وتسمّرت في مهبِّ رياحك
علّكِ تبزغين
وأراكِ
وتنتهي بي إليكِ!
***
إنها لثوانٍ قرنية
أسمعها تصرخ في آذان الوقت
تتنحّى اهتدائي لجنّة دُنياي .. اهتدائي إليكِ
منعتْني السِنَة
وقلبتْ دورة السَنة
وعكسَتِ الفصول
وأجبَرَتِ الشوق العُدُول
وقتلتني كَما وَعَدَتْ
وكسّرت أمواجاً وهبتْ
ودفنتِ الكون, كلّ الكون
تَوقاً..
تحتَ تُرابِ تحتِ قدميكِ!
***
كم أكره الوقت!
وأكرهُ كرهي لِكُرهي لِكَرَاهُ وله!
أمَا أخضبتِ العَبَراتُ شرياناً له
والموتُ دون نهديكِ ..
أمَا شقّ قلبه نصفين
أو بعثر ارتباط العقربين
أو رَبِّ بلّغني تكفين كلّ الصبر, وإهدائه له
علّه يَشرقُ أو يتشرنقُ لدى عنكبة نهايته
فأحتضنكِ .. ولا تنفكّين تُحييني
نكاية بصندوقه وبندوله.. وله!
***
عندها ..
سأخترع معجماً لي عنكِ
وأكتشفُ بعضكِ بعضاً بعضاً
وأستولي بنهمٍ على زواياكِ وهضباتكِ .. وأنتِ
وأترّشحُ لتأليف الخارطة .. منكِ
فلا أراعي مقاييس الرسم
فأصغّر حيناً, وأكبّر أحياناً
وأدور طويلاً حولَ طبيعيّ الوشم
فأتذوقُ تارة .. وتارة وتارة
وأُخلِصُ في تفقّد زواياكِ بكلّ نَهْمْ
حتى أُحسن التلميح, وأمام جنودكِ التسليح
فأبري قلمي كلّ مرة
وأحِدُّ حدودكِ ألف مرة
وأنتِ ..
تتزمّلي دَعَة الحياء
وتتراقصي فوقي وتحتي وبيني ..
كما فراشات المساء
تبرقي وتسطعي ثمّ تُظللي خيمتي تحتَ نهديكِ
وتمنعي زحف الرمال
بين الغوائر والظهور والجبال
حتى لا تمنعيني تأريخ التاريخ, وجغْرَفَةَ الدهناء
***
ولكنها تتكسّر ..
كما تلاطُم الموجات
إنها الرغبات, تبدو كنيلِ ماسة حرفيّة
في قصرٍ مُسوّرٍ بالهوائل النوائل الدميمات
أحلم وتنبثقُ رائعاتي المستحيلات
فلا أعود إلا حاملاً فتات رفات تخيّلاتي
أسُفّه وأموت دونكِ ..
ولكن ..
ليس كما تسفُّ لتحيى, عربستان الحماقات!!
تعليقات
إرسال تعليق