب الإنسانية في بيئاتها وأزمنتها دون المَساس بتفرُّدها وإبداعها، كترجمتها أو محاولة وضعها في إطار غير الذي خـُلِقـَت فيه، فتضعف بنيتها، ويخبو نور بلاغتها، وتـُفهم على نحوٍ آخر مُغاير. وذات الشأن ينطبق على كل فنٍ لا علاقة له بالعلوم التطبيقية، كهندسة وطِب ونحوهما. فإن الفنون على اختلافها كالزهرة الفاتنة، لا يسع أن نقتلعا من أرضها لندرُسها في بيئة غير بيئتها، وكالموضة المتجددة، فلا يصح بأي حال أن نوقع على موضة في حقبة غابرة، أسس وأبعاد موضة جارية أو متوقـَّعة. إن من أساسيات النقد الفني، أن نـُطبِّق على المادة المُراد نقدها، قوانين الوقت الذي أنشأت فيه، وأن ندرسها في نفس الظروف...

لا تتوقعي أكثر يا غزة!

صورة
في 3 يناير 2009 الساعة: 08:31 ص يعتصر قلبي ما يحدث لإخواننا في فلسطين! فالخطب هذه المرة عظيم، والجَرحُ لا ينفك أن يلتئم حتى ينبجس أكثر من ذي قبل. وإن كنتُ قد حمدُّتُ الله – والحمد له أولاً وأخيراً على كل شيء – على ما يحدث الآن! فقد تحدد العدو، وانشكفت ملامح عدوانه، وظهرت بنتانتها وسواد سريرتها أدرانه، بعد أن حادت المسيرات واختلطت الأوراق من قبل، فحارب الفلسطينيون أنفسهم، وساعدتهم جهات إسلامية وأخرى عربية على إبادة بعضهم. وها قد انجلت الغيوم عن وجه عدونا الأوحد المقيت، والذي لم يفرح كثيراً بتخبُّطنا واللعب بقلوبنا. الحمد لله على أننا مهما تجادلنا حول فتح وحماس، ومصر وإيران، وقطر والسعودية، وحزب الله ولبنان، ودور كل هذه الأطراف في القضية الفلسطينية المزمنة؛ أغار علينا المنطِق الحكيم، من مُنطلقٍ عمره أكثر من ستين عاماً، عمره بعمر وعد بلفور المشؤوم، ليعيد توجيه دعواتنا وصدقاتنا إلى نصرة الفلسطينيين كلهم على اليهود المحتلين جُلـِّهم. والذي يعتصر قلبي أكثر الآن، هو تصديق بعض العالم للتبرير اليهودي بأن المقصود بهذه المجزرة حماس وأشلاءها! فناهيك عن كل ما فتكت به الحرب الدائرة حالياً من غير عنا...

هكذا بدأت تستاء!

صورة
في 31 ديسمبر 2008 الساعة: 09:06 ص وقفت تحملق في زجاج النافذة، تـُراقب كيف أنَّ الأمطار تنهمر، ولبحرها لا ينحدر سيل ولا نهر. كانت قد اعتادت في هذه اللحظات أن تحلم به، ولكن كان جُلّ الذي يتسلل إلى خالجها الآن كيف أنها اعتادت فراقه؟ كانت ولم تزل تكتب بسبابتها أحبك.. أحبك.. أحبك على زجاج نافذتها بعد أن تكسوها حرارة زفير اللهفة، كانت تكتب رسالتها هذه كل يوم قبل أن تنام. إلا أن هذه الليلة جاءت لتمنعها بعد أن أرخى الضباب ستائره على قريتها الصغيرة، واكتست الأزجَّة به من الخارج لتمنع كل داخِلٍ بعد أن تجاوزت حرارة غرفتها حدَّ النشوة! هكذا بدأت تستاء؛ بدأت ترفض هذا الواقع الذي ينخل كل ما تطمح إليه، ليَردَهَا قشور الآمال. إنها لا تستطيع. كيف لها أن تنام قبل أن تكتب رسالتها القصيرة الحالمة؟ خطرت لها خاطرة! اضمحلّت كل التقاسيم؛ أحضرت مرآتها الصغيرة الدافئة، وفتحت النافذة، وباضِّطرادٍ أخذتِ النسائمُ المثلجة تغتال دفء غرفتها، ارتجفت، ولكنها لم تصل لمرادِها حتى الآن! أخذت أسنانها تصطك، ولم تبال! وي كأن ثوبها السميك استحال شفافاً، ولم تشعر. الآن.. نعم الآن. أغلقت النافذة بسرعة، وقفزت إلى س...

لـَن أهتـَم!

صورة
في 22 ديسمبر 2008 الساعة: 13:33 م اعتليـني وامتلكيني من حيث تريدين امحقي ضباب كتاباتي ورُومي حولَ كلِّ حفناتي واسكبيني حيثما غيركِ تجدين فــلن أهتم! لأني أحببتكِ دون عقل وعقلتكِ دون قلب ورحلتْ بكِ دمائي إلى كلّ مساحات جفافي وغاباتي لتـُحيلي الجافَّ ندىً والسامي سَماً وتستردّي بي اللاشئ يا فتنة هيجاني وسكناتي لن أهتم! فالغافي استيقظ لمبسمٍ ضنين واليـَقـِظ غفا على لحنِ الحنين والجمالُ لم ولن يعرف طريقاً لشفتيكِ يا عيناً سرمدية لجمال الخلود ورقة العَنودِ ومنبعاً حنين لن أهتم! فجيشُ احتلالكِ قصَفَ بعذوبتكِ أنوية مشاعري وفاضت بكِ الطبيعة لحاقاً.. والتصاقاً.. وتطبيعاً تريدُ أن تصل لحرفٍ من معلّقاتِ حفنة ما تحملين أو لتلعقَ شهداً سوّركِ بهالة ليستْ لبدرِ دُجَىً دجين لتعود الطبيعة خائبة بائسة هالكة فما بكِ ليس لغيركْ وليسَ لذي كبدِ سوى آثارُ سيركْ وكلّ الشعوب لن ترثي مرثيّاً كما ستبكي .. دُنـُوَّ أطرافَ ممالكِ عينكْ ومع كلّ هذا.. لن أهتم! لأني سلسَلتُ معصمي بعَرشِكْ وشخصتُ بعيني بُغيَة رمْشِ رِمْشِكْ وقيّدتُ قليلي عبداً لقلبِكْ لن أهتم! فبكِ .. لن تسعد روحٌ غيري لأنّكِ أترفتني بأغلى تر...

نقطة الفـَناء

صورة
في 2 ديسمبر 2008 الساعة: 10:04 ص من الطبيعي جداً أن نخسر لكي نربح! وأحياناً تكون الخسارة أكبر من الرِّبح، كأن نخسر حياتنا في غمرة نشوة عارمة، ثارت وهدأت في ثوان، وهنا سنوصف بالنـَّحس والخيبة. وأحياناً يكون الرِّبح أكبر من الخسارة، كأن نخسر حياتنا في سبيل أهدافٍ نبيلة راقية، وهنا سنوصف بالبطولية والإقدام. تختلف الأوصاف على اختلاف الغايات، لا الوسائل! وهنا يأتي الدور الكبير للنوايا، ولا أعلم بالنوايا إلا خالقها. إلا أن البشر دأبوا على إطلاق الأوصاف بما يتفق مع أهوائهم، فالغانية الداعرة ترى المؤذن المتقاعِس مِثالاً للولاء الديني، والنائبة العابدة تراه عاصياً خذله إيمانه الضعيف، فاغتر بالنوم عن الأذان لبعض الصلوات! وهكذا تـُطلق الأحكام وتـُبرَّر بما نحن عليه، شِئنا أم أبينا، إلا إذا استطعنا الوصول إلى نقطة الفـَنـَاء، النقطة التي بدأنا منها وسننتهي إليها. فهل سنستطيع الوصول إليها قبل أن يحين موعد رحيلنا إلى الحياة الآخرة؟ نعم! إذا تأمـَّلنا وجود الإنسان، وسَبَرنا وحل أخطائه، وقللنا مِن أهمية الانعكاسات السرابية التي نراها أحياناً في أناسٍ من حولنا، وإذا غرقنا في اختلافاتنا التي لا تنتهي. ع...

السَّرائر المخفيِّة!

صورة
في 24 نوفمبر 2008 الساعة: 08:32 ص كنتُ قبل أيام في زيارة لأحد أصدقائي، وكنا نتحدث في أي شيء حتى انتقلت الدَّفة إلى الأزمة المالية العالمية، حين علـَّق: “هذه الأزمة هي من تدبير وتخطيط دقيق قامت به حكومة أمريكا، صدِّقني يا محمد.. أنا أعرف.. أمريكا هي من دبَّرت هذه المكيدة للعالم”! أخذني تعليقه - الذي ابتسمتُ له دون تعليق – إلى تذكر زميل قديم لي في العمل، كان يؤمن بنظريات المؤامرة حتى النخاع، لدرجة أنه كان يربط فوز الإتحاد على الأهلي بالنزاع في فلسطين، وأسعار الأسهم بكفاءة مدرِّسي المرحلة الابتدائية! كان مهووساً بالتنظير والتحليل والتفصيل، ولأني جادلته مرَّة، أصبحت أستمع له مبتسماً كل مرَّة… دون تعليق! لا أحْذَقَ ولا أنقى عندي من الإيمان بالظاهر البيِّن، والحكم بالأسطح والقشور والأغلفة، فمالي والدوافع النفسية والأفكار الداخلية والسرائر المخفية؟ إلا إنْ كانت الحُجج قوية، والمظاهر أشاحت عن مخابـِر جليـِّة، حينها – أكرر حينها فقط – أستلم زمام رحلة التفرُّس والتأمل، والتوقـُّع والاستنتاج، واضعاً نـُصب عيني أنَّ الظاهِر يظل أكفأ لإطلاق الحُكم. وأنَّ المُداراة نهجٌ نبوي يجب أن أحترمه في الآخري...

وطـَّنـْتـُكِ كلَّ آمالي!

صورة
في 19 نوفمبر 2008 الساعة: 08:24 ص لستُ بِراءٍ ما فعلتهِ فيَّ.. إلا كطير مُخْضَوضَبٍ بلا ريش ظننتكِ زماناً طفلتي.. هُدبتي التي لا تطيش سقيماً بدوتُ فمرَّضْتِني قليلاً كنتُ فزوَّدتني.. ولكني لم أكن أعلم! أنَّ الموتَ أحياناً أبقى.. والعَيش لا يعيش تهبين الحب كدمعة بمـِقطار وتعبرين نكستي وتكتبين مسْحَتي وإن يمَّمتُ عنكِ أنأيتني، وقلتِ حَذارْ! لستُ عليماً أنا بما تحت العيون من الهوى ولكن أردفيني، فـَلِي أيامٌ بمنعَرَج اللـَّوَى شربتُ البئرَ، وما حَوى وكذَّبتُ حظي، ومَا روى إلا عينيك.. قادتني جـِذالاً وقتلتني سِجالاً فَرُمتُ وحُمتُ أتزعُمينَ بعدَ كلِّ هذا أن اللين عندك ما ثـَوى؟ أتذكرين يومَ أن أنضَّـدتـُهُ عنكِ، فورَّد خدك من فرط الحياء؟ أتذكرين لحظة أن لمستـُهما، فكانتا بربي أرق من الهواء؟ أتذكرين نظرة، أعقبتها همسة، تلتها ضحكة، بعدها رشفة سلبت ظلاماً ووهبت ضياء؟ أتذكرين الطرائف والروادف والمطارفَ كقبسٍ نـَصُوبٍ في برد الشتاء؟ تأملتُكِ وتأمَّلت كل هذا.. فكان أثقل عليَّ مِن غريقٍ بماءٍ مِن فوقِهِ ماء وبعد.. رأيتك في كل أعتامي تـُدخليني روضة، ولكن دوني أبوابها أسمَعْتـِني عبثاً وأروَيـْ...

أمَّا الغريب!

صورة
في 28 أكتوبر 2008 الساعة: 09:29 ص “السياحة ليست سوى بغاء قومي!” هكذا زل لسان الأمير فيليب، الزوج العتيق لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، حين خرج بهذه الجملة أثناء زيارته الرسمية لسلوفانيا الأسبوع الماضي، والتي حاول أن يصف بها امتعاضه من السُيَّاح الذين يُثيرون المجون في بريطانيا! الأمير فيليب الذي اشتهر بزلات لسانه وأخطائه المُحرجة للعائلة الملكية في بريطانيا، والمُستدعية أحياناً لاعتذاره الشخصي، يُذكر عنه أيضاً أنه قال مرة بالحرف الواحد - ولكن باللغة الإنجليزية بالطبع - لأحد الطلاب البريطانيين في الصين: “إذا مكثت هناك فترة أطول ستصبح أعينك ضيقة.” مما أثار غضب الحُكومة الصينية. ومن بين حوادثه المُخجلة أيضاً توجهه بحديثه إلى مجموعة من الموسيقيين خلال مشاركته في فعالية لجمعية الصم البريطانية قائلاً: “أأصمٌ أنت؟ إذا كنت تقف قريباً من هناك، فلا عجب أنك أصم!”. الفصاحة هِبة، وعُذر الأمير فيليب أنه تنقصه هذه الهبة. إنه ليس سياسياً ولا يُمثل حزباً أو وزارة. إنه زوج الملكة، إنه اختيارها ومُرادها، فليس بغريب أن تتغاضى أسرتها عن زلاته وحوادثه. ولأنه زوج الملكة، تحتم عليه أن يقوم بأنشطة معينة، منه...

شاطئ البحر!

صورة
في 25 أكتوبر 2008 الساعة: 14:14 م على شاطئ البحر وحدي وقفتْ أرخى الليل خمائل الدجى وكحل عينيكِ به تأملتْ بدرٌ ساحر.. موجٌ هازج.. نجمٌ ساطع.. به إليكِ نظرتْ وحدي على ضفاف غربتي تحت وطأة عزلتي وحدكِ تذكرتْ هُنا .. كل شئ ساكنٌ.. جامدٌ.. ساحرٌ.. كحبكِ لي.. احتمليني.. فمن عقلي تجرَّدت! عِلَلُ الزمان تصيبني منظر الحرمان يُهيبني سفنٌ بارِقها كفاجعةٍ توقعتُ وأسلمتْ حُبكِ هو ما أريد قربكِ هو ما أريد عن كل مساوئ الواقع عقلي أرهقني حِمَماً .. فمنكِ لأجلكِ حاربتْ ذودي عني فطفلُ قلبكِ تمزقه أحداقٌ لم ترَ شرقاً كشرقكْ آمالٌ كادتِ الهذيان أصداءٌ عانتِ الحرمان ورودٌ استحالتْ وقلوبٌ استجارتْ ومقلٌ رأتكِ بدراً .. كما حملٌ في وسط بستان! حتى عندما أشتاق أحولُ دون عقلي، مخافة الرَّفضِ بُغيَة الإذعانْ ما أجمل أن يحب الإنسان بكل جوارحِه بكل ذرَّات كيانه رغبةً تخالها رهبة، ووصلاً تظنـُّه حرمانْ أعودُ لأقيس مساحة عشقي بوردٍ أصفر يغطي مساحة نهديكِ أضعُهُ وأبكي كما بُركان لا تجود النفس إلا بما تملك حِكمةٌ تطعن في قوانين الحياة في تشريعاتِ العصور في كل ما يملك الإنسانْ هل السعادة في القرب أم في البعد؟ لا أد...

صحيفة المدينة: الإعلان يخترق الجدار الاجتماعي بالـ “المعرفة الرقمية”

صورة
التحقيق التالي يشتمل على حوار أجريَ معي حول الإعلانات في منطقتنا العربية عبر الصَّحفي المميَّز محمد الحامد، وقـَد نـُشر اليَوم في جريدة المدينة (مُلحَق الأربعاء). الأربعاء, 22 أكتوبر 2008 محمد الحامد - جدة تتسلل الأفكار الموضوعة بعناية حتى تستقر داخل عقولنا، ندرك ذلك أحياناً وغالباً دون وعي! نستيقظ على تراكم من الصور القابعة في ذاكرتنا، هذه الصور لم تكن إلا رسالة قصيرة بعثتها إلينا «الإعلانات» في قالب فاتن، حين تسابقت شركات الدعاية والإعلان على اقتناص الوقت المناسب لاصطياد المشاهد/ المستهلك، وتمرير مادتها المُركزة، ويبقى للمتلقي القرار: القبول أو الرفض. وفي متابعة موجهة لم يُبث في الإعلام نجده يعتمد على الإعلان كركيزة وداعم، ونلمح مدى تأثير كل منهما على الآخر، فالقناة ذات الحضور الواسع تتعمد اختيار المواد الأقوى والأغلى بالتأكيد، لتحصل على مردود مالي مرتفع، إنها علاقة طردية مُحسومة سلفاً للأفضل.. ونلحظ في الطرقات هذه اللافتات المُوجهة لجذب انتباه المارة، ومدى التنافس بين شركات الإعلان لإثارة فضول المتلقي، وتحريضه للحصول على مُنتج ما. إنها رسائل مباشرة أحيانا، وقد تكون ممررة إلى العقل...

تظنُّ لأني أحبها!

صورة
في 16 أكتوبر 2008 الساعة: 18:39 م تظن لأني أحبها وغارق في لـُبِّها أني سأعُدها.. مقالاً رتيباً أو رسماً قديماً حرفاً عادياً به سأشُدّها تظن لأني أحبها سأبيعها كلمة فصلاً ككنهها كغنجها كجنوني بها! تظن لأني أحبها ببعض بعضي سأحدّها! تظن عسلي لغيرها، صار ووقتي عصفورٌ لسواها، طار تظن أني هديرٌ دون بِحَار وضريرٌ دون سيّار تظن أني انتثرتُ، صارخة: “لَمْلِهُ يا زمني.. في ثمَّةِ محّار؟” ولم تظن أنِّي أغنِّي كنتُ لها، وسأكون لم تظن أنَّ فنّي دونها، ضربُ جنون وأن “شَنِّي ورَنِّي” بعدها، يأسٌ محزون وكذبٌ مفتون ورأسٌ حَبيسٌ مجنون ظُنِّي لأنكِ تُحبيني أني بكِ أكتبُ وأدور وأني أسقي الكُل حُبور برسمكِ الغنَّاء وروحكِ الرَّواء أسعدكِ، وأنا وكلي حبٌ موفور

ورقة في هواء!

صورة
في 16 أكتوبر 2008 الساعة: 18:26 م ورقة في الهواء سوداء غوغاء تسبح في زوبعة وتغني حريَّة هباء تكره نور الشمس وتهوى للتَّرف الطمس إن كان من الحُكماء هي عطشى لأي أضواء! مبدؤها الغبي جنى كل سفاهة (بوش) “إن لم تكن لنا وبنا ففكرك مسموم مغشوش وقلبك مهما صفا وخلقك لو بلغ النهى فصمتك بالحنظل مرشوش“ ورقة سوداء نفيقة تدّعي الانفتاح وأن للسعد ليس مفتاح سوى ركب تيك الخليقة ولا تؤمن بسوى رأيها وتكذب ببطولة سَجنها لا تعرف سوى آرائها الصفيقة حقوقية، خروجية، هاجنة تريد حُكماً بطريقة ماجنة هي ورقة دعاة التغيير بهمجية عنجهية وبأسٍ هزيلٍ غرير دون رأي الدين أو الأمين هي فقط.. في غير موضعها تطلق قواها الكامنة

ربع تولة مسك!

صورة
في 16 أكتوبر 2008 الساعة: 18:15 م على اختلاف المكان والزمان، تختلف القيَم والشيَم، ويتباين هذا الاختلاف أكثر، وتحتد ملاحظته في المجتمعات المختلطة، كمجتمعات المدن الكبيرة متعددة الجنسيات والثقافات، المجتمعات التي انشغل أناسها بالمادية، ومواكبة الموضات والتحسينات الظاهرية، مناقضة بذلك مجتمع المدينة المنورة الذي نشأت فيه، وشربت خصاله مع الحليب. يشيع عن أهل المدينة طيبتهم، وصفاء سريرتهم، وهذا فخر ليس بالهين ولا بالقليل، والحفاظ عليه أهم من الرقص على وقع ثنائه في الآذان والوجدان. ففي أبسط صور هذا الاختلاف، يتجلى حس التآخي والود، دون سابق معرفة أو لقاء، كأن تسمح لأحدهم بالمرور من أمام سيارتك راجلاً أو راكباً فيسلم عليك مبتسماً ومعبراً عن شكره. إنك لن تجد مثل هذه المُثل إلا فيما ندر في مدينة أخرى سوى المنوّرة. وكذلك السلام دون معرفة، والإيثار في صفوف البنوك والدخول من الأبواب والتقديم لصفوف الصلاة، إلى غير ذلك. ما جعلني أهتم بهذا الأمر وأتأمل حُسنه ما حدث لي قبل أيام في هذا الشهر المبارك، حين انتهيت من صلاة الفجر في مسجد قباء، خلف الإمام الشيخ محمد خليل ذا الصوت الشذي العذب، وأثناء مروري بي...

ضِفــَّة الصَّمت!

صورة
في 31 أغسطس 2008 الساعة: 11:08 ص لقد كنتُ قد قللتُ من الإمعان في القضايا السياسية، والتنبؤ بالتحرُّكات والتعزيزات الهجومية أو الدفاعية، وكذلك تأمّل الحروب الباردة أو الساخنة، والانتخابات والانقلابات والتحزُّبات، بعد أن استنتجتُ أنها مضيعة للوقت والمال. وأني، كإنسانٍ عادي، ينتمي لحزب الشارع، ويؤمن بالفعل المضارع، لن أقدِّم أو أؤخر ولو بعد حين. وقبل أيام، قال لي صديق عزيز، وطبيب في القوات المسلحة السعودية، بعد أن استرسلتُ في سردِ مشكلاتنا اليومية، كمواطنين سعوديين: لا تتعب نفسك، فالحديث في هذه الأمور لا ينتهي. ولا أدري هل قالها لأنه ضابط، ولا يودُّ ضبطي، أم لأنه عاجز عن كبح جماح ثرثرتي. خلصتُ بعد تأملات قصيرة المدى، إلى انعدام الفائدة من الشكاية والنواح، على ما لا أستطيع تغييره بجوانحي ولساني، ولأترك لقلبي اليقِظ العَنان لتغيير الكائن والذي سيكون، ولأنهجَ منهجَ الغريب الذي يطلبُ الكفاف، والعفة في مكانٍ وُجدَ فيه ليُسعِد ويَسعَد. قد يصفني الثوريون بالخائن، والوجوديون بالبائس، والحقوقيون بالعائب، بعد هذا الجُنوح إلى الصمت، وليكن! فالثورة هي الثورة على النفس، والوجود هو الله، والحق هو حق...

صفحة مِن براءة!

صورة
في 28 أغسطس 2008 الساعة: 08:58 ص سرحتُ بهم.. كيف يرقصون؟ وتيكَ العصا يلفـُّون؟ ببراعة فتية وقلوب قانية بهيّة إنهم يرسمون بأطوالهم بأفعالهم صفحة مِن براءة في كِتابٍ ملوَّنٍ حنون كيف وكيف؟ أم أنه برُمَّته.. طفولة، أضحوكة وتقليدٌ مجنون؟

صاحبة الشنطتين!

صورة
في 24 أغسطس 2008 الساعة: 08:46 ص عصام.. عصام.. هيا قـُم، الساعة 6 كالعادة توقظه أمه للمدرسة، وكالعادة يُجري كل الخطوات اللازمة التي تتكرر كل يوم قبل أن يغادر البيت محملاً بشنطة الكتب المدرسية الثقيلة، وشنطة ساندويتشاته الأربعة المعتادة. المدرسة بعيدة، وعصام يغادر منزله باكراً حتى يلحق بالباص، إلا أنه تأخر هذه المرة، ولا يدري كيف سيُقابله أستاذ الحصة الأولى، وربما الثانية، إلا أنه تأخر، ويجب أن يسير مسرعاً. أخبره أستاذ التربية البدنية أن عليه إنقاص وزنه بالرياضة إذا أراد أن يجلس جلسة (القرفصاء)! تفضل يا أستاذ! إني أكاد أجري مرتين كل شهر تقريباً حين أتأخر عن الباص، ولم أتغير. لقد تعودت على السخرية و(الحَش) ولا عاد يؤثر فيّ سوى الجوع. يا الله! بقيت ثلاثة تقاطعات حتى أصل عبر الطريق المختصر. مَن؟ مَن هذا.. هذه؟ كيف لم أرها من قبل؟ أبطأ عصام حتى كاد أن يتوقف عن المشي حين رأى جارته الجديدة، ولكنه لم يستطع تجنب النظر إليها. إنها تغادر منزلها مع أخيها وتحمل شنطتين، إلا أن لها وجهاً يشع براءة وجمالاً. بادلته النظر. تأمَّلت. ابتسمت. ولوّحت بعينيها الخضراوين لترسم في المسافة بينه...

واج!

صورة
في 21 أغسطس 2008 الساعة: 10:22 ص لا يختلف اثنان على الانحلال الحاصل في علاقاتنا العائلية، وكأن الروابط بيننا تسامَت وأصبحَت قابلة للضغط والتخليل، والإعلال والإخفاء والتظليل. وصحيح أن التربية هيَ الأساس، فقد كنتُ في فترة الصِّبا أجبَر على الاجتماع العائلي الأسبوعي في منزل سِتـّي يوم الأربعاء، حتى أصبحت أشتاق لهذه (الجَمعَة) بعد أن تجاوزت المراهقة، وأتحسّر لعدم حضوري الآن بسبب انتقالي لجدة. وبالمقابل، أجد من الطبيعي جداً الآن أن لا تأخذ صغيراً ولا كبيراً في صُنعِهِ لومة لائم إن اعتذر عن حضور (جَمعَة) عائلية أو مناسبة أسريّة لسبب ما، حتى لو كان العذر كلمة كـ انشغلتْ أو جُملة كنتُ مع أصحابي. والأدهى أن لا يعتذر، فيكون جاحداً مع سبق الترصُّد. ولأني تعوّدت أن يتغنى الناس من حولي بالماضي، وأن يموِّلوا صادحين بالروابط الأسرية / العائلية / الجيرانية أيام زمان، حتى أنك لتجد أن تلك الروابط كانت من شدة التلاصق وكأنها ليست موجودة! فلا تكلفاً ولا مُجاملة، ولا ضير أن يربي الخال ابن أخته دون مجابهة، أو أن يحمي الجار بيت جاره إن غاب وزوجته وبناته فيه، أو أن يصفع ابن العم الغيور بنت عمِّه إن أشارت بيدها...

لِلـَحظـَة!

صورة
في 22 يوليو 2008 الساعة: 09:59 ص تسامت بكِ عبقرية الطبيعة لتتوجكِ دوماً مرفأً مهيْبْ وترادفت أسحارُ عينيكِ ترانيماً على رجعٍ سليبْ وتهادتُ تصاوير الأزل لتملِكني وأملي ويأسي وقلباً شحيب أطلالك.. كانت قوفي الخلود وأحلامك.. كنتُ دوماً لها كمعبود وأهدابك وأشعاركِ وبسْماتكِ تنطوي بمظهر سعدي وتقتلني حين أتذكر أني بك مولود! غِبتِ وتساوت حياتي وحياة وقع دمعي على أستار الطموح غبتِ واصطفّت ألهبة النجوم تترى تمتصّ (لندنيات) السُّفوح غبتِ وخيمتي الماسية بين وجنتيك جرفها سيل بُعدكِ الجَموح مثواي بين نهديكِ انقضى وقضى موتي وعذب النسيم تقوقع عند آخر صوتي ووتين الهُدى .. وصليل العِدى والرَّمض السموم .. والظلّ اليحموم تجلّى وتعلّى.. وارتجل كلماتي وسماواتي وبيتي غفوتُ لأيام على كاعبٍ كنتُ أحلمْ وجمعتْ ليَ الدنيا غيداءها بين شفتيكِ وأسكرتني لحظاتٌ .. وَصَفــّدتني عِباراتٌ .. وقتلتني عَبَراتٌ .. وجنّةٌ في ظِلها كم تبعثرتُ .. ولمْ ألَملَم! إلى أن حان لقاء التفاني من أجل البقاء أو الزهد غيابيّاً بالعزاء فمن جحافة نظري وسهوِّ بصري حسبتُ للحظة أني سأعيش دونكِ ولم أكن لأعلم.. أنكِ نبضي وأبدي وخ...

طـَفـَش!

صورة
في 28 يونيو 2008 الساعة: 10:31 ص للجمال دور في قلب الموازين وسَحقِ الحق وبطر اليقين فكم من عظيم سحرتـهُ غانية وكم من كيِّسٍ مَلـَكـَتـْهُ باغية وكم من أميرٍ جُنَّ جُنونه لزانية! إنه عبقرية الطبيعة ومخاض رونقها وغـُنـْجـِهَا وغنوتها الحانية إنه البصمة المميزة للأذواق والرَّسم الفاتنُ لكل من راق إنه قلب الاشتياق ولذة الانسياق وتأمل الاتساق إنه شجر الزيزفون وقلوب الأقمار والمتون وارتعاشة الورقْ والحَوَرُ والصور والحَدَقْ وألفُ دقـَّةٍ قبل المنون ولكنه تغيَّر! وارتابَ وخابَ وتحيَّر! فـِما عاد بالولادة ولا بالفطرة أو العادة ولم يعد في الطبيعة أو في المُثـُل الكريمة الوديعة ولا تـَهُمُّهُ السِّمَاتْ ولا الخِلقات المُمَيِّزَاتْ إنه طبيبُ تـَفـْعِيلٍ رَشـَقْ والفِعلُ يأتيك كيفما اتفق نهدان أم شفتان أم فخذان خذ للهزيل من الملآن و(شلـِّحْ) وصَلـِّح وبلـِّحْ ثم أملِحْ ولـَحْلـِح ومَلـِّحْ وقوِّم وحوِّم ما فيَّ صغيراً واجعله في أعين الناس كبيراً ما الإطار دُون شفتاي؟ أم ما زُحَلـَيْنِ دون نهداي وفـَكـَّايَ من فضلك أظهـِرْهُمَا كـتِنـِّيْنٍ كـُلَّ ما في فِيهِ رَمَى ثم الرِّدْف...

لِما أنتِ!

صورة
في 26 يونيو 2008 الساعة: 08:36 ص أيَّام مرَّت! بسرها وأسرارها نضحت وأسرَّت بسَعدها ودِفئها ووعدِها وقـَسمِها بانت واستقرَّت بابتسامات وضحكات وتأملات ازدهرت ودرَّت بكِ رؤيتي.. ازدانت واكتملت واستقرَّت وردتان أم غيمتان أم عالـَمان سَنتان أو يومان؟ قلبان أم روحان أم جسدان يومانِ أو نيفـَان؟ لا تهتمي.. بغير أنكِ الآن أسطورة لا أصبر عنها آن وأعدك بدهر قادمٍ أنتِ فيه اسم لكل عَنانْ وجمالاً رنـَّانْ وبحراً زهرياً ونجماً لؤلؤياً وكوناً لا ينضبُ من حنان يا رؤيتي.. يا توفيقي وسؤددي في هاتين السنتين كم صَبرتِ وتصبَّرتِ كم تمنيتِ وتأمَّلتِ كم حَلـُمْتِ كم حَلِمْتِ فكلي لكِ لهذا الثراء لهذا الإباء لِما أنتِ

عاجلتني .. ففكرتْ عني!

صورة
في 21 يونيو 2008 الساعة: 09:37 ص دقـَّتْ بابها بأصابعي وغشّت لِبابي زهرُ رمانها صحّر حقلي وأهلي وأصحابي رجوتها .. فأمرت بالأمر أزكيتها .. فذبحت ما سرَّ ومرّ طلبتها موتي .. فتمنّعت، وتلوَّعت، وأرضتني مصابي تسنّمت أشداقي وحللت أوراقي وهوانها أرجو! تغلغلت وتململت وتشبّقت على تلـِّي، فأنام وأصحو منها إليها ومُلكي لديها وقلمي يديها وما خلتُ أصبو! تـُحاضرُ الثواني بأنها أجزاء حميمة وتـُباغتُ الخريف ربيعاً أبدياً له ديمة وتـُهيّكِلُ روحاً أخرى بروحٍ ترسمها.. قمراً له طلعة وسيمة! وتنزِع روحاً بروحٍ وتحسَبُ إيماني وانطباعاتي عقيمة عجَنتْ إرادتي سياطاً تجلد الملاذ والمفرّ وألهبت ناراً تـُزمهر وتسعّر ناراً ظننتها أحرّ أغدتني عبداً لنهديها وسائحاً في جيدها وردفيْهَا وأكلت بشفتي شفتيها ونشوىً وفحواً أركبتني إلى عالم خلقَتْهُ أغرّ تعطّلت سفينتي هناك وقتَلَتْ بجانبها راحلة لها أسمتها بُرَاق! لا تريد مصيراً يختم أحلامها كورقة الخريف فأنا عندها .. عبداً معبوداً وطفلاً مولوداً ومن فردوس أتاها ملاكْ أرَتني حدائق ظننتها أبداً مخفيّة وأنهراً لا تبالي سريّة ...