في 28 أكتوبر 2008 الساعة: 09:29 ص
“السياحة ليست سوى بغاء قومي!” هكذا زل لسان الأمير فيليب، الزوج العتيق لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، حين خرج بهذه الجملة أثناء زيارته الرسمية لسلوفانيا الأسبوع الماضي، والتي حاول أن يصف بها امتعاضه من السُيَّاح الذين يُثيرون المجون في بريطانيا! الأمير فيليب الذي اشتهر بزلات لسانه وأخطائه المُحرجة للعائلة الملكية في بريطانيا، والمُستدعية أحياناً لاعتذاره الشخصي، يُذكر عنه أيضاً أنه قال مرة بالحرف الواحد - ولكن باللغة الإنجليزية بالطبع - لأحد الطلاب البريطانيين في الصين: “إذا مكثت هناك فترة أطول ستصبح أعينك ضيقة.” مما أثار غضب الحُكومة الصينية. ومن بين حوادثه المُخجلة أيضاً توجهه بحديثه إلى مجموعة من الموسيقيين خلال مشاركته في فعالية لجمعية الصم البريطانية قائلاً: “أأصمٌ أنت؟ إذا كنت تقف قريباً من هناك، فلا عجب أنك أصم!”.
الفصاحة هِبة، وعُذر الأمير فيليب أنه تنقصه هذه الهبة. إنه ليس سياسياً ولا يُمثل حزباً أو وزارة. إنه زوج الملكة، إنه اختيارها ومُرادها، فليس بغريب أن تتغاضى أسرتها عن زلاته وحوادثه. ولأنه زوج الملكة، تحتم عليه أن يقوم بأنشطة معينة، منها الزيارات واللقاءات، التي عنها تتأتـَّى زلاته التي لا أظن أنه يقصدها، ولكنها صعبة الامتناع، لأن من الواجب عليه أن يُمثل دور زوج الملكة بخروجه عن دائرة بلاط القصر الملكي، ولقاء الناس والمجتمع… والإعلام.
أمَّا الغريب! أمر أولئك الناس الذين لا يُجيدون انتقاء تراكيب الكلمات، ولا اختيار التعابير أو يقدرون على وزن الإجابات، ويُلحّون في الخروج للإعلام، ويتفننون في نبش المواضيع، والتحدث في أي شيء وكل شيء، فيقعون في أفخاخ زلات اللسان، منساقين كما تنساق الأمواج لتضرب بعنفٍ رقة الشاطئ المنتظر المُحب، فينقلب المنظر، ويستحيل الحُب اشمئزازاً، والانتظار إشاحة وتجاهلاً، والرِّقة تحفـُّظاً وارتياباً.
نعم! إني أقصد ثلة من المشاهير، غير مَجبورة على القيام بدور المُصرِّح الحذق، أو المتحدِّث الجهبذ اللبق، أصابت جمهورها بالحِنق والاستياء، جرَّاء كلام غير مسؤول، انقلب المراد منه عبر خيانة عُظمى للتعبير، فأورد صاحبه أبشع الموارد، وزجَّ به إلى أويل الدَّركات. أحاديثٌ عن جنسية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخرى عن الأديان، وبعضها عن المرأة السعودية، وآخرها قبل أيام! عن أن علاج المرضى النفسيين بالقرآن – كلام الرحيم الرحمن - يُفضي إلى التشدد.
أعرف أنه من الطريف، والفضول الحميد، أن يُسأل المشاهير أسئلة خارج حدود إبداعاتهم التي عُرفت عنهم، فتأتي إجاباتهم إلى مُحبيهم شفافة عفوية، تـُشبع بعضاً من جوانب تعلقهم واعتبارهم أن مَحبوبهم قد يتشابه معهم في بعض المناحي والرُّؤى، ولكن الأجمل من كل هذا أن يعي المشهور أنه تحت المجهر، وأن أي خلل في هذا الجزء من التعبير أو ذاك، سينتهك قدسية رمزٍ مقدّس أو فضيلة مُسلمٍ بها أو يُعد خروجاً فادحاً عن الذوق العام، قد يورثه ملاماً لا ينتهي، وحقداً عنه الاعتزاز سيخف إن لم ينمحي.
“السياحة ليست سوى بغاء قومي!” هكذا زل لسان الأمير فيليب، الزوج العتيق لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، حين خرج بهذه الجملة أثناء زيارته الرسمية لسلوفانيا الأسبوع الماضي، والتي حاول أن يصف بها امتعاضه من السُيَّاح الذين يُثيرون المجون في بريطانيا! الأمير فيليب الذي اشتهر بزلات لسانه وأخطائه المُحرجة للعائلة الملكية في بريطانيا، والمُستدعية أحياناً لاعتذاره الشخصي، يُذكر عنه أيضاً أنه قال مرة بالحرف الواحد - ولكن باللغة الإنجليزية بالطبع - لأحد الطلاب البريطانيين في الصين: “إذا مكثت هناك فترة أطول ستصبح أعينك ضيقة.” مما أثار غضب الحُكومة الصينية. ومن بين حوادثه المُخجلة أيضاً توجهه بحديثه إلى مجموعة من الموسيقيين خلال مشاركته في فعالية لجمعية الصم البريطانية قائلاً: “أأصمٌ أنت؟ إذا كنت تقف قريباً من هناك، فلا عجب أنك أصم!”.
الفصاحة هِبة، وعُذر الأمير فيليب أنه تنقصه هذه الهبة. إنه ليس سياسياً ولا يُمثل حزباً أو وزارة. إنه زوج الملكة، إنه اختيارها ومُرادها، فليس بغريب أن تتغاضى أسرتها عن زلاته وحوادثه. ولأنه زوج الملكة، تحتم عليه أن يقوم بأنشطة معينة، منها الزيارات واللقاءات، التي عنها تتأتـَّى زلاته التي لا أظن أنه يقصدها، ولكنها صعبة الامتناع، لأن من الواجب عليه أن يُمثل دور زوج الملكة بخروجه عن دائرة بلاط القصر الملكي، ولقاء الناس والمجتمع… والإعلام.
أمَّا الغريب! أمر أولئك الناس الذين لا يُجيدون انتقاء تراكيب الكلمات، ولا اختيار التعابير أو يقدرون على وزن الإجابات، ويُلحّون في الخروج للإعلام، ويتفننون في نبش المواضيع، والتحدث في أي شيء وكل شيء، فيقعون في أفخاخ زلات اللسان، منساقين كما تنساق الأمواج لتضرب بعنفٍ رقة الشاطئ المنتظر المُحب، فينقلب المنظر، ويستحيل الحُب اشمئزازاً، والانتظار إشاحة وتجاهلاً، والرِّقة تحفـُّظاً وارتياباً.
نعم! إني أقصد ثلة من المشاهير، غير مَجبورة على القيام بدور المُصرِّح الحذق، أو المتحدِّث الجهبذ اللبق، أصابت جمهورها بالحِنق والاستياء، جرَّاء كلام غير مسؤول، انقلب المراد منه عبر خيانة عُظمى للتعبير، فأورد صاحبه أبشع الموارد، وزجَّ به إلى أويل الدَّركات. أحاديثٌ عن جنسية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخرى عن الأديان، وبعضها عن المرأة السعودية، وآخرها قبل أيام! عن أن علاج المرضى النفسيين بالقرآن – كلام الرحيم الرحمن - يُفضي إلى التشدد.
أعرف أنه من الطريف، والفضول الحميد، أن يُسأل المشاهير أسئلة خارج حدود إبداعاتهم التي عُرفت عنهم، فتأتي إجاباتهم إلى مُحبيهم شفافة عفوية، تـُشبع بعضاً من جوانب تعلقهم واعتبارهم أن مَحبوبهم قد يتشابه معهم في بعض المناحي والرُّؤى، ولكن الأجمل من كل هذا أن يعي المشهور أنه تحت المجهر، وأن أي خلل في هذا الجزء من التعبير أو ذاك، سينتهك قدسية رمزٍ مقدّس أو فضيلة مُسلمٍ بها أو يُعد خروجاً فادحاً عن الذوق العام، قد يورثه ملاماً لا ينتهي، وحقداً عنه الاعتزاز سيخف إن لم ينمحي.
خالد قال:
ردحذفنوفمبر 2nd, 2008 at 2 نوفمبر 2008 7:05 م
موضوع اكثر من رائع, واسلوبك في الطرح بالفعل مميز
تحياتي