محمد الجوزو: العمليات الانتحارية "نتاج المعاملة كالحيوانات"

دبي - محمد جمال

"المشاكس والمشاغب، كل هذه الأسماء قالوها عني لأنني أدين بالحق وأقول كلمة الحق. أنا يُشرفني أني لست كالنعجة أسكت. أنا رجل أؤمن بأن على الرجل أن يقول كلمة الحق مهما كان السبب. الشتائم تهبط عليّ من كل جانب، وهذا شرف لي. كلما هاجمني هؤلاء، شعرت بأن كلمتي قوية وبأنها مؤثرة".

هذا غيض من فيض ما عبر عنه الشيخ اللبناني السُّني المثير للجدل محمد علي الجوزو، في حلقة خاصة به عبر برنامج "وجوه إسلامية"، والذي يُعرض على "العربية"، الأحد 5-9-2010.

الشيخ لم يقتنع بالتصوف في عائلته، فأسس لنفسه منهجاً يقول عنه إنه ملتزم بالشريعة الإسلامية وبمبادئها و قيمها، من دون أن يكون هناك زيادات.

الشيخ الذي اتهم بالطائفية والمذهبية، واشتهِر بمواقفه وتحالفاته السياسية المتقلبة وتصريحاته الصادمة والصريحة.

فالتصوف في نظر جوزو به الكثير من التجاوزات، من حيث اللجوء إلى "الخرافة" وأشياء يأخذ بها الجهلة، وهي ليست من الدين. ولذا ففي عُرفه أن الأخلاق ملتقصة التصاقاً وثيقاً بالدينِ، في المقابل فإن الظلم وغياب العدالة هما - بحسبه - السببانِ الرئيسيان وراء تخلـف المجتمعات الإسلامية؛ فلا الحكومات عادلة ولا القضاء نزيه.

ولأنه يرى أن أكثر السياسيين يلجأون إلى الدجل والتجارة بالطائفية والمذهبية، فقد اقتنع جوزو مبكـراً في حياته المهنية بأن من واجبه قول كلمة الحق - كما يقول -، ومن هنا تداخل عمله الديني بنشاط سياسي بدأ محلياً مطلع الستينات، وما لبث أن توسع مع بدء العمل الفلسطيني المسلـح، حيث نشط جوزو في جمع التبرعات لمصلحة حركة فتح.

وفي معرض حديثه عبر البرنامج، اعتبر أن الإرهاب ليس إلا من صنع أمريكا والغرب، فالحروب التي يُعتدى فيها على العرب والظلم الذي يُمارس عليهم، هو ما أخرج شباباً متحمسين غير منضبطين يريدون أن ينتقموا لأنفسهم وكرامتهم ولأهليهم. ويقول: "لقد سموا هذا إرهاباً. أنا أعتقد أن أكبر إرهابي هو بوش، لأنه ارتكب من الجرائم ما لم يرتكبه هتلر".

أما العمليات الانتحارية فيرى الجوزو أن ما أوصلنا إليها "هذا الظلم الذي لا حدود له". ويقول: "نحن نضع الفلسطينيين في المخيمات، ونعاملهم مثل الحيوانات، هل ننتظر أن يخرج علينا من هذه المخيمات ملائكة؟".

وعبَّر عن رأيه في حزب الله خلال الحلقة، حيث أشار إلى أن طائفة السنة "لم تعتدِ على أحد"، وأنه لم يرَ سنياً يذهب إلى الضاحية الجنوبية ليعتدي على أهلها، ولكن الآخرين – بحسبه - دخلوا إلى أحياء السُّنة وفجروا وقتلوا وأحرقوا وأهانوا.

ويقول: "أنا قلت للسيد حسن نصرالله لماذا المقاومة لها صفة مذهبية واحدة؟ لماذا تتقوقعون داخل شرنقة التشيُّع؟ المقاومة الإسلامية تعني أن تضم كل المسلمين".

يُذكر أن جوزو المولود في بيروت هو مؤسس دار الإفتاء في محافظة جبل لبنان، وأنه مفتيها منذ أكثر من 47 عاماً. واسم العائلة "جوزو"، يعود إلى الجد الذي كان ضابطاً في الجيشِ التركي، وقد أمر جنوده بأن "يجوزوا" نهراً كان عائقاً في طريقهم، فجازوه وأخذ هو اللقب.

ودرس في المقاصد، وعمل في مطبعة للكتب، قبل أن يسافر ليتم دراسته الثانوية والجامعية في الأزهر. وفي 1978 نال جوزو الدكتوراة من جامعة السوربون في فرنسا عن رسالته "مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة".

تعليقات