يا "بلوتو" لا تحزن



في 1 نوفمبر 2006 الساعة: 18:34 م
بعد التغيّرات العجيبة وغير المتوقعة التي طرأت على سطح كوكب بلوتو الذي يُعد الأبعد بين كواكب المجموعة الشمسية عن الشمس، حيث أن سطحه اكتسب مزيداً من الكثافة، الأمر الذي حيّر علماء الفضاء الذين يتوقعون أن يتجمد الكوكب وينكمش في غضون عشرة أعوام. وبعد أن صوّت زهاء الـ 2500 من علماء الفلك حول العالم بتجريد بلوتو مِن لقب "كوكب" في اجتماع اتحاد الفلكيين الدولي؛ تم اكتشاف كوكباً جديداً أسموه "زينا" يدور على حافة المجموعة الشمسية، والذي انضمَّ بدوره - ودون مقدّمات - إلى عقد لآليء مجموعتنا الشمسية الصغيرة.

وفي ذات الاجتماع في التشيك، بحث العلماء نظرية أخرى جديدة تقر بوجود ثمانية كواكب "اعتيادية" هيَ: الزهرة، عطارد، الأرض، المريخ، المشتري، زحل، أورانوس، نبتون، فضلاً عن ثلاثة كواكب تنتمي إلى تصنيف جديد سيطلق عليه اسم "البلوتونات" هيَ: بلوتو، وتشارون، والبلوتون يوبي313، إضافة إلى أضخم الكويكبات في المجموعة والمعروف باسم "سيريس". أي أنه ينظر الآن في تصنيف بلوتو على أنه من "البلوتونات".

حسناً! يعني إن تم إثبات هذه النظرية أن لدينا 12 كوكباً (بالإضافة إلى الأرض) في مجموعتنا (بغض النظر عن تصنيفاتها)، وأن بلوتو مازال من مجموعتنا، ولكن بتصنيف آخر اسمه "الأجرام القزمية الثلجية" أي "البلوتونات"!

في سورة يوسف، يقول جَلّ شأنه: إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4). والرؤية هُنا تتبع المجال البصري للعين، أي أنّي لا أستطيع أن أرى أين أنا واقف إن نظرت عالياً، بينما أستطيع عدّ ما أراه.

وبحسب تفسير الجلالين وابن كثير والقرطبي والطبري، تم الإجماع على أن في تعبير يوسف عليه السلام إشارة إلى إخوته الأحد عشر، وأن أبواه هما الشمس والقمر. وهذا لا يتعارض البتة مع ضوابط الإعجاز القرآني، إذ أنّ في ذاك إعجاز ربّاني أثبته الله ليس قبل 1400 عاماً بنزول القرآن، بل في عهد نبي الله يوسف عليه السلام حين قدّر الله أن يكون عدد إخوته 11، وأن يُريه الله تعالى في المنام هذه الرؤيا، ليقصّها بعد ذاك على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم.

إنه لعظيم وجليلٌ أن يسوق الله تعالى لنا الدلالات التي تشير إلى أنه الله الخالق القهّار، وأنّ لكل شاردة وواردة حكمة يجدر بنا تأملها وتسبيحه بها.

إنّ عدد كواكب المجموعة الشمسية الآن 11 كوكباً باستثناء الأرض، فالأرض لـَم يُشر إليها في أي موضع في القرآن الكريم على أنها كوكب. فيا "بلوتو" لا تحزن وإن تمَّ تقليل شأنك، فربّك ذكرك ضمناً في كتابه الكريم، وعدّك كوكباً.

لنؤلـّهْهُ ولنعظمه بقدرته وحكمته جلّ في عُلاه، وإنّ في ذلك لآيات لأولي الألباب.

تعليقات