تقاسيم حبٍ على ثقافة الجسد!



في 7 يناير 2008 الساعة: 09:21 ص

اشتقتُ إليكِ..

وتملّكتني أشواقي

سوّرتِ مدينتي بعينيكِ

وروحي بين يديكِ

وأهمَلتِ عليّ أمطار أنوثتكِ

ولألأتِ سمائي ببسمتكِ

أيامي وأحلامي وإيماني..

سيّرتِها لكِ

لم أعد أناجي إلا قلبكِ

ولم أفتأ أتذكر لمسكِ

سفينة أنجبتِ من أهدابي




حنانيكِ إني آتي

لقد وجّهتني نحوكِ..

قلبي وجيدي وأحداقي




امتطيتُ غيمة بيضاء

أرسَلتِها لتأخذني إلى بؤرة النقاء

لتأخذني إليكِ..

يا غدي وأمسي والبقاء

لتأخذني إلى مراتع الأهواء

لتقرّبني منكِ..

من لقائي بكِ..

لَعَمري، كيف سيكون هذا اللقاء؟!




على شارعٍ مقابل وقفت

لا تَرَيني.. ترقبين، ترتجفين

تسأليني، وبأسىً تسألين!

"أين أنا؟" فيكِ أنا.. وإليكِ جسراً عبرتْ




تُغلقين عينيكِ

لا تشعري بيديكِ

إني أخطو إليكِ

تظنين الساعة وقفت، وأنا وقفتْ

تلعنين، تهذرين، تـُغنّين

يال هذا العقرب المسكين

"أين أنت يا حبيبي؟

قرنٌ مضى، وأنا ببقايايَ أستعين

على نافذتي..

أسألُ نافذتي، كم مرّة ومرّة ومرّة وتردّ:

"بينكما بَينٌ بائنٌ سَيَبلى بناؤه، وحبيباً سيبين"

"إني خلف الباب!"

"انتظر!

لا! لا تنتظر، سأفتحُ الباب"

"أدخل.. إلى هنا" وتُشِيرين

أراكِ، وأمضي كطفلٍ حيث تشيرين




ثوانٍ دهريّة مَضَتْ

وأنتِ من بعدي..

أعلمُ ستدخلين

التفتُّ حيثُ أنتِ

نعم!

هذا ما كنتُ أرجو، إنك ِتبتسمين

تضمّيني..

كَلَمْ تضمّيني، منذ عشرِ سنين




طال الاحتضان.. لا أودّ له نهاية

احتضاني لملاكِ السماء

لمن نوّرالقمر

لمن له تبرق الدّرر

لمن أحيا دنيايَ دون بداية

لمن انفطرتْ لهُ قلوب..

تحسّباً وبُغية وهواية

لمن له تُنارُ باريس

ولقلبه تنبض القواميس

لِمَن أخجل الطبيعة برقّةٍ وأنوثةٍ وغواية




ابتعدّتُ قليلاً..

وددتُ رؤية وجهكِ

لا تكترثي لشوقي..

فكلّكِ أهوى وبعضكِ

"انظري لعينيّ"، قلتُها وأبعدّتُ خمائل شعرك

رعشتِ!

"أدري أدري، ولكن من أجلي..

أكادُ أنتثر لرؤية عينك"

تأمّلتها.. ناجيتها

وضعتني ورفعتني موجتها

كدتُ أغيب.. أندثر

ليتني أموتُ وأُدفن في مقلتها




جلستُ وأجلستُكِ نَيْفاً

ولكنكِ - مرة أخرى - إلى هناكَ تشيرين

ولستُ كطفلٍ حين مضيتُ إلى حيث تشيرين

لأنكِ بجانبي..

شعرتُ أن الطفل كبر عشرَ سنين




إلى جانبٍ آخر أخذتني..

حيث الدّفء مُخيِّم

وأريكة ترمقنا

توَدُّنا لحُبها حُب المحُبّين




جلستُ وأجلستكِ..

وبدأتُ الرّحلة

من أينَ أبدأ؟

جمالكِ صعبٌ، جسدك صعبٌ

أينَ حبيبتي السّهلة؟




تعبسين!

ما خطبكِ أنثايَ النهلة؟

"النور.. النور يا حبيبي

كم أحبَ الظلمة"

لم أشعر به!

كيف أشعر وأمامي أنثى الشمس والنجوم؟

بل كيف أحسّ بسوى مَن لها النسائم تحوم؟

بل كيف وكيف؟..

وأنتِ مَن أصابَ الكون بالوُجوم!




"أأقتَربْ؟

"كُلّي صبابة، دعيني أقترب!"

شفتاكِ..

ربّاه لقد أبدعتهما

ما أجلى شفتاكِ

قبّلتكِ برقّة

أومأتِ.. ابتسمتِ

ما أحلاكِ!




عُدّتِ بعدها لتنالي منّي

"ماالذي فعلتُهُ؟"

نعم.. نعم فعلتُ كلّ شيء

انتقمي لما جرى لكِ

ودعيني أجولُ في عالمهما

في رسمهما.. في طغيانهما

سبحان خالقهما..

ولملاكي رازقهما




على الأريكة تمدّدي

تقسوَري، تجوّري

ودعيني لأيامٍ أسيرُ لنهديكِ

بدأت ألمسهما.. أحيطهما

أدورُ حول دورانهما

وفمي..

على مشارف ترقوتيكِ




"نَل منهما، وإيّاكَ أن ترهما"

هكذا همستِ.. وأنا بين أعجوبتيكِ

قبّلتهما

عضضتهما

أنهيتُ جمُلاتي لنهديكِ




أثورُ في نهمٍ..

كوضيعٍ لم يرَ في يومٍ قممٍ

ارتشفتُ تحوّرهما.. تسوّرهما

وأنهي كل رشفة بحلمتيكِ

ما ألذّ السماء التي أتت بهما..

بملاكي

أُحارب شوقي عليهما.. مِن أجلهما

ماهذا؟

صوتٌ.. أنفاسكِ، رئتاكِ

إنها تمسكِ بي، بظهري ..يداكِ

وأعلو مع علوّ أنفاسكِ لفاكِ

لأعود أنهل من نهرهما الخمريّ..

من شفتاكِ

لأهدأ وأصطبر حتى تذهب العاصفة

"لَن أبتعد!"

سأبقى ثملاً خلفكِ

ويدايَ حول يديكِ

لأغفو وأنتِ بين ذراعيّ

يا زهرتي السماوية

وأنثايَ القمرية

يا مَن كل الجُنون الحنون

والعَصف الهَتون

يبدأ وينتهي في سماكِ

تعليقات

  1. مجهول قال:
    يناير 7th, 2008 at 7 يناير 2008 1:27 م

    ياسلام ياريت انا كنت الفتاه التي تحضنها وتقبلها

    ردحذف
  2. مجهول قال:
    يناير 7th, 2008 at 7 يناير 2008 1:43 م

    اخي العزيز

    قرأت موضوعك وانا اقرأ شعرت بالضياع

    احمد

    ردحذف
  3. مجهول قال:
    يناير 9th, 2008 at 9 يناير 2008 8:32 ص

    أستاذي

    بدوت مختلفاً هذه المرة

    وعلى الرغم من التصوير الإباحي الذي تخلل

    هذه الأطروحة الرائعة

    إلاّ أن فيها نصف جمال قصيدتك

    فقارئك يا سيّدي من شدة روعة السرد

    يتلهف لقراءة ما بين الكلمة والكلمة

    و يتشوق لرؤية ما بين سطورها

    قمة الإحساس ، روعة التصوير ،

    إتقان السرد و خصوبة خيالٍ

    جعل ما كتبت مشهدٌ غراميّ

    أثار فينا ما أثار

    وصدقني أحسد ملاكك من كل قلبي

    ردحذف

إرسال تعليق