بعد قرارات الملك عبدالله الأخيرة حول إمكانية أن تتبوَّأ المرأة السعودية مقعداً في مجلس الشورى، وأن تُرشَّح وتُرشِّح للانتخابات البلدية، كان الحكم بجلد مواطنة في السعودية لأنها قادت سيارتها كالصفعة على الأفواه التي لا تزال مبتسمة إثر قراري الملك. الصدمة كانت قوية لدرجة أن الكثيرين مثلي لم يجدوا إجابة يردون بها على كل من سألهم: ماهذا التناقض بين قرارات الملك، وحكم الجلد؟ لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يُعاني فيها المجتمع السعودي من هذا التناقض، وتلك الصفعات، بل كَتب التاريخ حوادث مشابهة، انبرت فيها كل سلطة لتحمي معتقادتها ورؤاها، بينما الفرد الذي يعيش على أرض هذه البلد هو الضحية، إذ يتخبط بين سلطة عقلانية تريد مواكبة العالم بالعلم والثروات الكبيرة المتاحة، وأخرى تؤطِّر الأشياء روحانياً بالدين، وزمانياً بإسقاط مفاهيم تفاهة الدنيا، والعالم يتآمر علينا، والخطر يحدق بنا من كل جانب، وأمريكا ليس لها هم سوى إشغالنا عن ديننا.. ومما يجري في هذا السياق. ولم يكن للسلطة الدينية أن تدعي أنها ضد العقل أو تناقضه، حتى لا تفقد الثقة، ولكنها كانت ولا تزال تقدم العاطفة على الفِكر،...