الجوال والقوة الجنسية



ربما سمع أكثرنا عن بعض فقراء المحافظات والقرى المصرية الذين يبنون بيوتهم تحت أسلاك الضغط العالي, والتي بدورها تنقل الكهرباء من محطات التوليد إلى المستهلكين. هذه الأسلاك, تنقل تيارات مترددة ذات (فرق جهد / فولتية) عالية, تصل إلى 300,000 فولت. ولكم مقارنة مقدار خطورة هذه الفولتية بالفولتية التي تستخدم في المنازل 110 / 220 فولت, والتي قد يؤدي سوء استخدامها أحياناً إلى الوفاة!

هؤلاء الفقراء, يستمدون التيار الكهربائي من فرق الجهد بين الأسلاك التي تمرّ من فوق منازلهم وسطح الأرض, وذلك بالتأثير الذي يولّده المجال الكهربائي الذي يحيط بهذه الأسلاك.

العمليّة ليست معقدة, ولكن النقطة التي أود أن أصل إليها هيَ أنّ هذه المجالات المترددة بذبذبة مقدارها في العادة 60 هيرتز (أي ستين ذبذبة في الثانية, والذبذبة الواحدة تعرف فيزيائياً بأنها فرق الطور بين قمتين متتاليتين, أو قاعين متتاليين للموجة), وعندها .. يحدث ما يُسمّى بالاستقطاب!

هذا التردد السريع, وهذه الفولتية العالية, منها يستمدّ هؤلاء الفقراء الكهرباء لإنارة مصابيحهم وتشغيل مستلزمات معيشتهم. هذه فائدة, ولكن الخطر المهيمن سَيُنسِيهُم سرقاتهم اللذيذة هذه. فما يُحدثه الاستقطاب في أجسامهم يتجاوز أعضاءهم وأنسجتهم ليتخللها إلى كل خلية! فخلية الإنسان - كما هو معروف - تتكوّن من سائل هُلاميّ تسبح في جسيمات حيوية, وهذا السائل بطبيعة الحال مُعظمه ماء. إذن, سيتأثر الماء بهذا التردد, وبذلك, ستتحرّك هذه الأجسام جيئة وذهاباً بتذبذب مقداره 60 مرة في الثانية, وكلما زادت شدة المجال بزيادة فرق الفولتية, ستزيد شدة تأثر الخلايا بالتذبذب. وهذه الحركة العنيفة - في واقع الحال - تجعل الخلية كأنها (تطبخ)! وبالتحديد هذا ما يحدث في أجهزة المايكروييف التي تعتمد على ترددات قصيرة لتحرك سائل كل خلية في الطعام بشدة, فيسخن في وقت قصير.

وهذا أيضاً ما تـُحدثه الهواتف الجوّالة (الخلوية) التي تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية. إنها تعمل على تحريك السوائل الهلامية للخلايا القريبة منها, فتجعل الخلايا تطبخ, ولكن كالطبخ على نارٍ هادئة, فالتأثير قوي ولكن آثاره بعيدة المدى.

استنتجتُ ذلك حين تذكرت نتائج تجربة بسيطة أجريناها أنا ومجموعة من الطلاب - حين كنت في كلية العلوم - على مجموعة من الفئران, حيث عرّضناهم لمجال كهربائي لتيّار متردد, ولكنه أشد قليلاً مما تحدثه الهواتف الجوالة (الخلوية). وبعد سبعة أيام, كانتِ الكارثة, بعد تشريح الفئران, وجدنا تضخماً كبيراً بمقدار ثلاثة أضعاف في أكبادها مع ترهّلها, وزُرقة ملحوظة في عضلة القلب. هذا ما لاحظناه, ولا ندري ماذا سيقرّر طبيبٌ بيطريّ لو رآها ليتحرّى أسباب الوفاة!

الذي لفت انتباهي وفريق البحث ذلك التضخم الرهيب في خصيتيّ الفأر, وبالطبع كان هذا من إحدى الأضرار, وإلاّ, لكان رجال عربستان أولّ من سخّر الموجات الكهرومغناطيسية للتقوية الجنسية!!

تعليقات

  1. د.ريان جمال قال:
    سبتمبر 16th, 2006 at 16 سبتمبر 2006 12:13 م

    تأثير الموجات الكهرومغناطيسية على الخلايا الحية لاشك فيه، سواء على المدى البعيد أو على المدى القصير, وللعلم فإن نوعا من الأشعة الكهرومغناطيسية يستخدم بتردد عالي جدا، وبطول موجي قصير جداً لتدمير الخلايا السرطانية وذلك بتسليط الأشعة عليها بشكل مركز ومن مصدرين متعامدين يلتقيان في البقعة التي يقع فيها الورم فيؤدي إلى ما يشبه إحراق الخلايا..

    أما على المدى البعيد، وفي وسط غابة الموجات الكهرومغناطيسية التي نتعرض لها ليل نهار من الجوالات وأجهزة التلفاز والكمبيوتر والراديو.. الخ وبدرجات مختلفة من الشدة.

    فإن الأمر ينطوي على بعض المخاطر التي لم يتم إثباتها علميا بشكل قاطع..

    بل إن السكن بجوار أبراج الجوالات أجريت عليه أبحاث لقياس كميات الإشعاع الصادرة منه ولم تصل إلى إثبات خطورتها..

    لكن هذا لا يمنعنا من الحذر..

    حسنا عندي بعض الأسئلة ليكتمل فهمي للموضوع..

    هل يستخدم هؤلاء الفلاحون الكهرباء بدون توصيل الأسلاك.. يعنيك هيك بالهوا؟

    وهل قارنتم بين الفئران التي شرحتموها وبين عينة أخرى (كونترول) سليمة؟

    وأشكرك على تحملك

    ردحذف
  2. مجهول قال:
    أغسطس 13th, 2007 at 13 أغسطس 2007 11:44 ص

    ان اى جهاز منزلى او مصباح كهربى يحتاج الى قدرة كهربية لكى يعمل ( القدرة الكهربية هى محصلة ضرب التيار *الجهد ) فاذا كان جهد الاستخدام هو (220 فولت) فكيف سيحصل على هذا الجهد بدون (محولات كهربية ) وكذلك كيف سيحصل على التيار اللازم للتشغيل فهل سيسرى التيار فى الهواء لذلك لن يحدث هذا عمليا .

    ردحذف

إرسال تعليق