واج!



في 21 أغسطس 2008 الساعة: 10:22 ص

لا يختلف اثنان على الانحلال الحاصل في علاقاتنا العائلية، وكأن الروابط بيننا تسامَت وأصبحَت قابلة للضغط والتخليل، والإعلال والإخفاء والتظليل. وصحيح أن التربية هيَ الأساس، فقد كنتُ في فترة الصِّبا أجبَر على الاجتماع العائلي الأسبوعي في منزل سِتـّي يوم الأربعاء، حتى أصبحت أشتاق لهذه (الجَمعَة) بعد أن تجاوزت المراهقة، وأتحسّر لعدم حضوري الآن بسبب انتقالي لجدة. وبالمقابل، أجد من الطبيعي جداً الآن أن لا تأخذ صغيراً ولا كبيراً في صُنعِهِ لومة لائم إن اعتذر عن حضور (جَمعَة) عائلية أو مناسبة أسريّة لسبب ما، حتى لو كان العذر كلمة كـ انشغلتْ أو جُملة كنتُ مع أصحابي. والأدهى أن لا يعتذر، فيكون جاحداً مع سبق الترصُّد.

ولأني تعوّدت أن يتغنى الناس من حولي بالماضي، وأن يموِّلوا صادحين بالروابط الأسرية / العائلية / الجيرانية أيام زمان، حتى أنك لتجد أن تلك الروابط كانت من شدة التلاصق وكأنها ليست موجودة! فلا تكلفاً ولا مُجاملة، ولا ضير أن يربي الخال ابن أخته دون مجابهة، أو أن يحمي الجار بيت جاره إن غاب وزوجته وبناته فيه، أو أن يصفع ابن العم الغيور بنت عمِّه إن أشارت بيدها لأحد المارّين.

لا يعني ما ذكرت أني موافق على كل ما كان، ولكني أشهـِدكم كما العصر على سمو العلاقات البائدة، وعِظم شأنها. ولأني أكره (القِفانبكيات)، فقد هُديت إلى وسيلة ترابط حديثة، تـُبقي كل أفراد عائلتي على وصال دائم، وعِلم قائم، بكل جديد من أحداث عائلية كولادة ومرض ونجاح وترقية وموت (لا قدر الله)، وكل ما سيجعل روح المبادرة تدُب في الأنفس، فيتحرك الجميع للتفاعل مع الخبر بحب وتعاطف، وأحياناً بخجل!

بدأت هذه الوسيلة عبر تجربة جمع أرقام الهواتف النقالة لكل من تربطني به صلة قرابة أو رَحِم، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكِباراً، يحملون اسم عائلتي أو لا يحملونه، أخذتها وصنفتها في موقع إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الإنترنت، وأرسلت للجميع رسالة أخبرهم فيها عن تدشين خدمة (الأخبار العائلية) المجانية التي أطلقت عليها اسم (واج) مِن: وكالة أنباء آل جَمَال، وجمال هو اسم عائلتي، وكانت تكلفة الرسالة ولا تزال 15 هللة (ما يعادل 0.04 دولا أمريكي) لكلِّ سبعين حرف.

وعبر الرسالة التي أرسلتها والتي طلبت من خلالها أن مَن يريد الاشتراك في الخدمة أن يُرسل اسمه الثلاثي عبر رسالة قصيرة إلى رقم جوالي؛ وجدت تفاعلاً رائعاً ومشجّعاً، جعلني أصمم على إكمال المسيرة، وإخبار كل من اشترك أن من يريد أن ينشر خبراً للعائلة أن يرسله إلي بأي وسيلة، وأنا سأحوّله باسم (واج) إلى جميع المشتركين من العائلة في أقل من 48 ساعة بإذن الله.

وبَعد أكثر من سنة على نجاح وتألق هذه الخدمة المجانية الرائعة، وعبارات الشكر والدعوات المتواصلة بالخير التي لقيتها من أركان العائلة ونجومها، والأواصر التي امتدّت وازدانت واشتدّت، والتفاعل المميّز من الجميع، أردّت أن أكتب عن هذه الخدمة المجانية – رغم تأخري في ذلك – لأحث الجميع على انتهاز فرصة المبادرة بها للم شمل عائلاتهم، وإيصال الأخبار العائلية إلى جميع الأفراد عبر هواتفهم الجوّالة أينما حلـُّوا وكانوا، بثمن زهيد لا يكاد يبين، مقابل فضل وعظيم استحسان من الجميع، والأجر من العليم السميع.

تعليقات

  1. مجهول قال:
    أغسطس 22nd, 2008 at 22 أغسطس 2008 9:04 م

    حلو ياسوبر مان

    والله معاك حق فين ايام زمان ايام الجمعه

    انا اعرف الخدمة دي بس ولا مرة ماحاولت اجربها بس راح اجربها واشوف راح نستفيد

    ردحذف

إرسال تعليق