2012-07-31

غَدَرَهُم أهلُ الدَّجل!


كان هو القَدرُ
هوَ الأجل
كتبتهُ تُونسَ..
بطريقة ما
وسارت العدوى على وجل
هروبٌ..
فقتلٌ..
فتنحيةٌ..
وبشَّار مطلوبٌ على عجل


تحتَ الشمسِ أزالوهم
وغيرُهُم بهم أنَّبوهم
وكلِّ من صوَّت بـ "أجل"


أسرع الليل إليهم بالمِداد
غَدَرَهُم أهلُ الدَّجَل
حين حوَّروا
وأرسوا وصوَّروا
أن الفساد..
يُختَزلُ في رجل

2012-07-28

والمُطبِّل مُحِق!

 

أحياناً كان يراودني: ما لي ومال الإصلاح، والخوض في الفساد والفُسَّاد، والعيش في كنفِ تغيير من حولي، فأنصرف عن تغيير ذاتي والأقربين، وتطوير حالي ومن ألمس، فما كنت سأخيب لو اهتممت بعملي، ووفرت أفضل العيش لي ولمن أعيل!

أذكر أن تهاتفنا أنا وأحد نشطاء تويتر السعوديين المعروفين، ليلة هروب المكلوم كشغري إلى ماليزيا، أذكر تماماً كيف كان ضائق النفس متسارع النَّفَس، قال لي إنه يئس من تغيير مجتمعه، واختار أن يلتفت لأسرته الصغيرة، ويبحث عن عمل حيث يعيش في أمريكا، وإنه لن يعود إلى وطنه، إلى حيث سينشغل بالآخرين عن نفسه، فقلت له: خيراً فعلت.. لا تعد.

من المهم أن نلتفت إلى إن الخيارات الواسعة في دروب الحياة، والتي يختار المرء لنفسها أحدها، فينفع ويستنفع، تجعلنا متيقنين من أن المشغول بأمر ما، مهما اعتبرناه عادياً، هو على الأقل مشغول بكف نفسه عن أن تنشغل بالآخرين أو أن تظلمهم أو أن تكون عالة عليهم، وهذا أقل المأمول، فلا فرصة بيننا من أن نتطابق أو نتساوى، فالتنوع فضيلة، على أن لا ينتهي بنا هذا التنوع إلى التصادم، فيتحول إلى غير ذلك.

تخيلت مرة! ما الذي يحدو طبيباً ما إلى اختيار تخصص كالبواسير؟ ما الذي جذبه لأن يُطبب هذه المنطقة من جسم الإنسان، وأغراه إليها؟ ليس هناك سبب إلا لأننا متنوعين متخالفين، فليس هناك ما يجبر الطبيب على أن يلتحق بتخصص ما سوى رغبته، وكذا بقية مناحي الحياة، فالمهندس محق، والمحامي محق، والطباخ محق، والمذيع محق، وحين نستوعب هذا ونجله، سنتخطاه إلى دوائر أعم، فنقول إن الناشط محق، والمطبل محق، والإسلامي محق، والليبرالي محق، فهكذا تُجبَل العقول، وتُنتقى القناعات، وترسخ الفِطَر، ومن حق كل شخص أن يختار ويدلو، وليس من حقه التصادم، وإجبار المخالفين على فطرته وقناعاته.

"الحق واحد"، فهو لا يحتاج للاستعداء والتخاصم والصراخ لأن نثبته، فالحق لو كان حقاً، سيُثبت نفسه بمقوماته ومزاياه، وسيتحلق حوله العقلاء، ويفطن له ذوي الألباب، ولو بعد حين؛ فمتى ما مورس الإجبار على الحق، تحول إلى باطل، فأنفته النفس، وتململت من وقعه وواقعه، وبحثت عن حق آخر لا يستقوي به أحد عليها، فتختاره، حتى يثبُت لها غيره فتلحق به.

 

2012-07-19

مقالي في العربية.نت: يوتيوب السعودية


حين بدأت برامج اليوتيوب الشبابية السعودية فرحت بها كثيراً، ولازلت أفرح لكل برنامج جديد مهما كان محتواه، ليقيني من أن هذه البرامج لن تستمر على ذات المنوال في تحقيق نسبة المشاهدة، فلا نضطر لمشاهدتها رغماً عنا، كما كنا نشاهد "طاش" في السنوات الأخيرة، وشركات الأبحاث التسويقية كانت تظن أننا كنا نشاهده ونحن في قمة متعتنا، بينما كنا نبحث عن الضحكة والحبكة، في كومة استخفاف.

لكل برنامج فيديو، مهما كان وسيط عرضه، عوامل تساعد على نجاحه، فإذا أخفق عامل، أسندته بقية العوامل، تماماً كما حدث في "طاش"، فقد بدأ بالعوامل: الفكرة، النص، الممثلين، الإخراج؛ وكان مستوى التناغم بين هذه العوامل جيداً بمعايير التسعينات، ثم بدأ المسلسل يترنح، فيرتكز على عوامل، ويفقد أخرى، حتى خسرها كلها تقريباً، فأصبح كثيرون يرغمون أنفسهم على مشاهدة "طاش"، بحثاً عن بقية العوامل، ولا يجدون أمامهم إلا القصبي والسدحان.

التنبؤ بنجاح أو فشل عرض ما يُقاس على مفهوم العوامل الذي يضعه الجمهور ويتهم له، ومن هنا تأتي إجابة السؤال: لماذا يخسر برنامج على يوتيوب مشاهديه؟ ببساطة لأنه اعتمد منذ البداية على عامل أو عاملين، ولم يعدد وسائل النجاح أو يطورها، وحين فقد هذا العامل أو العاملين، لم يجد ما يُنقذ به برنامجه، ففقد مشاهديه أو توقف عند حد معين في نسبة المشاهدة.

معظم برامج اليوتيوب تعتمد على عامل واحد هو المحتوى، ومن هنا أصبحت المنافسة سهلة، فإذا طوَّر أحدهم منتجه إخراجياً، أو إذا ركز على أفكار مختلفة، ربما تفوق على جميع من هم في الساحة، حتى لو قدم محتوىً مكروراً.

ربما قلة المستثمرين في هذا المجال هو السبب، فلدينا شركة أو شركتين مهتمة بهذه الصناعة في السعودية، ولكن الفخ الذي وقعت فيه هذه الشركات هو التركيز على الكم، كم البرامج، وليس على تطوير الموجود بمقياس العوامل الذي أشرت إليه، فتحولت شركات إنتاج برامج اليوتيوب السعودية إلى قنوات تلفزيونية تجارية هما زيادة نسبة الإعلان بالكم، وليس بتطوير الموجود وزيادة عوامل إنجاحه حتى يرتفع معدل نسبة المشاهدة.

المراهنة على بقاء حال هذه الصناعة كما هو، فقط بالاعتماد على المحتوى الذي يتم تمريره من تحت أرجل حارس بوابة الإعلام التقليدي، ضرب من الخيال، فعلى هذه الشركات أن تستوعب تماماً أن الجيل القادم من برامج الإنترنت سيكون مختلفاً ومدروساً وذكياً، وقد ترعاه مؤسسات إعلامية تقليدية ضخمة، رأت أن تتخلى عن عباءة التقليدية، لتكون أقرب للجيل الجديد.

 

وصلة المقال: http://www.alarabiya.net/views/2012/07/17/226943.html

 

 

2012-07-17

يوتيوب السعودية

حين بدأت برامج اليوتيوب الشبابية السعودية فرحت بها كثيراً، ولازلت أفرح لكل برنامج جديد مهما كان محتواه، ليقيني من أن هذه البرامج لن تستمر على ذات المنوال في تحقيق نسبة المشاهدة، فلا نضطر لمشاهدتها رغماً عنا، كما كنا نشاهد "طاش" في السنوات الأخيرة، وشركات الأبحاث التسويقية كانت تظن أننا كنا نشاهده ونحن في قمة متعتنا، بينما كنا نبحث عن الضحكة والحبكة، في كومة استخفاف.

لكل برنامج فيديو، مهما كان وسيط عرضه، عوامل تساعد على نجاحه، فإذا أخفق عامل، أسندته بقية العوامل، تماماً كما حدث في "طاش"، فقد بدأ بالعوامل: الفكرة، النص، الممثلين، الإخراج؛ وكان مستوى التناغم بين هذه العوامل جيداً بمعايير التسعينات، ثم بدأ المسلسل يترنح، فيرتكز على عوامل، ويفقد أخرى، حتى خسرها كلها تقريباً، فأصبح كثيرون يرغمون أنفسهم على مشاهدة "طاش"، بحثاً عن بقية العوامل، ولا يجدون أمامهم إلا القصبي والسدحان.

التنبؤ بنجاح أو فشل عرض ما يُقاس على مفهوم العوامل الذي يضعه الجمهور ويتهم له، ومن هنا تأتي إجابة السؤال: لماذا يخسر برنامج على يوتيوب مشاهديه؟ ببساطة لأنه اعتمد منذ البداية على عامل أو عاملين، ولم يعدد وسائل النجاح أو يطورها، وحين فقد هذا العامل أو العاملين، لم يجد ما يُنقذ به برنامجه، ففقد مشاهديه أو توقف عند حد معين في نسبة المشاهدة.

معظم برامج اليوتيوب تعتمد على عامل واحد هو المحتوى، ومن هنا أصبحت المنافسة سهلة، فإذا طوَّر أحدهم منتجه إخراجياً، أو إذا ركز على أفكار مختلفة، ربما تفوق على جميع من هم في الساحة، حتى لو قدم محتوىً مكروراً.

ربما قلة المستثمرين في هذا المجال هو السبب، فلدينا شركة أو شركتين مهتمة بهذه الصناعة في السعودية، ولكن الفخ الذي وقعت فيه هذه الشركات هو التركيز على الكم، كم البرامج، وليس على تطوير الموجود بمقياس العوامل الذي أشرت إليه، فتحولت شركات إنتاج برامج اليوتيوب السعودية إلى قنوات تلفزيونية تجارية هما زيادة نسبة الإعلان بالكم، وليس بتطوير الموجود وزيادة عوامل إنجاحه حتى يرتفع معدل نسبة المشاهدة.

المراهنة على بقاء حال هذه الصناعة كما هو، فقط بالاعتماد على المحتوى الذي يتم تمريره من تحت أرجل حارس بوابة الإعلام التقليدي، ضرب من الخيال، فعلى هذه الشركات أن تستوعب تماماً أن الجيل القادم من برامج الإنترنت سيكون مختلفاً ومدروساً وذكياً، وقد ترعاه مؤسسات إعلامية تقليدية ضخمة، رأت أن تتخلى عن عباءة التقليدية، لتكون أقرب للجيل الجديد.

 

 

بلاغة الصمت تهز العالم

في تلك الحقبة الرمادية من مطلع القرن العشرين، حين كانت السينما لا تزال تحبو في مهدها الصامت، وكانت الصورة لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمان يف...