ناقد سعودي بارز: "طاش" يطوِّر نفسه... والجرأة أصبحت مطلوبة



دبي - محمد جمال
بات مسلسل "طاش ما طاش" عادة سنوية ينتظرها جمهوره في الوطن العربي في شهر رمضان بشوق؛ فالجدل الديني والاجتماعي الذي أتقن "طاش" إثارته طوال السنوات الماضية لمِ يُثنِ أبطال العمل عن الاستمرار في تقديم رسائلهم القوية بكوميديا سوداء ساخرة أحبها الجمهور وتفاعل معها، إلا أن هذا الطرح أثار بالمقابل حرباً مضادة عبر أصوات المنابر وأقلام المحافظين، تلوم "طاش" على طرحه لقضايا محلية وأحياناً عالمية تمس الدين والعادات والتقاليد والمجتمع، لم يكن يُتوقع أن تُناقش خارج أسوار المجتمعات وحياة الأفراد العادية.

وقد حاز "طاش" بفضل عوامل جُرأة الطرح، وصراحة نقاش القضايا الحساسة، وتفرد الأفكار وتنوعها، على قاعدة جماهيرية زادت مع مرور السنوات، وأكسبته هذه الجماهيرية الكبيرة داخل السعودية وخارجها مناعة ضد جهات وأفراد يقفون له ولجُرأته بالمرصاد، ويغلقون في وجهه باب التعاون مع العاملين في المسلسل للتصوير في مواقع معينة، خوفاً من ردود الأفعال السلبية.


القبيع: طاش يزيد جرأته كل عام
وفي حديث مع "العربية" أكد الإعلامي السعودي عبدالله القبيع، نائب رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية، أن "طاش"يزيد جُرعات جرأته كل عام أكثر من العام الذي قبله في عصر انتهى به وجود الرقيب في ظل وجود التقنيات والإنترنت". ويضيف: "أعتقد أن "طاش" يُناقش قضايا لا تخطر على بال أحد، ولكن هل يتعظ المشاهد أم يضحك وينام ويمارس نفس الدور الذي كان يمارسه أمس؟".
وحول سؤال "العربية" للقبيع حول ارتباط ما يتناوله "طاش ما طاش" بتطور فكر ووعي المجتمع السعودي ككل، أجاب القبيع: "الجرأة أصبحت الآن مطلوبة جداً، وميزة "طاش" أنه يطور نفسه دائماً والسبب أن هناك ورش عمل سعودية تفهم ماذا يحدث في المجتمع، وماذا يريد المجتمع".
واقترح "القبيع" في نهاية لقائه مع "العربية" أن يكون هناك عمل إبداعي آخر يناقش قضايا ليست حكراً على السعودية، وأن لا يُقحم "طاش" المحلية المفرطة التي في بعض الأحيان لا يفهمها السعوديون أنفسهم. كما أبدى "القبيع" إعجابه بحلقة "تعدد الأزواج" التي قدَّمها طاش في رابع أيام شهر رمضان، وقال: "لقد أُعجِبَت بهذه الحلقة النساء اللاتي كن يشاهدنها، وكانت كل واحدة منهن تتمنى أن تفعل مثل البطلة... للأسف".


البريك: "طاش" مبتذل وسطحي
من جهته شن الداعية السعودي سعد البريك هجوماً عنيفاً على المسلسل من دون أن يذكره بالاسم، حيث وصف "طاش" بأنه مُبتذل وهابط وسطحي وينال من الدين ويسخر من العلماء. وهجوم البريك جاء رداً على إحدى حلقات المسلسل التي قامت فيه امرأة بالزواج من أربعة رجال في وقت واحد.


حلقة "خالي بطرس" تطرقت إلى حوار الأديان
يُذكر أن حلقة مسلسل "طاش 17" التي عُرضت في أول يوم في شهر رمضان "ارفع راسك إنت سعودي" قد أثارت ردود أفعال إيجابية على صعيد واسع؛ حيث ناقشت الحلقة وضع الموظف غير السعودي في السعودية مقارنة بالموظف السعودي من ناحية الامتيازات التي يحصل عليها من الشركة التي يعمل لديها.
في حين جاءت حلقتي "طاش 17" الثانية والثالة واللتين كانتا بعنوان "خالي بطرس" لتطرح قضية حوار الأديان وتقبُّل الآخر، وذلك في قالب قصة كوميدية تطرقت إلى أساسيات التعامل مع أهل الكتاب وفقاً لتعاليم الدين الإسلامي، وأن الدين الإسلامي يأمر بحسن التعامل مع الجميع باسم الإنسانية.



رابط الخبر: http://www.alarabiya.net/articles/2010/08/17/116817.html

تعليقات