عام 1963 تجمع نحو 250 ألف زنجي، منهم نحو 60 ألف أبيض، في ساحة نصب لنكولن التذكاري بواشنطن، للمطالبة بحقوق الزنوج المدنية، وقد ألقى يومها الناشط الإنساني الأمريكي مارتن لوثر كينغ خطبة الشهيرة I have a dream، والتي قال فيها: "لدي حلم بأن يوم من الأيام أطفالي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
كينغ كان يُنافح من أجل العنصرية التي تمارس ضد فئة في وطنه، وكينغ كان يُدافع عن حقوق هذه الفئة، ويريد أن يشارك إخوانه الزنوج في الترشُّح والانتخاب والوصول إلى مناصب قيادية في وطنه، وكينغ كان لا يريد إلغاء الآخر، ولكنه يريد أن يتساوى في الحقوق والواجبات مع الآخر.
تذكرت لوثر كينغ ونشاطاته حين عرفت أن هناك ملتقاً يُقام في السعودية لمناقشة "المرأة السعودية.. ما لها وما عليها"! فالناشطات السعوديات ينافحن من أجل العنصرية التي تمارس ضدهن، ويدافعن عن حقوقهن، ويردن أن تشارك السعوديات في الترشُّح والانتخاب والوصول إلى مناصب قيادية في وطنهن، والناشطات السعوديات لا يردن إلغاء الآخر، ولكنهن يردن أن يتساوين في الحقوق والواجبات مع الآخر.
إن ملتقيات كهذه تفضح حجم الإقصاء الذي يُمارس ضد المرأة، وترسخ أن هناك مشكلة فعلاً، كما أن خطبة كينغ فعلت. والأعظم من هذا أن هذه المشكلة مرتبطة بنصف المجتمع، وليس بفئة أو أقلية، مما يزيد من الحسرة، ويُطلق العديد من التساؤلات التي تجوب أذهان صُناع القرار، ويتجاهلونها بقصد أو من غير قصد.
ليس من فراغ إن قلت إن المشكلة ليست في "ما للمرأة وعليها"، بل في إثبات أنها إنسان، لها ما للرجل، وعليها ما عليه، وأقترح أن نعود كثيراً إلى الوراء، إلى إشكاليات تحديد كينونة المرأة التي نوقشت في حقبة غابرة، ونقتبس من ذاك الزمن شعاراً لملتقياتنا المقبلة حول المرأة لتصبح: "هل المرأة السعودية بشر فعلاً أم كائن حي آخر؟!".
لو أن لوثر كينغ سعودياً، ويعيش بيننا، لخطب بنا اليوم: "لدي حلم بأن يوم من الأيام أخواتي الأربعة سيعيشون في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بنوع جنسهم، ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم".
تعليقات
إرسال تعليق