في 10 مايو 2008 الساعة: 08:51 ص
حين كنتُ صغيراً، كنت كثيراً ما أنتظر قدوم أبي من عمله حتى أخطِف الجريدة (المدينة) أو (عُكاظ) التي بيده فأبحث بنهمٍ عن رسوم الكاريكاتير! وإن كانت التي أتى بها جريدة (الشرق الأوسط) - التي لم أكن أفهم رسم كاريكاتير محمود كحيل الذي بها - فإني أتجه مباشرة إلى لعبة (الكلمة المفقودة) التي كانت تعجبني كثيراً!
وأيام الدراسة الجامعية، لم أكن أتابع جريدة بعينها، لأني في الحقيقة لم أكن أشتري أي جريدة! بل أقنع بما أجد أمامي من بضع جرائد من بعد زملائي أو أقربائي! وبَعد حملة إعلانات ضخمة دُشنت بها جريدة (الوطن)، اشتريتُ أول أعدادها فضولاً ليس إلا! إلا أني صِرت أتابعها وأصبحت جريدتي المفضلة الأولى لفترة.
وتساءلتُ الآن! لماذا لم أكن أفضل غيرها آنذاك؟ مع أنها – وبحسب الاهتمام الإخباري السائد – لم تكن حجازية، بل عسيرية، وأنا ولدت ونشأت بالمدينة المنورة وانتقلت للعيش في جدة بعد إتمامي للمرحلة الثانوية.. يعني حجازي من الجهتين! الحقيقة أني وجدّتُ أن الإجابة تحددت في توفر خمس عناصر بجريدة الوطن في فترة ولادتها تلك: اختلاف أسلوب تغطيتها واعتمادها كثيراً على الصور المعبّرة، وإلمامها بجميع مناطق المملكة وخصوصاً المدن الأساسية، وألوانها التي تشرح النفس، والحملة الإعلانية الضخمة التي سبقت ظهورها، وبدأها بعرض تشكيلة أخبارٍ أخرى متنوعة وخفيفة ولذيذة لم نعهدها في بقية الجرائد السعودية. ومن الأسباب التي استجدت اهتمامي بولادتها أيضاً انتشار خبر مساومة الكثيرين على نجاحها! إذ ظهرت في فترة شيوع اعتقاد اكتفاء محلي من الجرائد! وظننت كما ظن الكثيرين أنها لن تنجح! وإن نجحت، فإن ذلك سيتحقق في جنوب السعودية.. فقط.
واليوم… لا يختلف اثنان على ريادة هذه الجريدة الجميلة.
ومع الطفرة الإلكترونية، وانتشار الإنترنت، تسابقت الجرائد لتأسيس صفحات لها عليه، فسبقتهم بمراحل جريدة (الجزيرة) ثم توالت بقيت الجرائد على الظهور. واستولت جريدة (عُكاظ) على نصيب الأسد من حيث عدد الزوار بحسب بحث أجرته شركة إبسوس التسويقية مؤخراً. إذ أظهر البحث أن موقع جريدة (عُكاظ) هو الموقع رقم 16 من حيث الإقبال في السعودية، والموقع رقم 1 من حيث عدد زوار مواقع الصُحف السعودية بالمملكة.
إلا (عُكاظ) أصبحت في نظري جريدة إعلانية! أعرف أنها لأنها ناجحة أصبحت كذلك، ولكني لا أتصفح بها إلا إعلاناتها على نسختها الورقية، ربما لأن الشائع عنها أنها جريدة المُبالغات والتعصب الحجازي! كما أن الشائع عن جريدة (المدينة) أن أخبارها قديمة، وعن جريدة (اليوم) أنها شيعية، وعن جريدة (الوطن) أنها علمانية، وعن جريدة (الرياض) أنها جريدة الحُكومة.. وعن جريدتي (البلاد) و(الندوة) أنهما عائشتان على الصدقات!
هذا ليس من عندي، وليست انطباعات خاصة.. بل إني كتبتُ ما هو شائع، والشائع هو رأي الشارع، ولا يعني بالضرورة أنه رأيي، بل إني أرغب دائماً في إعادة النظر في كل ما هو شائع. تقول إحدى الأمثال العالمية: "لا يسبح مع التيار إلا السمك الميّت". صحيح أنه مَثلٌ شاهقُ المبالغة، ولكنه يعجبني!
واليوم.. أصبحت لا أشتري الجرائد البتة! وإن وقعت بين يدي فإني أتصفح إعلاناتها وجديد تصميمها وتنسيقها، ربما بحكم عملي! لقد أصبحت طريقة قراءة الجرائد عندي مختلفة! إما أن أقرأها على الإنترنت، أو – وهذا هو الغالب - أن أقرأها على شاشة جوالي، فالجريدة التي تملك نسخة خاصة بالجوال وتستعجل بنشر عددها قبل فجر اليوم الجديد، هي الأفضل عندي! فأول جريدة أحب قراءتها يومياً على شاشة جوالي هي (الرياض)، مع أنها لا تختلف كثيراً في نسختها الخاصة بالجوال عن (اليوم) و(الوطن)، إلا أني أحب صفحتها الأولى. وعندي في مفضلة جوالي كل الجرائد السعودية التي تملك نسخاً للجوال. وسأستغل هذا الموقف لأعلن عتبي الحار على جريدة (المدينة) التي دشنت قبل أسبوع شكلها الرائع الجديد قلباً وقالباً، وكذلك صفحتها الإلكترونية المنظمة والحُلوة، ولكنها لم تضع نسخة خاصة بالجوال.. أو حتى نسخة (نصوص فقط)!
إني أفخر بأن المنافسة بين الجرائد السعودية تكمن في الشكل، وتطوير الخدمات (كالنسخة الخاصة بالجوال، وبرامج التصفح عبر الجوال، ورسائل الجوال، ومشاهدة النسخة الورقية الحقيقية على الإنترنت، وغيرها من الخدمات)، وإثراء المضمون التحريري، وإجراء مسابقات مستمرة للقراء. وأنها ليست جرائد حزبية أو مذهبية أو معارضة كما هو السائد عالمياً. والحقيقة أني أعتز بالتطور المذهل في جرائدنا، في الحُريّة والتصميم والإخراج والخدمات؛ رغم أنها لا تزال تـُؤسس بقرار من مجلس الوزراء!!
حين كنتُ صغيراً، كنت كثيراً ما أنتظر قدوم أبي من عمله حتى أخطِف الجريدة (المدينة) أو (عُكاظ) التي بيده فأبحث بنهمٍ عن رسوم الكاريكاتير! وإن كانت التي أتى بها جريدة (الشرق الأوسط) - التي لم أكن أفهم رسم كاريكاتير محمود كحيل الذي بها - فإني أتجه مباشرة إلى لعبة (الكلمة المفقودة) التي كانت تعجبني كثيراً!
وأيام الدراسة الجامعية، لم أكن أتابع جريدة بعينها، لأني في الحقيقة لم أكن أشتري أي جريدة! بل أقنع بما أجد أمامي من بضع جرائد من بعد زملائي أو أقربائي! وبَعد حملة إعلانات ضخمة دُشنت بها جريدة (الوطن)، اشتريتُ أول أعدادها فضولاً ليس إلا! إلا أني صِرت أتابعها وأصبحت جريدتي المفضلة الأولى لفترة.
وتساءلتُ الآن! لماذا لم أكن أفضل غيرها آنذاك؟ مع أنها – وبحسب الاهتمام الإخباري السائد – لم تكن حجازية، بل عسيرية، وأنا ولدت ونشأت بالمدينة المنورة وانتقلت للعيش في جدة بعد إتمامي للمرحلة الثانوية.. يعني حجازي من الجهتين! الحقيقة أني وجدّتُ أن الإجابة تحددت في توفر خمس عناصر بجريدة الوطن في فترة ولادتها تلك: اختلاف أسلوب تغطيتها واعتمادها كثيراً على الصور المعبّرة، وإلمامها بجميع مناطق المملكة وخصوصاً المدن الأساسية، وألوانها التي تشرح النفس، والحملة الإعلانية الضخمة التي سبقت ظهورها، وبدأها بعرض تشكيلة أخبارٍ أخرى متنوعة وخفيفة ولذيذة لم نعهدها في بقية الجرائد السعودية. ومن الأسباب التي استجدت اهتمامي بولادتها أيضاً انتشار خبر مساومة الكثيرين على نجاحها! إذ ظهرت في فترة شيوع اعتقاد اكتفاء محلي من الجرائد! وظننت كما ظن الكثيرين أنها لن تنجح! وإن نجحت، فإن ذلك سيتحقق في جنوب السعودية.. فقط.
واليوم… لا يختلف اثنان على ريادة هذه الجريدة الجميلة.
ومع الطفرة الإلكترونية، وانتشار الإنترنت، تسابقت الجرائد لتأسيس صفحات لها عليه، فسبقتهم بمراحل جريدة (الجزيرة) ثم توالت بقيت الجرائد على الظهور. واستولت جريدة (عُكاظ) على نصيب الأسد من حيث عدد الزوار بحسب بحث أجرته شركة إبسوس التسويقية مؤخراً. إذ أظهر البحث أن موقع جريدة (عُكاظ) هو الموقع رقم 16 من حيث الإقبال في السعودية، والموقع رقم 1 من حيث عدد زوار مواقع الصُحف السعودية بالمملكة.
إلا (عُكاظ) أصبحت في نظري جريدة إعلانية! أعرف أنها لأنها ناجحة أصبحت كذلك، ولكني لا أتصفح بها إلا إعلاناتها على نسختها الورقية، ربما لأن الشائع عنها أنها جريدة المُبالغات والتعصب الحجازي! كما أن الشائع عن جريدة (المدينة) أن أخبارها قديمة، وعن جريدة (اليوم) أنها شيعية، وعن جريدة (الوطن) أنها علمانية، وعن جريدة (الرياض) أنها جريدة الحُكومة.. وعن جريدتي (البلاد) و(الندوة) أنهما عائشتان على الصدقات!
هذا ليس من عندي، وليست انطباعات خاصة.. بل إني كتبتُ ما هو شائع، والشائع هو رأي الشارع، ولا يعني بالضرورة أنه رأيي، بل إني أرغب دائماً في إعادة النظر في كل ما هو شائع. تقول إحدى الأمثال العالمية: "لا يسبح مع التيار إلا السمك الميّت". صحيح أنه مَثلٌ شاهقُ المبالغة، ولكنه يعجبني!
واليوم.. أصبحت لا أشتري الجرائد البتة! وإن وقعت بين يدي فإني أتصفح إعلاناتها وجديد تصميمها وتنسيقها، ربما بحكم عملي! لقد أصبحت طريقة قراءة الجرائد عندي مختلفة! إما أن أقرأها على الإنترنت، أو – وهذا هو الغالب - أن أقرأها على شاشة جوالي، فالجريدة التي تملك نسخة خاصة بالجوال وتستعجل بنشر عددها قبل فجر اليوم الجديد، هي الأفضل عندي! فأول جريدة أحب قراءتها يومياً على شاشة جوالي هي (الرياض)، مع أنها لا تختلف كثيراً في نسختها الخاصة بالجوال عن (اليوم) و(الوطن)، إلا أني أحب صفحتها الأولى. وعندي في مفضلة جوالي كل الجرائد السعودية التي تملك نسخاً للجوال. وسأستغل هذا الموقف لأعلن عتبي الحار على جريدة (المدينة) التي دشنت قبل أسبوع شكلها الرائع الجديد قلباً وقالباً، وكذلك صفحتها الإلكترونية المنظمة والحُلوة، ولكنها لم تضع نسخة خاصة بالجوال.. أو حتى نسخة (نصوص فقط)!
إني أفخر بأن المنافسة بين الجرائد السعودية تكمن في الشكل، وتطوير الخدمات (كالنسخة الخاصة بالجوال، وبرامج التصفح عبر الجوال، ورسائل الجوال، ومشاهدة النسخة الورقية الحقيقية على الإنترنت، وغيرها من الخدمات)، وإثراء المضمون التحريري، وإجراء مسابقات مستمرة للقراء. وأنها ليست جرائد حزبية أو مذهبية أو معارضة كما هو السائد عالمياً. والحقيقة أني أعتز بالتطور المذهل في جرائدنا، في الحُريّة والتصميم والإخراج والخدمات؛ رغم أنها لا تزال تـُؤسس بقرار من مجلس الوزراء!!
ريان جمال قال:
ردحذفيونيو 26th, 2008 at 26 يونيو 2008 9:48 م
تم ترشيح هذا المقال ضمن أكثر عشرة مقالات مفيدة.. مبروك
أخوك ريان