يا هلا بالتوتـّر!



كتبها محمد سعود جمال ، في 6 أغسطس 2006 الساعة: 09:39 ص

إنّ تسخير المصائب والمحن لتغدو فرصاً ماسية للنفس لأن تتأمّل مكامن القوة فيها فتنمّيها، وتنكب على ضعيفها وتسعفه فتنحّيه أو تقوّيه، ليُعَد مِن أصعب ما يُفعَل، وأيسَر ما يُقال.

فكل ما يمر بك في يومك، على اختلاف مستويّات استحثاثه لغدتك "الكظرية" وهرمون "الأدرينالين" فيها، يمكنك بالفعل تسخيره لتنعَم برياضة روحية جسدية ممتعة ومفيدة وتزيد الثقة في النفس، في آنٍ معاً!

فهذا الهرمون الذي يُفرز في الدم تلقائياً حين ينتاب الواحد فينا أي شعورٍ بالخوف أو الغضب أو أي تأثيرٍ يخرج عن نطاق الاعتياد، يحفز المخ ليَأمر القلب بزيادة ضرباته، فينطلق الدم بقوة في الشرايين والأوردة وينعشها، وتزداد سرعة التنفس، وتخفتُ بعض الشيء قوة الذاكرة. كلّ هذا يحدث في اليوم أكثر من مرة، لأي شخص عادي يعيش حياة عادية ويفكر بطريقة عادية.

حسناً، الذي أتحدث عنه الآن هوَ حول تسخير هذا التوتر الحاصل إلى أنْ يعتقد الشخص تلقائياً، وفور إحساسه بأن الكظرية بدأت تتفاعل مع ما يحيط به، بأن الذي يحدث في جسمه الآن بمثابة رياضة جسدية تفيد قلبه ودمه وعروقه ورئتيه، لا سيما وأن الكثيرين منا لا يجد وقتاً كافياً لأمرٍ مهم كثيراً هوَ الرياضة اليومية، فيُفيد بالتالي جسده، وروحه، ويقلل من قوة إجهادِ التوتر على ذاته.

إن هذه التجربة بأبعادها المميّزة نفسياً وجسدياً نجحت معي كثيراً، ولكن هذا لم يتم إلا بعد مِراسٍ وتدريب يوميّ. والأهم من كل هذا هو أن أخلق حاجزاً ضخمأً يحدد الفرق بين (التوتر) و(الكآبة)، اللذَين يربط بينهما الناسُ كثيراً – وقد كنتُ منهم – فتجد أن الواحد فينا يبدأ بالاكتئاب والشعور بالضيق فور احساسه بالتوتر لأن هناكَ ما يحدث على غير ما يودُّ أو يهوى.

تعليقات