هكذا بدأت تستاء!


في 31 ديسمبر 2008 الساعة: 09:06 ص

وقفت تحملق في زجاج النافذة، تـُراقب كيف أنَّ الأمطار تنهمر، ولبحرها لا ينحدر سيل ولا نهر. كانت قد اعتادت في هذه اللحظات أن تحلم به، ولكن كان جُلّ الذي يتسلل إلى خالجها الآن كيف أنها اعتادت فراقه؟ كانت ولم تزل تكتب بسبابتها أحبك.. أحبك.. أحبك على زجاج نافذتها بعد أن تكسوها حرارة زفير اللهفة، كانت تكتب رسالتها هذه كل يوم قبل أن تنام. إلا أن هذه الليلة جاءت لتمنعها بعد أن أرخى الضباب ستائره على قريتها الصغيرة، واكتست الأزجَّة به من الخارج لتمنع كل داخِلٍ بعد أن تجاوزت حرارة غرفتها حدَّ النشوة!

هكذا بدأت تستاء؛ بدأت ترفض هذا الواقع الذي ينخل كل ما تطمح إليه، ليَردَهَا قشور الآمال. إنها لا تستطيع. كيف لها أن تنام قبل أن تكتب رسالتها القصيرة الحالمة؟

خطرت لها خاطرة! اضمحلّت كل التقاسيم؛ أحضرت مرآتها الصغيرة الدافئة، وفتحت النافذة، وباضِّطرادٍ أخذتِ النسائمُ المثلجة تغتال دفء غرفتها، ارتجفت، ولكنها لم تصل لمرادِها حتى الآن! أخذت أسنانها تصطك، ولم تبال! وي كأن ثوبها السميك استحال شفافاً، ولم تشعر.

الآن.. نعم الآن. أغلقت النافذة بسرعة، وقفزت إلى سريرها الأبيض، وأخذت تنفث على مرآتها الصغيرة حتى اكتست بطبقة من الضباب، ولم تسعها المساحة إلا لأن تكتب شغفها في كلمة أحبك واحدة. كانت واحدة، ولكنها قتلت كل الأشواق. تحسب أنه يراها. وضعت مرآتها جانباً بعد أن وقـَّعت بشفتيها أسفل الكلمة.

أرخت سدائل ذلك اليوم وكل يوم؛ وأطفأت آخر شمعة، وغابت لتحلم به في انتظار غدٍ جديد، أو أمس فقيد.

تعليقات