في 24 نوفمبر 2008 الساعة: 08:32 ص
كنتُ قبل أيام في زيارة لأحد أصدقائي، وكنا نتحدث في أي شيء حتى انتقلت الدَّفة إلى الأزمة المالية العالمية، حين علـَّق: “هذه الأزمة هي من تدبير وتخطيط دقيق قامت به حكومة أمريكا، صدِّقني يا محمد.. أنا أعرف.. أمريكا هي من دبَّرت هذه المكيدة للعالم”!
أخذني تعليقه - الذي ابتسمتُ له دون تعليق – إلى تذكر زميل قديم لي في العمل، كان يؤمن بنظريات المؤامرة حتى النخاع، لدرجة أنه كان يربط فوز الإتحاد على الأهلي بالنزاع في فلسطين، وأسعار الأسهم بكفاءة مدرِّسي المرحلة الابتدائية! كان مهووساً بالتنظير والتحليل والتفصيل، ولأني جادلته مرَّة، أصبحت أستمع له مبتسماً كل مرَّة… دون تعليق!
لا أحْذَقَ ولا أنقى عندي من الإيمان بالظاهر البيِّن، والحكم بالأسطح والقشور والأغلفة، فمالي والدوافع النفسية والأفكار الداخلية والسرائر المخفية؟ إلا إنْ كانت الحُجج قوية، والمظاهر أشاحت عن مخابـِر جليـِّة، حينها – أكرر حينها فقط – أستلم زمام رحلة التفرُّس والتأمل، والتوقـُّع والاستنتاج، واضعاً نـُصب عيني أنَّ الظاهِر يظل أكفأ لإطلاق الحُكم. وأنَّ المُداراة نهجٌ نبوي يجب أن أحترمه في الآخرين، كما يسرُّني أن يحترمه الآخرين في.
لعلَّ الإحساس بالظلم في بعض نواحي الحياة، يصنع من البعض رجالاً شكـَّاكين ظانـِّين بأنـَّا نعيش وسط حربٍ شعواء، لا ينتصر فيها إلا سيء الظن والاعتقاد والعارف بتدابير السرائر المؤامرات. بينما يغفل هؤلاء الرِّجال عن أنَّ العفوية المشوبة بالذكاء، والإيمان بأنَّ الكل طيِّب ورائع حتى يثبـُت العكس، وأنَّ الحقَّ سيغلب ولو بعد حين، وأنَّ نصف الفلسفة إلحاد وكلها إيمان؛ لـَسلِمت أوقاتنا وطاقاتنا من عبثِ سفسافِ الشؤون وسفاهة الظـُّنون، ولـَعشنا مبتسمين راضين، نتنقل من حدثٍ إلى آخر، وموقفٍ بعد موقف، متلذذين بالنجاحات، متعلـِّمين من الإخفاقات، مكرِّرين للمحاولات بعد تطوير ما يلزم من أساليبنا وشخصياتنا، وسُبل تناولنا لحياتنا.
كنتُ قبل أيام في زيارة لأحد أصدقائي، وكنا نتحدث في أي شيء حتى انتقلت الدَّفة إلى الأزمة المالية العالمية، حين علـَّق: “هذه الأزمة هي من تدبير وتخطيط دقيق قامت به حكومة أمريكا، صدِّقني يا محمد.. أنا أعرف.. أمريكا هي من دبَّرت هذه المكيدة للعالم”!
أخذني تعليقه - الذي ابتسمتُ له دون تعليق – إلى تذكر زميل قديم لي في العمل، كان يؤمن بنظريات المؤامرة حتى النخاع، لدرجة أنه كان يربط فوز الإتحاد على الأهلي بالنزاع في فلسطين، وأسعار الأسهم بكفاءة مدرِّسي المرحلة الابتدائية! كان مهووساً بالتنظير والتحليل والتفصيل، ولأني جادلته مرَّة، أصبحت أستمع له مبتسماً كل مرَّة… دون تعليق!
لا أحْذَقَ ولا أنقى عندي من الإيمان بالظاهر البيِّن، والحكم بالأسطح والقشور والأغلفة، فمالي والدوافع النفسية والأفكار الداخلية والسرائر المخفية؟ إلا إنْ كانت الحُجج قوية، والمظاهر أشاحت عن مخابـِر جليـِّة، حينها – أكرر حينها فقط – أستلم زمام رحلة التفرُّس والتأمل، والتوقـُّع والاستنتاج، واضعاً نـُصب عيني أنَّ الظاهِر يظل أكفأ لإطلاق الحُكم. وأنَّ المُداراة نهجٌ نبوي يجب أن أحترمه في الآخرين، كما يسرُّني أن يحترمه الآخرين في.
لعلَّ الإحساس بالظلم في بعض نواحي الحياة، يصنع من البعض رجالاً شكـَّاكين ظانـِّين بأنـَّا نعيش وسط حربٍ شعواء، لا ينتصر فيها إلا سيء الظن والاعتقاد والعارف بتدابير السرائر المؤامرات. بينما يغفل هؤلاء الرِّجال عن أنَّ العفوية المشوبة بالذكاء، والإيمان بأنَّ الكل طيِّب ورائع حتى يثبـُت العكس، وأنَّ الحقَّ سيغلب ولو بعد حين، وأنَّ نصف الفلسفة إلحاد وكلها إيمان؛ لـَسلِمت أوقاتنا وطاقاتنا من عبثِ سفسافِ الشؤون وسفاهة الظـُّنون، ولـَعشنا مبتسمين راضين، نتنقل من حدثٍ إلى آخر، وموقفٍ بعد موقف، متلذذين بالنجاحات، متعلـِّمين من الإخفاقات، مكرِّرين للمحاولات بعد تطوير ما يلزم من أساليبنا وشخصياتنا، وسُبل تناولنا لحياتنا.
*روفة * قال:
ردحذفديسمبر 22nd, 2008 at 22 ديسمبر 2008 1:33 ص
” استمتع بالقهوة ودع الأكواب ” …..
فلو كانت الحياة هي القهوة
فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب
وهي بالتالي مجرد وسائل و أدوات تحوي الحياة
ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير
وعندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة ..
أهنيء استمتاعكَ بقهوتك ..