وإلا سنموت مكاننا!


نحن نطلب السعادة في كل صولة، ونتحارب عليها أحيانا؛  فنفترق، ونستعدي، ونحقد، وقد نقتل إن كنا في غابة!

مشاهد غير متراتبة، تدور فينا وحولنا، تبحث في فحواها، فتجد النهاية متطابقة، والهدف - وإن اختلفت الرؤى حوله - نفسه؛ أنفس تبتغي السعادة، بطرائقها وسلوكها وأدواتها، وما تمليه عليها الحقيقة.

وهناك سعادة لحظية، وسعادة بعد حين، والأمل يبقينا أحياء لنحقق لأنفسنا السعادتين، وأغلبنا يهتم لما يقوله الناس، وما يوسوس له به المحبطين، وهذا تراه يغير خططه كل مرة، لتوافق الناس، فتوافقه.

شعرت مرات أن القطط أسعد منا، لأنها لا تهتم، فلديها غرائز تشبعها، وتمضي. فهل الذي لا يهتم قط؟ ربما، إذا تعلق الأمر بالغريزة، وعقل لا يفكِّر ولا يتغيَّر!

ما الحل؟ أنهتم لنجعل للناس سبيلا إلا سبلنا نحو السعادة؟ أم لا نهتم فتتحول سعادتنا إلى غرائز قط؟ تتحقق في الأكل والنوم والجنس وأشياء أخرى معلومة؟

هنا يبرز الجنوح في التفكير، في قفز الحواجز، والتحايل على حراس التقاليد، والبحث عن مخارج تجعل الناس يصفقون للقط الذي تجاوزهم ونفعهم وأسعدهم، وحقق لنفسه أيضا سعادته، غير الغريزية.

التقدم في أمر السعادة مرهون بنا وحدنا، وإلا سنموت مكاننا، وفي أحسن الأحوال  سننتظر المنقذ الذي نظن أنه سيخلصنا، ويحمينا من الأحلام التي تأبى أن تتحقق، وسننتظر طويلا جدا قبل أن يأتي، وقد لا يأتي.

تعليقات