اعذرني يا "الوطن" الجديد!


وقعت بين يدي أخيراً جريدة الوطن (قلتُ جريدة ولم أقل صحيفة لأن كلمة صحيفه تـُطلق على كل ما يُـتصفـَّح، وتدخل في ذلك المجلات والنشرات، أما اسم جريدة فهو خاص بالجرائد بشكلها المُتعارف عليه).

على أي حال، أقول بأنه وقعت بين يدي أخيراً جريدة الوطن بشكلها الجديد، الشكل الذي شاهدت إعلاناته بالشوارع وعلى التلفزيون، وشدَّتني جُرأة فكرته، ولا غرو! فجريدة الوطن هيَ أجرأ صحيفة سعودية في رأيي ورأي الكثيرين، بحكم استقطابها لأجرأ الأقلام السعودية، ولأن رئيس تحريرها جمال خاشقجي ذا فكر لبرالي معتدل، يحفظ حدود الصحافة السعودية جيداً، ويستغل حفظه لها بكل ما أوتيَ مِن حرية.

لقد تميَّزت جريدة الوطن كثيراً بشكلها الجديد، وطريقة إخراجه الفريدة. ولأني أحب الجديد والتجديد، وتستهويني الجُرأة والخروج عن السائد، أعجِبت بالشكل الجديد، وشجاعة مجلس إدارتها على اتخاذ قرار التغيير إلى هذا الشكل المُلفِت حقاً.

وأثناء استرسالي في تقليب صفحاتها، لاحظتُ أن التغيير شامل كامل، يستخدم 3 أشكال للخطوط مُبالغاً في التبايُن بين أحجامها، والألوان كثيرة، وفوق كل عمود أو مقال صحفي صورة للجزء العلوي الكامل للكاتب، ولكل قسم شريط عريض بلونٍ مختلف، وداخل كل قسم ينتشر اللون الموجود على الشريط الأساسي للقسم بعدد الأخبار، والأخبار متداخلة، وفي داخل الجريدة ملحق يومي للاقتصاد والفن والرياضة، وحجم نص الأخبار صغير، والعناوين كبيرة جداً وكثيرة، .... تعبت!

تعبتُ من ملاحقة الشكل الجديد بإخراجه المُغاير. إنه جريء، ولكنه ليس رائعاً! لقد أفقدني متعة الاستمتاع بقراءة جرأة الوطن، وغافلني بقوة حين أخذني بعينايَ وعقلي إلى غمرة من تأمل التصميم، وتحليل الإخراج، وتفنيد الأفكار الفنية التي خلفه،... حتى مللت!

اعذرني يا "الوطن" الجديد، فلا أظن أني سأعود بذات الحماس السابق لأقرأك من جديد.

تعليقات

  1. هذا صحيح وللأسف الكل ينتقد مانتعارف عليه اليوم بمعنى مصلطح كلمة "المحتوى" والكل يعتقد أنه بالفعل لا تتواجد اليوم صحيفة (أو كما تقول أخي محمد، جريدة) تقدم للمجتمع محتوى واضح وبجرأة منفردة بالفعل!

    ردحذف
  2. قراءة رائعة،

    وأود أن أضيف لك أن كل (الستايل) الجديد مأخوذة فكرته من صحيفة كويتية!!

    ردحذف

إرسال تعليق