2009-03-31

حذاءٌ لا يأخذ إلى مكان!



وماذا بعد يا سحابة؟
قالوا عنكِ الكثير
ولم يغشَ بيتي
إلا عاصفة رملية


في وسطِ المزرعة أقف
ويقفُ القمر
كلانا ينتظر شيئاً
إلا الأرض، أن تقف


بصمتٍ كالنحاس
عبَّر نهريَ الأسود
عن إفلاسِه
حين سَمع عن مروري


يهدُرُ العصفور
لم أسمع إلا صوتاً
يُشبه ماضيه
إنه يَرى حذاءً لا يأخذ إلى مكان


في قصَّتي لؤلؤة
لونها ليلي
أمطرت بها عينٌ
بها زخارف إسلامية


2009-03-18

إنها تدور!





هذه القصيدة كتبتها وأهديتها إلى الأخ الغالي هاني فلسطيني، بمناسبة حفل زواجه. لسماع القصيدة بصوتي، اضغط هنا للجزء الأول ثم هنا للجزء الثاني من فضلك. 

  
(الجزء الأول)
إنها تدور
لا تعرفُ
مللاً أو فتور
تنطِقُ بالفرحِ
والعَهدِ السَّمحِ
كل الأقمار، كل فنار
يظهر حُبَّاً جَهور
الكل الليلةَ يرفـُلُ
بالوعدِ، والعهدِ،
مسرور



بكل الثواني
بأصلٍ سليلٍ
وقلبٍ رفيلٍ
وجودٍ حاني
بكَ "هاني"
تـَغنى الأغاني
ويُرفرفُ الحرفُ
وينجلي الطـَّرفُ
وتـَهنا الهواني
يا عريسَ الطيبِ
وطيبَ الطيبِ
يا كـُلَّ الأماني



وللسَّعدِ صدى
الكل به شدى
يحلو ويعلو
ويرقى ويتلو
عُرساً غدا
بها عمراً
من الجَمال
والدلالِ
والشـَّذى
هنيئاً يا "ندى"
فليلتكِ أسطورية
مثلك، ملائكية
فيها "هاني" اهتدى
لنورٍ آسرٍ منكِ بدا



وأي أرض تسعها
وأي أحرف تصفها
فرحتها
بسمتها
أي دهور
وأي بحور
تسعُ حجمها
هذه الثواني
يا أم "هاني"
يا أم الهـَنا
يا رمز العِزِّ "مـَهـَا"



"يا رب يا منان
يا خالق الأكوان
بارك ليلتهما
أيامهما
بشرعِك والقرآن"
هكذا باركتها
هذه الليلة
بعد أن كبرتها
ابنتها، وعلمتها
وبالحُب زفتها
بكل امتنان
مبروكٌ يا أمها
مبروكٌ يا برُّها
مبروك يا "حنان"



الليلة هذه حبية
جملية هادئة زهيِّة
أبارك لكما
وأدعو لكما
بسعادة سخية أبدية
وبالصلاة على خير البرية
أقول..
صلوا.. عسى أيامكم هنية


 


(الجزء الثاني)
لم أنتهِ يا "ندى"
يا سعد سعدي..
والهنا
فمولدي بكِ بدا
ولأنه عيد ميلادك
ويوم زواجك
باركوا لها مرَّتين
وعيدوا الزغاريد
مرة ومرة ومرتين
فيومنا غدا
بكل الفرح، سما
بعيد ميلادك، وحفل زواجك
بكِ.. حُبي
أنا "هاني"
بكِ يا "ندى"

2009-03-01

ليلة خميس!


يتداخل مفهوم التشبه بالكـُفـَّار في الكثير من نواحي الحياة، ويحوم بالشكوك حول الكثير من الأمور، حتى تعددت مفاهيمه، وساورته الشبهات، فإذا كانت القصَّات الغربية تشبهاً بالكـُفـَّار، فمال بال قيادة السيارة؟ هناك مَن يقول أن التشبه يأتي في الأمور التي يمكن الاستغناء عنها! وآخر يخلط بين بنطلون الجينز وهدايا الكريسماس! وثالث يقول أن الأمر برُمَّته لا يعنيه، فالدين يُسر.

إن التشبه بالكفار تعريفه من ذات مصطلحه! تشبه بالكفار، يعني تشبه بمن يكفرون بالإسلام، فالأمر متعلق بالدين، وليس بالعادات ولا اللغات ولا الهيئات. وإنَّ الخلط المعهود في مجتمعنا بين العادات والعبادات، بعثر هذا المفهوم، ومزج بين التشبه المرتبط بالدين، والتشبه المرتبط بما سواه من الأمور التي لا تتصل بالدين. ومِن هنا، فموضة بنطلون الجينز (اللو ويست) ليست حراماً، ولكنها تقليد مقزز للبعض، فهي حتماً تشبه بالغرب، ولكنها ليست مرتبطة بالدين. إنها بكل بساطة - وليستُ مُدافعاً عنها بأي حال - خروجٌ عن المألوف، واستقبال رحبٌ بالجنان والأركان لظاهرة سلوكية لم نعتد عليها، اخترعها الغرب، وستغيب مع إشراقة ظاهرة أخرى،
ويُقاس على ذلك كل ما لا يتصل بالدين، وإلا، لحَرُمت عيشتنا برُمِّتها!


إن ما ساقني لهذا التقديم هوَ الحديث المُتداول على عدة أصعدة حول تعديل الإجازة الأسبوعية الرسمية لتصبح يومي الجمعة والسبت. وإيجابيات هذا التعديل متعددة، وقد ذكرت في أكثر من مناسبة، إلا أن مجلس الشورى ناقش هذه القضية، وخلُصَ إلى عدم الوصول إلى اتفاق مُحدد، والسبب الأهم كان أنَّ عطلة يوم السبت تتعارض مع الشريعة الإسلامية! لأن فيها تشبهاً بالغرب! وسبحانه ربي، كيف تم هذا التحليل، وعلى أي أسس قام!


وهناك أسباب أخرى، إلا أني أكاد أجزم لو أن أعضاء مجلس الشورى، كون معظمهم إن لم يكن كلهم من منسوبي القطاع الحكومي، أقول لو أنهم عملوا في القطاع الخاص، وجربوا لسنة واحدة كيف هي الحياة بإجازة أسبوعية تتكون من يوم واحد، لعرفوا عِظم الفرق بين النعيم المُقيم، وهذا الإقرار السقيم، والذي فاقم أزمات كثيرة، أزمة العزوف عن القطاع الخاص، وأزمة الحوادث المرورية، إذ أن موظف القطاع الخاص يحسب الدقائق لا الساعات في الوصول إلى أهله إذا كان يعمل في مدينة أخرى، والأزمة الاجتماعية التي تترصد بهذا اليوم الوحيد في الأسبوع، وأزمة الترفيه عن النفس، وبالتالي زيادة الإنتاجية، وأزمة التقصير في الواجبات العائلية.


لقد ناقش مجلس الشورى هذا التعديل، والذي أخطأت - في نظره - 4 دول خليجية بإقراره، ولم يُوفق الكثير من الخبراء الاقتصاديين في القول بإيجابيته وضرورته، لأنه - في نظرهم، وبالإضافة إلى سبب التشبُّه بالكفار - سيؤثر على انتاجية القطاع الخاص، وأنه سيغير على عادة عمرها طويل، أطول من عمر أغنية "ليلة خميس" التي أظن أنها من الأسباب!


بلاغة الصمت تهز العالم

في تلك الحقبة الرمادية من مطلع القرن العشرين، حين كانت السينما لا تزال تحبو في مهدها الصامت، وكانت الصورة لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمان يف...