مقالي في العربية.نت: هل سينجح Google+؟


يُقال إن رمية Google هذه المرة لن تخيب، فمِن بعد Google Buzz، وGoogle Wave اللذين حاولت بهما دخول عالم الشبكات الاجتماعية وفشلت، أطلقت Google منتجها الجديد Google+، لتزأر بأن منافسة المستحوذ الأهم على ألباب رواد الشبكات الاجتماعية Facebook لم تنتهِ بعد!

الكثير قيل حول Google+، فصاحب المنتج مثير وغني عن التعريف والإشادة، والكثير حُكيَ عن المميزات الإضافية المهمة في زيادة ثراء التواصل عبر الإنترنت، والتي طوَّرها Google+ ولم يسبقه إليها Facebook ولا غيره، ولكن في ظني أن تطبيق سياسة "الدعوات" لتصبح عضواً في Google+ سيُؤخر الانتقال من النسخة التجريبية إلى الرسمية كثيراً، وربما يجعل الكثيرين يفقدون الحماس، خصوصاً أن بدائل التواصل عبر الإنترنت عديدة، ولن تتوقف بأي حال على Google+.

أمرٌ آخر رُبما غفلت عنه Google! إنه عامل "البقاء حيث يتواجد من اهتم لأمرهم"، والذي ساهم بحد كبير في بقاء MySpace حياً حتى اليوم، بل ويحتل حتى وقتنا هذا المرتبة الثانية مباشرة بعد Facebook وفقاً لإحصائية موقع Top Ten REVIEWS التابع لـTechMediaNetwork، مُبقياً العديد من مواقع الشبكات الاجتماعية الشهيرة مثل hi5 وLinkedin وnetLog في مراتب تالية، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف المفهوم الذي تقوم عليه مواقع هذه الشبكات.

إن هذا العامل أشبهه كثيراً بالحي الذي يعيش فيه المرء فترة من حياته، فيكون له جيرانٌ وأنشطة مشتركة تجمعه بهم، ثم يُطلب منه فجأة أن يسافر إلى دولة أخرى، وأن يستقر في حيِّ آخر مختلف، فالناس غير الناس، والأجواء غير الأجواء، وبعدها يُطلب منه أن "يدعو" أصدقاءه ومعارفه للانتقال والعيش معه، فهل ستراه سيسهل عليه الأمر، أم سيعود ويبقى مستمتعاً بمعارفه في حيه ومدينته القديمة؟

البعض قد يتساءل: ماذا عن Twitter والإقبال غير المسبوق الذي يشهده، إضافة إلى 200 مليون عضو مسجلين فعلياً؟ حقيقةً، لا أعتقد أن Google+ جاء لينافس Twitter، فالأسلوب الذي تُبنى عليه طريقة المشاركة بين الأعضاء فيهما متباينة تماماً، وعليه فإن المقارنة هنا ليست عادلة، ناهيك عن أن الكثير من رواد الشبكات الاجتماعية لديهم حسابات في Twitter وFacebook، مما يُثبت هذا التباين، والواضح جداً أن Google+ جاء ليُنافس الأخير صاحب الـ600 مليون عضو، ولن يُضيِّع وقته كثيراً مع Twitter.

ما لم تكن هناك إغراءات مهمَّة ومدروسة بعناية فائقة، أجد أن Google+ سيحتاج إلى وقت طويل جداً ليتصدَّر فضلاً عن أن يُنافس، فالسؤال العفوي الذي سيتكرر: "لماذا أترك شبكتي في Facebook أو غيره والتي أتشارك فيها مع مئات أو آلاف الأحباب اهتماماتي، وأنشئ شبكة جديدة في Google+ وأدعو إليها أصدقائي؟ ما المقابل؟ وما الذي سأفقده لو لم أنضم لـGoogle+؟ وماذا عن شبكتي القديمة؟" Google لم تُجب حتى الآن عن هذه الأسئلة ولا أظن أنها ستجيب.

تعليقات