في عام 1990 خرجت 47 امرأة شريفة في الرياض، وكسرن الحظر غير الرسمي على قيادة المرأة للسيارة في السعودية. كُن معلمات أو طالبات، نساء مفكرات وفاعلات، أدت أعمالهن الشجاعة إلى تخريب حياتهن، حيث صودرت جوازات سفرهن، وخسرن وظائفهن، وأُزعجت عوائلهن. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعالت أصوات طلاب دين ومشائخ في الأسواق والمجمعات التجارية آنذاك بالتحذير من هؤلاء النسوة والتنبيه من مسلكهن، وأنهن مسخرات للإغواءات المنقولة من الغرب التي تهدف إلى زوال شرف جميع السعوديين! تداعى أنهن زعيمات للرذيلة، ويكسبن حياتهن من خلال ممارستهن الدعارة، وقد تم على إثر هذا التنديد بهن في الجوامع من رجال يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء! فهل نشهد الآن ذات المسرحية، ولكن على صفيح ساخن، وتُعرض على جمهور مغاير تماماً؟ المهندسة منال الشريف اتهمت في عِرضها أيضاً، وسُجِنت (ربما لأسباب أخرى غير قيادتها للسيارة)، ولكن لم يُزعَج أهلها، ولم تخسر وظيفتها، بل كُرِّمت من قِبل الحقوقيين والمنادين بحرية انتهاج المباحات، بل وقابل نفر من أسرتها الملك، وتبع ذلك دعوات صريحة لقيادة السيارة، لبَّى نداءها مجموعة لا يستهان بها من الأكاديميات والم...