2014-03-31

مُحقاً!


ثم أمَّا بعد!
مُحقاً لهذا العهد
التيهُ عنوانهُ
الخيبة رانُه..
والفوضى مَهد


مُحقاً للجميع
لكل مُحقٍ
لكلٍ منشقٍ
لكل ربيع
ولكلِّ أمَّارٍ زَمًّارٍ وضيع


مُحقاً لي..
حين أهتم!
ولكلِّ مَن لي يَهتم
مُحقاً لكل حرفٍ
جرى بمقابله دَمْ


مُحقاً للبؤسِ.. لنا
مُحقاً للمختلفِ عنَّا
مُحقاً لفِكرنا..
حين أنكرنا آدمُ
وركضنا خلفَ الهَم!


مُحقاً وسُحقاً
لي حين أنام
أحضُنُنِي ولا أُلام
وغيري قهراً..
جُوراً بخيرٍ عهداً
وعدُوهُ..
بحظٍّ كان زؤام


مُحقاً للأنا
مُحقاً للعَنا
مُحقاً لكلِّ شاغلٍ..
لنا، بنا، عَنَّا
لنلعنَ ذاكَ الهَنا
حينَ غاب
وبعضٌ فيهِ مِنَّا!

-------

اضغط هنا من فضلك لسماع الملف الصوتي للقصيدة

2014-03-26

الماليزية!




كثُرَتِ التكهُّنات وأنَّت!
بشرية فيها ظنَّت
في طائرةْ
بعد أن سقطت حائرةْ
ومن كثرة التأويلات جنَّت!


وأعلنها اليوم الرئيس
سقطتْ، وعالمٌ كان حريص
أسرٌ أمَّلت
كُرتُنا تحلَّمتْ
أنْ عليها ركبٌ سيعيش


إنه القَدَر.. أعرِف!
وموتٌ كَتَبَنا.. يُعرَّف!
مالسَّبَبْ؟
ما الكُنهُ، ما جَلَب؟
لا شيء!
هي صناعة..
والمالُ من شخصٍ طَلَب


سافِروا غير مكترثين!
فالكوارث جُزءٌ مِن مِئين
لا لِفَضح ما حصل!
وإن لم يُفضَح.. لم يُنشَر!
أسنقاطِع.. مؤملين؟
هَيهَات.. كم نِسبَتُنا؟
حين نُحصي الأرضيين؟

2014-03-24

الظُّهور!


نحنُ نتسابق في رحلة طويلة اسمها "الظُّهور"! نختار الوسيلة بحسب طريقة تفكيرنا. قلة لا تكترث، و ثُلَّة تبيع دخلها لتُسابق بنَّفاثة، وجزءٌ مِنَّا يبيع بيته، وبعضٌ يبيع ذاته! يعرضها هناك في سوق الذوات، في ذاك السوق تجد أرواحاً ملونة، تغلفها أجسادٌ موسومة بأوسامٍ جافة.. تُذيبها أولُ رشة مطر!

أحاول تعزيز الهروب من "الظهور".. وليس من الانسحاب! الانسحاب يعني أن الشخص انخرط في الشيء! ولغوياً كلمة "انخرط" في هذا المقام ليس لها مقام! هي "كليشه" يجب أن تُمحى من كل الجُمَل! "انخرط فلان في الجيش"! خرطوه ثم لحموه بعدها، يا للسخافة!

"كليشيه" أخرى سأستخدمها هنا، وستكون ربما الأخيرة! ألا تعرف معنا "كليشيه"؟ "كليشيه" يعني فكرة أو صيغة مبتذلة. فهمت؟ لو لم تفهم راسلني! المهم.. كليشتي هي "عوداً على ذي بدء"، إذ كنتُ أتحدث عن محبي الظهور، عن أنفسٌ ضاعت عن لا وعيها، فأخذت تبحث عن نفسها في أنفُسِ أخرى، هم أناسٌ يزاحموننا بهم داخل أجسادنا الخاصة، ليس لأن أجسادهم لا تسعهم، بل لأن هناك ما يزعجهم داخل أجسادهم، ورفضوا التصالح ومحاولات المهادنة، واختاروا أجساد غيرهم، مهما كان اللون الذي داخلها!

الأنفسُ لها ألوان.. وليس للألوان عدد، والخلط بين الألوان داخل الأجساد جُرمٌ إذا لم يكن برضى الطرفين، على النقيض من المعاشرة الجيدة، فالمعاشرة ستكون فظة إذا أرادها طرف دون الآخر، هي تشبه سرقة البيض من عش العصفور، طرفٌ مريضٌ يريدُ أن يُباغِت، وطرفٌ باغته المرض وسرق منه حياته!

الأنفُسُ تبقى قيد رهن أجسادها إن أحبَّت ما هيَ عليه، دون تزييف أو هروب، تخلقُ لها كوناً غير الكون، ودون مؤثرات! باللهِ ما سبب مشاكلنا سوى المؤثرات؟ بشرية كانت أم بشرية! وهل كُل ما حولنا إلا من صُنعِ البشر؟

ماذا لو لم تتجاوز نفسٌ حدود جسدها وتقتحم أجساد الآخرين رغماً عنها؟ أتخيَّل هذا وأبتسم الآن! آه.. الخيال عَصَب بقائنا! فالخيال يجعلنا ننجح ويجعلنا نُخطئ ويجعلنا نتوهَّم ويجعلنا نُؤمِّل! هوَ ظهورنا السَّمحُ إن جرَّدناه من جُرأة تخطي أجسادنا لنَظهر كأشخاص آخرين نستسهلُ الاقتحام ونتلذذ به، مع أننا داخل حدود أجسادنا نستطيع بناء قصرٍ بألف باب أو خيمة بالية، إنه قرارنا حين نتعرَّف على ماهيِّة أرواحنا، وحين نتصالَح ونتكيَّف مع هذا القدر! 

2014-03-19

عصر الـ UGC


مع بدايات القرن الحادي والعشرين، وبعد دخول خدمة الإنترنت إلى منطقتنا بـ 3 سنوات، بدأ نوع جديد من الإعلام يُسمَّى بالـ Conversational Media  أو الإعلام التفاعلي، والذي أرسى لمفهوم جديد نافس القالب التقليدي للرسالة الإعلامية التي عرفناها أيام الجامعة وهي: "مُرسِل، رسالة، مُتلقي"، حيث كان دور المتلقي محدوداً في استلام الرسالة، والتفاعل معها مع محيطه المباشر، وليس عن طريق الوسائل الإعلامية على اختلافها.
 
المحتوى التفاعلي بدأ على خجل من خلال التعليق على الإخبار في المواقع الإخبارية، ولم يكن الاهتمام بتعليقات القرَّاء – وربما حتى يومنا هذا – مهماً من حيث التجاوب معها من قِبَل مزوِّد الأخبار، فالقارئ يُعلِّق لا لتتم مُحاورته، بل ليُعبِّر عما حاك في صدره حين شاهد ما شاهد.
 
وبعد تلك الفترة بقليل، أي في عام 2001 تقريباً، برز مفهوم آخر من الإعلام، وهو ما يُطلق عليه بالـ User Generated Content، واختصاره UGC، وهو المحتوى الذي يتم إنشاؤه من قِبل المستخدم نفسه، ليتفاعل معه مستخدمين آخرين عبر منصات معروفة، دون أن يكون لأي جهة إعلامية، حكومية كانت أو خاصة، دور في إدارة هذا المحتوى أو مراقبته أو التدخل في صياغته. وكانت البداية من خلال المنتديات ثم عبر منصات التدوين، ثم تطور مفهوم الـ UGC حتى بلغ أوجه في أيامنا هذه من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب.
 
في بدايات تطور مفهوم الـ UGC أشاحت مؤسسات الإعلام التقليدي بوجهها عن تلك المنصات، وتجاهلتها، بل وحاربتها، من خلال التشكيك في مصداقية ما يدور فيها، وظنوا أنها منصات هشة للتواصل والترفيه والتعبير بعفوية عن الآراء والأفكار، بيد أنها تحولت خلال عدة سنوات إلى شبح نهِمٍ لا يتوقف عن النمو والتكاثر، فأصبحت واقعاً لا يقل أهمية عن وجودنا فوق هذه الأرض!
 
وإمعاناً في مجاراة "المحتوى الذي يُنشئه المستخدم"، بدأت المؤسسات الإعلامية مؤخراً في المنافسة على إثبات التواجد في منصات التواصل الاجتماعي، و"هشتقة" (أو توسيم) محتوى برامجها ونشراتها، ليتفاعل معه المستخدمون عبر مختلف شبكات التواصل مثل تويتر وفيسبوك ويوتيوب وإنستاغرام وغيرها من المنصات التي كانت في يومٍ ما مصدر إزعاج ومنافسة لتلك المؤسسات الإعلامية التقليدية، فتحول الآن الإزعاج إلى تغريد، والمنافسة إلى أرقام معجبين افتراضيين، لا يعرفون المجاملة، ولا يهتمون لإعلام لا يعترف بهم.
 
لقد أصبح المستخدم في شبكات التواصل الآن يثق بالمستخدم (الذي يتخيَّره لنفسه) أكثر من مؤسسات يقوم عليها المئات، وتُصرَف عليها الملايين! ولا نستبعد من تاريخ سيكتبنا أن يقول عنا إنا كنا نعيش في عصر الـ UGC الذي شارك في وجوده وتنميته وترسيخه أناس عاديين، لا يملكون استراتيجيات ولا مخططات ولا ميزانيات، هم فقط ملُّوا من إعلامٍ يُملي عليهم الخبر والترفيه.. والضِّحكة.


-------
هذا المقال تم نشره في نشرة أرامكو الأسبوعية بتاريخ 19-3-2014