العرب في أمريكا:
في السنتين الماضيين، عرفت ثلاثة أشخاص مميزين من أمريكا، جاشو فان الستاين أو "أبو متعب الأمريكي"، وكريسا شانتيل، وشانن إليزابيث. أبو متعب تابعته عبر حساباته، واللقاءات التي أجراها في عدة صحف، ولم أقابله في حياتي. أما شانتيل فقد هاتفتها وأجريت معها حواراً صحفياً، وإليزابيث التقيتها أمس في جلسة ممتعة، وقضينا ساعتين من الوقت في نقاشات ودية شيقة.
أبو متعب، المتحدر من جنوب أميركا، والذي يصف نفسه بالبدوي الأمريكي، يجيد اللهجة النجدية وأساليب السخرية الدارجة في المجتمع السعودي بشكل ملفت، ويقول إنه تعلم العربية بسبب مبتعث سعودي كان صديقاً له.
أما شانتيل، والتي ربما يصح أن أقول إنها "اختفت في ظروف غامضة"، إذ لا أثر لقناتها على يوتيوب، ولم تحدث منذ فترة طويلة حسابيها في تويتر وفيسبوك، كانت مُلمِّة بأسماء الأندية الرياضية السعودية، وتاريخ المملكة، ولُعبة البلوت، وعمل الكبسة، وتعتز بعباءة أهدتها إيَّاها إحدى صديقاتها السعوديات.
إليزابيث التي عرفتها أمس، والتي تلقب نفسها بـ "آنسة أمريكية"، فاجأتني بساعة ترتديها، في وسطها علم المملكة، وكانت قد تعلمت اللغة العربية الفصحى قبل سنة و3 أشهر، وهي حالياً تأخذ دروساً في اللهجة الجدَّاوية (الحجازية)! وحدَّثتني بحماس عن حصولها على فيزا لزيارة المملكة في رمضان أو العيد، لأنها سمعت عن أن أجواء المملكة في تلك الفترة مختلفة. الميزة التي تجمع هؤلاء الثلاثة هي هوسهم بالسعودية، وشغفهم بتعلم اللغة العربية على الطريقة السعودية، وتعطشهم لكل ما يخص الثقافة السعودية.
هذه ثلاثة أمثلة، أظن أنها غريبة، لثلاثة أشخاص، جمعهم حب السعودية بطرق مختلفة، ودوافع أيضاً مختلفة، وربما في العالم غيرهم العشرات من جنسيات مختلفة! عاملا الدين، ووجود الحرمين الشريفين في المملكة، لم يُؤثرا في شغف شخصياتنا الثلاثة بالسعودية، باستثناء المسلم أبو متعب الأمريكي، والذي عرف الإسلام عن طريق أخواله الأتراك.
أستطيع القول هنا أن انغلاق المجتمع السعودي على ذاته من خلال خصوصيته وتقاليده المحافظة، وتصديره - عن غير قصد - لثقافته المجتمعية من خلال المبتعثين، والأخلاقيات الإيجابية، التي بدرت من بعض السعوديين في الخارج، كلها عوامل أثارت عند هؤلاء الثلاثة حب السعودية، وتعلقهم بكل ما يتصل بها.
نص التدوينة على موقع "العرب في أمريكا": http://goo.gl/hTbqH
وصلة التدوينة: http://goo.gl/PyEyR
تعليقات
إرسال تعليق