المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2012

"أفا! طِحت من عيني"

صورة
من سمات الانفتاح العقلي قبول لجوء البعض لخيارات أخرى غير التي نراها صواباً، قبولاً برضى واضحٍ دون تحفظٍ يتم إكنانه أو تهكم يتم إسراره؛ إذ ليس من واجبنا دائماً أن نسعى لصراعات نثبت فيها أن ما اختاره غيرنا خاطيء؛ بالتأكيد ما لم تكن المسألة متعلقة بأخلاقيات مُسلَّم بها. الحقيقة إن باب الخيارات في الحياة مفتوح على مصراعيه، والقناعة المطلقة ببلوغ الحقيقة تتفاوت بحسب طرائق التفكير والحساب، وجمع كل العقول في زاوية واحدة لتفكر بنفس الطريقة، أو لإجبارها على نفس الحقيقة، ضرب من الإمبريالية الفكرية، وتخلف عن استيعاب الواقع، بكل ألوانه وطيوفه. المجتمعات التي تنهج منهج الخيار الوحيد، والسيطرة الجبرية على النزوح إلى ما غير هذا الخيار، تستشري فيها العصبية بالضرورة، فينعدم الحوار، ويشتد الخلاف، ويهيمن التصنيف، ويبدو مبدأ "إما أو" جلياً عند توصيف الناس، فتُشخصن الخلافات، غالباً باسم الفكر، فيُقال: "أنا ضد تفكير فلان"، وهو في النهاية يُكِنُّ أنه ضده كشخص، فما "فلان" دون فِكرِه أي عقله أي آدميته؟ إن عدم قبولنا لفكرة أو مجموعة أفكار انتهجها "فلان"، لا ي...

آلهة من نوع آخر!

صورة
تعلمت أن الناس من الخطأ الذي يتبعه اعتذار على ثلاثة أنواع! نوع يقبل ويغفر، وهو سليم القلب نقي الروح، الذي يؤمن بالاختلاف وأصالته، والأخطاء وقدمها، وأن من الفطرة أن يخطيء المرء حتى مع ربه، فيستغفر فيُغفر له. ونوع لا يقبل ولا يغفر، لظنه أن المخطيء كان قاصداً، فيصف الاعتذار بالباهت البارد، ويقول "فلان قال كذا وكذا ثم اعتذر بكل بساطة"، وكأن الاعتذار على أنواع؛ نوع بسيط ونوع شبه بسيط، ونوع خشن، ونوع مدوٍّ، ونوع ربما له رائحة! ومشكلة هؤلاء الذين لا يقبلون الاعتذار ولا يغفرون الخطأ أنهم تجاوزوا بأنفسهم حاجز البشرية إلى ما فوقها، فأتخيلهم آلهة من النوع الذي لا يُقتدى به! فهم على مبدأ "إن أحسن الناس فهو واجبهم، وإن أساؤوا واستغفروا فلن نقبل لهم عذراً". أما النوع الثالث من صنوف الناس في الخطأ الذي يتبعه اعتذار، فهو الذي يؤِّل الخطأ ويفصله ويحوره وينسى الاعتذار، وإن ذكره أسماه تراجعاً، وكأنه في معركة حقيقية تراجع جيش عدوه فيها، وهذا الصنف من الناس هو أشدهم قساوة وأضلهم سريرة وأعزهم جهلاً، فعنده خارطة ثابتة لأشخاص في حياته يسميهم الأعداء، ويظن أنهم يصل...

موقع CNN ينقل عن تدوينتي "الحرب الجديدة!"

صورة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تنوعت اهتمامات المدونين العرب لهذا الأسبوع ما بين التركيز على آخر تطورات الوضع في سوريا، والتطرق لقضية مقتل مصور محطة تلفزيون "الجديد" اللبناني علي شعبان، إضافة إلى الصراع في مصر بين مرشحي الانتخابات الرئاسية، إلى جانب مجموعة من القضايا الأخرى.   فتحت عنوان "ثورة بلا أخلاق... لا توقفوا القتل .. لا نريد وطنا لكل السوريين"، كتبت مدونة  كبريت  السورية: " بعيداً عن الرومانسيات الثورية والأخلاقية، لم أتخيل يوماً أن أحداً قد يعترض على شعارات جوهرية مثل "أوقفوا القتل" "نريد وطناً لكل السوريّين." هي شعارات أساسية في بساطتها، وفي بنيتها وفي أخلاقيتها. من أبسط مسلّمات أخلاقيات الإنسان، أو ما بقي من الإنسان فينا، أن نرفض القتل. القتل "حرام." أصرّ أن أفترض أن القتل ليس من غرائز الإنسان." وأضافت المدونة بالقول: "أن يتجاهل البعض الأطر الأخلاقية التي يصعب الاختلاف عليها أمر ممكن. أن يطالبوا أيضاً بغياب الأخلاق عن ثورتهم هو أمر غريب بعض الشيء. أن يصرحوا به علناً هو غريب بشكل استثنائي. ...

الحرب الجديدة!

صورة
منع حرية التعبير أمر مقدور عليه، وكل الدول تمارسه بحسب ما تخشاه حكوماتها؛ فقبل أيام، تم تهديد جندي أمريكي تابع للقوات البحرية بالفصل، لأنه قال عن أوباما إنه جبان، والادعاء يقول إن أوباما مسؤول هذا الجندي، وبالتالي عيب عليه أن يُعبِّر عن رأيه في المسؤول عنه. منع حرية التعبير سِمة العالم العربي، ندبة لا تفارق ثقافته، ولا تستطيع أن تنفصل عنه، حتى لو أُريد للسنة أن تتحول كلها ربيعاً. طيب.. في الواقع! هذا في الماضي، كل وسائل منع التعبير وأسوار الرقابة لم تعد تعني شيئاً اليوم. والناس أصبحت تلعن القناة التي تحذف لقطات من أفلامها، وتتجه فوراً لمشاهدته كاملاً على الإنترنت، حتى دون ترجمة، فقط لمشاهدة اللقطة المحذوفة. أستطيع أن أؤكد أن المشكلة الآن ما عادت في حرية التعبير، وإلا فإن الخلل في مُمارِسِهَا، لأنه لم يستطع اختيار الوسيط المناسب ليُعبِّر. فليس من العقل أن تقول: وجود وزارة للإعلام يعني التخلف بعينه، عبر صحيفة تحكمها هذه الوزارة، ولا أن تنتقد الخطوط السعودية من خلال مجلتها التي لا أعرف أحداً اقتناها بعد أن ضيعت له وقته في رحلة ما. الذين مارسوا حظر حرية التعبير، وتفنن...