التغابي على الذات




من منا لم يتغابَ على ذاته في يومِ من الأيام؟ من منا لم يحاول إقناع بدر القمر بالأفول, أو حقيقة قابعة بالعدول؟ نمر بأمور أحياناً نرغم ذاتنا على ما نأمله منها, مع أن الطبيعة تلوم أجسادنا على حمل هذه العقول!

أمر ذو بالِ لدينا, نجتهد لتوكيد بالِهِ, والسوء إن رأيناه في خير نتحايل على الخـَلـْقِ لبرهنة محاله. وهكذا تدور الدوائر وتقصم ظهر الحقيقة الإنسانية بأن هناك ثمة قانون اغتلناه, أو رادع تعديناه, أو فِيهٍ فضضناه.

البَيْن البائن بين الحقيقة وبين ما نوهم ذواتنا أنه حقيقة يتلاشى تلقائياً بمجرد رؤيتنا – التي قد تكون قصيرة – للمصلحة في أمر ما. ويبقى الأمر بِيَدِ من بيده كفّنا إن كنا صغاراً, أو توجيهنا إن كنا بغالاً. ومع ذلك, نحزن لأن حقيقتنا الخاصة اغتيلت وتلاشت في حقول ما بعد الحروب.

نكاد ننسى دوماً أن التخلي عن المبادئ من أجل المصالح – مع أنها فلسفة سيئة – أفضل كثيراً من أن نتخلى عن المبادئ والمصالح من أجل الحقائق المزيفة, والتي لا نألو ولا نتعب من محاولات إقناع الغير بحقيقتها.

وإذا لم تتحقق هذه المحاولات, نرتمي إلى أحضان الترميم الذاتي, والتحليق الانفرادي, لننهل من معين هذه الحقيقة المزيفة, ونحلم بتحقيقها - إن لم تتحقق - في فردوسنا الخاص, ولا نملك إلا أن نكرر تغابينا مرات ومرات ولا نندم إلا على عدم التحقيق!

تعليقات

  1. مجهول قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 12:28 م

    أحرص دوما بالتواجد هنا ،، حتى وان لم اعلق ،،

    بيئة نفسية استشعر بمدى عمقها ومماثلتها ان لم يكن مطابقتها لواقع البشر ،،

    دوما نرى بأن للحياة وجه واحد وللحقيقة برهان واحد …….. الخ كل ذلك نصيغه ضمن اطار مرجعي شخصي نعتقد بأنه الصواب دائما لذا علينا ان نعيش من أجل أنفسنا وأنفسنا فقط ،،،،،،،،،

    ردحذف

إرسال تعليق