أعلن إيفان ويليامز، أحد مؤسسي موقع تويتر ومديره العام، استقالته من منصبه يوم الاثنين 4-10-2010، ليخلفه في هذا المنصب دريك كوستولو كمدير جديد. وقد بيّن ويليامز عدم رغبته في ترك الشركة فهو يعد من أحد مؤسسيها، لكنه سيركز خلال الفترة الحالية على تطوير المنتجات الإلكترونية، حسب ما ذكر على مدوّنته الخاصة، التي أثنى فيها أيضاً على كوستولو.
وأضاف: "إن بناء الأشياء هو شغفي، ولم أكن يوماً شغوفاً بما أفعل كما هو حالي الآن".
وقد عمل موقع تويتر على إطلاق تغييرات جذرية في نظامه من قبل أربعة أسابيع تقريباً، فقبل أربع ساعات من إعلان ويليامز استقالته، أعلن "تويتر" عن إطلاق خدمة الحساب المدفوع.
وقد أكد كوستولو أن هذا هو الوقت المناسب لتوليه هذا المنصب، فالشركة تضم اليوم نحو 300 موظف، يعملون على خدمة أكثر من 165 مليون مستخدم حول العالم، ويرسلون أكثر من 90 مليون رسالة يومياً.
وقد انتشرت إشاعة قوية في عام 2009 تقول إن "جوجل" تفاوض لشراء "تويتر". إلا أن إيفان ويليامز قال وقتها إن "تويتر" ليس للبيع ولو بمليار دولار.
بدأ "تويتر" كمشروع بحثي
وتويتر هو موقع شبكات اجتماعية يقدم خدمة تدوين مصغر، التي تسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات Tweets عن حالتهم بحد أقصى 140 حرفاً للرسالة الواحدة. وذلك مباشرة عن طريق موقع تويتر أو عن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة SMS أو برامج المحادثة الفورية أو التطبيقات التي يقدمها المطورون مثل الفيس بوك و TwitBird وTwitterrific وTwhirl وtwitterfox.
وظهر الموقع في أوائل عام 2006 كمشروع تطوير بحثي أجرته شركة Obvious الأمريكية في مدينة سان فرانسيسكو، وبعد ذلك أطلقته الشركة رسمياً للمستخدمين بشكل عام في أكتوبر 2006.
وبعد ذلك بدأ الموقع في الانتشار كخدمة جديدة على الساحة في عام 2007 من حيث تقديم التدوينات المصغرة، وفي أبريل 2007 قامت شركة Obvious بفصل الخدمة عن الشركة وتكوين شركة جديدة باسم Twitter. وبدءاً من ديسمبر 2009 بدأ جوجل بعرض نتائج بحث فورية في محرك بحث جوجل لمدخلات المستخدمين الجديدة في تويتر.
"إيفان" فشل مرَّات قبل أن ينجح
وإيفان ويليامز هو نفسه مؤسس شركة Pyra Labs صاحبة خدمة بلوجر الشهيرة التي اشترتها جوجل لاحقاً وخدمة البودكاست الأشهر Odeo. والنجاح الذي وصل إليه إيفان لم يكن سهلاً. فقد مر في حياته بإخفاقات وفشل مرة بعد مرة قبل أن ينهض مجدداً ويبني نفسه من جديد.
ولد إيفان في ولاية نبراكسا الأمريكية يوم 31 مارس 1972. بعد المدرسة الثانوية دخل الجامعة المحلية في الولاية، غير أنه لم يستمر سوى سنة ونصف وتركها بعد أن اكتشف أن الدراسة الجامعية مجرد مضيعة للوقت. وانتقل إلى فلوريدا حيث اشتغل كمحرر نصي حر، ثم انتقل إلى تكساس قبل أن يعود إلى نبراكسا سنة 1994 لينشئ شركته الأولى رفقة والده.
وكان إيفان ووالده يستشفان آنذاك أهمية الإنترنت المتزايدة، فأسسا شركة لإنتاج برامج تعليمية حول استخدام الإنترنت. ولاحقاً بدأ إيفان رفقة أصدقائه في توسيع نشاطات الشركة بإضافة خدمات تصميم واستضافة المواقع. لكن سوء إدارته وعدم معرفته لكيفية إدارة الأعمال والتواصل مع العملاء أدى بالشركة إلى الخسارة وتراكم الضرائب التي لم يكن يؤديها في وقتها.
وفي 1997 انتقل إيفان إلى كاليفورنيا للعمل في O’Reilly Media. وهناك وخلال السنة التالية اكتسب خبرات تقنية سمحت له بالعمل كمطور ويب مستقل. وهي خبرات توجت عام 1999 بتأسيسه لشركة Pyra Labs برفقة صديقه Meg Hourihan، وطوَّرا برنامجاً لإدارة المشاريع. ثم بدآ لاحقاً في العمل على مشروع جانبي لإطلاق منصة إلكترونية لنشر المدونات.
ولم تكن تلك المنصَّة سوى "بلوجر" التي استحوذت عليها جوجل سنة 2003 (في صفقة لم تعلن قيمتها) وبالتالي انتقل إيفان للعمل في جوجل. وبعد عام ونصف غادر إيفان جوجل في شهر أكتوبر 2004 ليؤسس برفقة صديقين آخرين خدمة Odeo. لكن حظ إيفان مع "بلوجر" لم يتكرر مع منتجه الجديد الذي عانى الكثير من الصعوبات والأخطاء الاستراتيجية، خاصة مع ظهور منافسين من عيار Apple بخدمتها iTunes.
واضطر إيفان لاسترداد الشركة من الممولين بإنشائه لشركة Obvious Corp التي اشترى باسمها كل ما يتعلق بـOdeo. وقيمة الصفقة بقيت طي الكتمان، لكن بالنظر إلى أن الشركة كانت قد استقبلت قبل انطلاقها مبلغاً تمويلياً وصل إلى 5 ملايين دولار، يمكن توقع حجم المبلغ الذي اضطر إيفان لدفعه لإرضاء الممولين وحاملي الأسهم من الفريق الداخلي.
في نفس الفترة بدأ فريق Obvious في العمل على "تويتر" الذي أطلق بشكل رسمي في يوليو 2006. ثم بعد أشهر تم نقل "تويتر" إلى شركة مستقلة تحمل نفس الاسم وبيع Odeo إلى شركة SonicMountain بمبلغ لم يتجاوز مليون دولار.
تعليقات
إرسال تعليق