اسطبلُ الأسهم


بالرغم من أني لا أكِنُّ للأسهم وسوقها، والاستثمارات وصناديقها؛ إلا كل التقدير والتبجيل على وقفاتها الرجولية الشجاعة في بسماتها التي رسمتْ، والإيجارات والديون التي دفعتْ، والأموال التي أسبغت ونمّتْ؛ إلا أني كنتُ منها كالخيل الذي يحاول صاحبه جاهداً أن يُدخله إلى إسطبله المتخم باللذيذ من السكاكر والشعير، والمثير من الفـَرَس (ما هوَ جمع فـَرَس؟)، ويخاف إن دخل أن يُحبس ويكتشف أن معظم الشعير ليس له، وأنَّ الفَرَسَ كانت لقضاء دقيقة حميميِّة واحدة فقط.

ما أراه مِن حولي في هذه الأيام جعلني أتيقـّن من تصوّري، وأدعو بالرحمة لمَن فقد كل ما يملك، وبالصبر والسلوان لمن خسر وعظـُمتْ خسارته.

إن سوق الأسهم السعودي مخيف، في الحقيقة، ومُطعَّم بالريبة. الذي يعجبني مِن أصدقائي هوَ مَن يكتفي بالاكتتابات والبيع فور نزول أسهمه للتداول، وأما الذي (يطقطق) ويتسلّى في البيع والشراء – حتى لو لم يكن بكل ما يملك – فأنا أعتبره يُجازف بحق، ويستحق آثار المجازفات ونتائجها بحقـَّيْن.

لستُ متمرّساً في الاقتصاد، ولكني أستطيع أن أستقرئ من ملامح الناس وعناوين الأخبار أن الوضع في السعودية كارثيّ! وأنها لعبة، لا تحكمها قوانين ولا تشريعات، مهما أقرّت هيئة سوق المال السعودية، فهناك حروب الاكتتابات، والحيتان، والقروش، وأسماك السردين والزينة، والإشاعات، والأكاذيب، والقاذورات، وغرف التداول التي تفوح برائحة الدخان النتنة.


… وإنْ كان هناك مَن هوَ مستعد للمقامرة بربع ما يملك في السوق السعودية، فأنا لستُ مستعداً – بعد الزلزال الأخير - ولو بريال!

تعليقات