اختارتْ لها قِبلة



بدآها حين رآها، ورأته سائرة
أحرف نثراها، نقشاها حائرة
لم يكن آتياً نحوها
لَم يكن ليأُمل لثمها
والأرضُ نهتهُ، عنفته، ثائرة
وتعلق الحُلُم بالأجرام السائرة


تمنَّاها يوم تحادثا.. رفيقة
مثَّل الاعتياد، والنبضاتُ دفيقة
لفتتهُ دوماً بقلبها النقي
وفكر يُشقيه حِكَماً شجي
جُن جنونه، لظلم الحقيقة
وتعثر الكَلِمُ، فكلٌ، فيه ما فيه، في فيه، من ضيقة


وتفننتِ الأقدارُ بالدَّوران
مرة تحنُّ، وأيام نيران
بعثرت كل صلة وضنَّت
على بريئنِ، بئيسَين، وشنَّت
حرباً آلت بها إلى سواه
حرباً ضَل بها، وأرْدَتهُ مثواه
حرباً ﻻ حدَّ لنقعِها طليقة
حربا، غبية شرقية صفيقة


دارتهُ عنها نجوم العنان
للحظة حنَّت، بل جنت، وذبحت قربان
للقدرِ قالت: مهلاً فهناك حُب
وأنهر وردية ﻻتزال تصُب
جسدين ثائرين، ريح دونهما تهب
هُناك حياتان مغلوبتان
يا لقسوة القدر.. بل قلبان ملتصقان


توقف كل شيء وأغرق
في الوجوم كون، ووجود أشرق
يا العطر الذي سكبته
إذ هلَّت، والسلام قالته
صافحت بنعومة، وكلٌ فيها أطرق
بدعة الأنوثة، جاءت في ثوب أزرق


نهارٌ في ذاك الليل نثر الدُّرر
وجيدٌ عنيد بكل النساء غدر
تأمُّلٌ، تبسمٌ، وبدأ الكلام
أراد تُلُوَّ الوجد، وفضح الهيام
أراد وأراد فِعل كل ما خطر
أرادَ شنق كل ما قلبه فطر


لكنها فهِمت بقلبها قَبله
وبين شفتيه اختارت لها قِبلة
قاوَمت، ساوَمت، إرادتها
تفتَّت، تلفَّتت، ليس عادتها
فكَّرت! ما أنا، ما ليلى، ما عبلة
ورسمت على شفتيه ألذ قُبلة


ما الذي صار؟ كيفَ، ماذا؟
رشفة مجنونة كتبَت ملاذا
على الشفتين، رسمت أقمارا وقوافي
مُزنٌ تهاوى على وقتهما الطافي
رحيق ألهبَ الصمتَ بالأنفاس
ونهدانِ تفجَّرا حسنا، ما مثله ماس
مرَّ عليهما، وكتب عليهما التيهَا
عرفتْ داوه، وأراد أن يُشقيها


وعادت العقارب جائرة
تدق ساعة العودة من جديد
وَوَجد سيخفيانه.. يدفنانه تليد
تعوَّدا.. فكم أخفيَا أحرفاً غائرة
والقصة بدأت حين رآها سائرة

تعليقات

  1. راااااااااااائعة جداً جداً وجداً ..

    ردحذف

إرسال تعليق