ماء الماس



يا أنثىً من البراءة ساحرة

ويا ورداً من البنفسج عاطرة


يا بدعة الجمال


وروعة الخِصال


يا مساءً من النجوم


في سمائي شاعرة





يا عِنباً مذاقُ الشهدِ فيه


ويا زهرةً وهبت أحرفي التيه


يا غديراً ماؤه سلسبيل


ويا عيناً عذبها زليل


يا كوكباً ماسيّاً


ومسكاً شذيّاً لن أسمّيه!





أنتِ نقاءٌ في كبدِ الفضاء


قمرٌ أنار البراري والدأماء


قدّمتْه ُليَ السعادة حظاً


واصطفاءً من بين الأشقياء




رحتُ أجوبُكِ.. ما أنتِ؟


كيف سَأِمَتْ تشبيهاتي؟


كيف أرْهَقَتْ عيني إمعاناتي؟


كيف لا أملّكِ..


شفتيكِ.. كيف لها تشدو ثاراتي؟


مِن أينَ أنتِ؟


وكيف تجاوزتِ السور وبحيراتي؟


كيف أخمدّتِ النار؟


وكيف انهملتِ أمطار؟


وكيف ناولتني قلبكِ، وقلتِ:


"هذا أغلى ما أملك


يا رجلي، يا مَلِكِي


مُلِّكْتَ أغلى سنواتي"






ليس من الدنيا ما رأيت


وما سمعتُ وما ذقتُ ..


وما إليه أمسيت


في عالم آخر كنا


أنا، وهيَ، كيف صِرنا؟


لا أدري!


كيف أتيت؟





هناكَ أدركتُ أن العجائب السبعة.. كذبة!


وأن حب كثير ٍوعنترةَ وقيسٍ.. كذبة!


وأن جمال الشروق، وروعة الآصال بالشفوق.. كذبة!


وهناكَ ما عدت أفرّق


بين العقارب والمرّات


ولا بين الغدوات والرّوحات


ولا بين كل اللذّاتِ.. وتلكَ القُبُلات





تفننتِ في إسعادي


تمايلتِ، تهاديتِ، تتاليتِ


وخضّتِ بحبٍ ناريٍّ هادي


ضَروساً ظننتها للِأَعَادي


أورفتِ عليّ مُرادكِ


وبلا صبرٍ ناديتِ مُرادي


أشعَلتْني، ثوّرَتْني، مرّدَتْني


تلكَ الأيادي


وبأظفرٍ واحدٍ منعتِ إخمادي






تشعّبت فيّ الحقائق!


ما الذي أحسسته؟


ما الذي لمستُهُ؟


أين كنّا حين برزت تلك الفوالق؟





كطفلة كنتِ يا بَسمتي


يا ملاكاً خجول


حين هدأتِ


حين أزِفَ الأُفول


بعد حروبٍ ضَروبٍ


ورَسمٍ على جلدٍ


بماءِ ماسٍ معَسُول


لا حرمني ربي حبكِ


وقربكِ


في حياة أنا بها عَجول


لتكوني دوماً جنتي


في دنياً أنا بها دونكِ


نجمٌ بعيدٌ مَلول

تعليقات

  1. جابر عثرات الكرام قال:
    يونيو 5th, 2006 at 5 يونيو 2006 12:38 م
    بسم الله الرحمن الرحيم –السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    اكثر من رائع وبدون مجاملة
    منفضلك كيف اجعل صفحتي كصفحتك
    والسلام ختام

    ردحذف

إرسال تعليق