2009-02-24

إذاعاتـُنا والإعلان!




أمرُّ بين وقتٍ وآخر، وأنا أجوب شوارع جدة، على الإذاعات الحكومية العربية التي تملكها بالكامل الحكومة السعودية، وهي إذاعة البرنامج العام الرياض، وإذاعة البرنامج الثاني من جدة، وإذاعة القرآن الكريم. ويجدُر بي أن أقرَّ بالتطور الملحوظ الذي طرأ على هذه الإذاعات، مُقارنة بسنوات قليلة مضت.

وبحكم ارتباطي بجدة، كان لإذاعة البرنامج الثاني من جدة النصيب الأكبر من ريعي وإنصاتي، الإذاعة التي برزت عندي ببرامجها الثقافية والفنية المتنوعة، والتي فيها من الابتكار والسَّبق ما يُشعرُ بالاعتزاز. إلاّ أنها - أي إذاعة جدة - خلـَصَت إلى تقليد mbc fm في بعض برامجها، وخصوصاً في البرنامج الصباحي الذي تقدِّمه، إلا أن هذا إجمالاً يُعد حِراكاً مجيداً لماءٍ راكدٍ لم يُسعفه وزير ولا مدير لأن يلحق بركب العصر الذي نعيشه، إلا مؤخراً.

لقد اتخذت إذاعة جدة لنفسها شعاراً تقليدياً، ولكنه ذو بُعد إيجابي لفئتها المستهدفة من التقليديين! إنه: "العين تعشق قبل الأذن أحياناً"، وأقول هذا لأنها لا تزال حكومية، ينقصها الكثير من الإمكانات والتقنيات لتـُوَسِّع من دائرة مستهدفيها، وتـُعلن عن نفسها بثقة في بقية الأوساط الإعلامية، بدلاً من هذا الوجوم الذي يسيطر على الاعتقاد السائد عنها، قبل أن يتغيِّر هذا الاعتقاد إذا مرَّ مذياعك على ترددها صدفة!

أنا لا أنادي بالخصخصة، لأني أعرف تماماً أن هذا المقترح قد طـُرح مرَّات ومرَّات! ولا أتساءل عن خفايا ما يدور وما يتداوله الإعلاميون من أن هناكَ تخطيطاً مُسبقاً لعدم محاولة تخطِّي إذاعات مجموعة mbc ومنافستها، واستقطاب مستمعيها الحصريين! ولكني أسأل: لماذا لا توجد إعلانات تجارية على إذاعاتنا الحكومية؟ في حين أن تلفزيوننا حكومي أيضاً بقنواته الخمس، وتتسابق المنتجات ووكالات الدعاية والإعلان على الإعلان عليه، وتـُدر عليه هذه الإعلانات مبالغ هائلة، جعلته ينفق الملايين على تغيير شعارات قنواته، وطريقة ظهور برامجه، ناهيك عن تغييره الجذري لخطط برامجه. هل إذاعاتنا مكتفية مادياً، وبالتالي تقنياً، وفنياً، ومهنياً، لتجنح عن فكرة استقطاب المعلنين على محطاتها؟

فكرت في هذه الأسئلة بصمتٍ حين كنت أستمع لإذاعة جدة، وسأنتظر، فلربما تتحدث مع القائمين... مِن هنا.

2009-02-17

متعة الفن!


يصعُب على المرء أحياناً الولوج إلى مفهوم إحدى الآثار الفنية التي تنتمي إلى حضارة معينة في حقبة معينة، ومعرفة أساس فكرتها، وتصنيفها في المجال الفني الذي ترجع ليه. وأعني هنا بالآثار الفنية، أي نِتاج إنساني جُعِل من أجل تصوير فكرة معيَّنة، أو للترفيه المحض رُبما، سواءً كان رسماً أو نحتاً أو مسرحاً أو أدباً بشقيه الشائعين: المنظوم والمنثور.


وأقربُ ما يُقرِّب صعوبة هذا الولوج هو عِلم الأدب المُقارَن الذي يختص بدراسة الآداب الإنسانية في بيئاتها وأزمنتها دون المَساس بتفرُّدها وإبداعها، كترجمتها أو محاولة وضعها في إطار غير الذي خـُلِقـَت فيه، فتضعف بنيتها، ويخبو نور بلاغتها، وتـُفهم على نحوٍ آخر مُغاير.


وذات الشأن ينطبق على كل فنٍ لا علاقة له بالعلوم التطبيقية، كهندسة وطِب ونحوهما. فإن الفنون على اختلافها كالزهرة الفاتنة، لا يسع أن نقتلعا من أرضها لندرُسها في بيئة غير بيئتها، وكالموضة المتجددة، فلا يصح بأي حال أن نوقع على موضة في حقبة غابرة، أسس وأبعاد موضة جارية أو متوقـَّعة.


إن من أساسيات النقد الفني، أن نـُطبِّق على المادة المُراد نقدها، قوانين الوقت الذي أنشأت فيه، وأن ندرسها في نفس الظروف التي ولدت فيها، مكانياً وزمانياً، وبذات اللغة إن كان الفن أدبياً، وإلا سنفشل، ولن تتحقق لنا متعة التلذذ بالفنون الإنسانية التي رافقت حضارات إنسانية تستحق الاهتمام.

2009-02-16

لا تتوقعي أكثر يا غزة!




في 3 يناير 2009 الساعة: 08:31 ص

يعتصر قلبي ما يحدث لإخواننا في فلسطين! فالخطب هذه المرة عظيم، والجَرحُ لا ينفك أن يلتئم حتى ينبجس أكثر من ذي قبل. وإن كنتُ قد حمدُّتُ الله – والحمد له أولاً وأخيراً على كل شيء – على ما يحدث الآن! فقد تحدد العدو، وانشكفت ملامح عدوانه، وظهرت بنتانتها وسواد سريرتها أدرانه، بعد أن حادت المسيرات واختلطت الأوراق من قبل، فحارب الفلسطينيون أنفسهم، وساعدتهم جهات إسلامية وأخرى عربية على إبادة بعضهم.

وها قد انجلت الغيوم عن وجه عدونا الأوحد المقيت، والذي لم يفرح كثيراً بتخبُّطنا واللعب بقلوبنا. الحمد لله على أننا مهما تجادلنا حول فتح وحماس، ومصر وإيران، وقطر والسعودية، وحزب الله ولبنان، ودور كل هذه الأطراف في القضية الفلسطينية المزمنة؛ أغار علينا المنطِق الحكيم، من مُنطلقٍ عمره أكثر من ستين عاماً، عمره بعمر وعد بلفور المشؤوم، ليعيد توجيه دعواتنا وصدقاتنا إلى نصرة الفلسطينيين كلهم على اليهود المحتلين جُلـِّهم.

والذي يعتصر قلبي أكثر الآن، هو تصديق بعض العالم للتبرير اليهودي بأن المقصود بهذه المجزرة حماس وأشلاءها! فناهيك عن كل ما فتكت به الحرب الدائرة حالياً من غير عناصر حماس المعنيين، هل يُعقل أن نعقل أن المقصود حماس وقد قامت مجازر أخرى سابقة قبل حتى أن تولد حماس على يد شيخها الشهيد أحمد ياسين؟ من كان المقصود بتلك المجازر سوى المقصود بالمثل المصري الشعبي الذي قاله عمرو موسى قبل أيام: “إللي تِعرف ديته، اقتله”.

معروفة هي دية الفلسطينيين، إنها كلمة تنديد واستنكار وشجب باردة دماً وإحساساً وقلباً وشجاعة، إنها على النقيض تماماً من التحركات العالمية للحكومات على كل المستويات إثر الأزمة الاقتصادية! “وهل يفيد بشيء، أو يُدخـِل في جيبي هـُلـَيلـَة في أن أذود عن حِمى عِرض أو حياة فلسطيني واحد؟” لا! فلا تتوقعي أكثر مِن دعواتنا والقليل مِن صدقاتنا يا غزة!

هكذا بدأت تستاء!


في 31 ديسمبر 2008 الساعة: 09:06 ص

وقفت تحملق في زجاج النافذة، تـُراقب كيف أنَّ الأمطار تنهمر، ولبحرها لا ينحدر سيل ولا نهر. كانت قد اعتادت في هذه اللحظات أن تحلم به، ولكن كان جُلّ الذي يتسلل إلى خالجها الآن كيف أنها اعتادت فراقه؟ كانت ولم تزل تكتب بسبابتها أحبك.. أحبك.. أحبك على زجاج نافذتها بعد أن تكسوها حرارة زفير اللهفة، كانت تكتب رسالتها هذه كل يوم قبل أن تنام. إلا أن هذه الليلة جاءت لتمنعها بعد أن أرخى الضباب ستائره على قريتها الصغيرة، واكتست الأزجَّة به من الخارج لتمنع كل داخِلٍ بعد أن تجاوزت حرارة غرفتها حدَّ النشوة!

هكذا بدأت تستاء؛ بدأت ترفض هذا الواقع الذي ينخل كل ما تطمح إليه، ليَردَهَا قشور الآمال. إنها لا تستطيع. كيف لها أن تنام قبل أن تكتب رسالتها القصيرة الحالمة؟

خطرت لها خاطرة! اضمحلّت كل التقاسيم؛ أحضرت مرآتها الصغيرة الدافئة، وفتحت النافذة، وباضِّطرادٍ أخذتِ النسائمُ المثلجة تغتال دفء غرفتها، ارتجفت، ولكنها لم تصل لمرادِها حتى الآن! أخذت أسنانها تصطك، ولم تبال! وي كأن ثوبها السميك استحال شفافاً، ولم تشعر.

الآن.. نعم الآن. أغلقت النافذة بسرعة، وقفزت إلى سريرها الأبيض، وأخذت تنفث على مرآتها الصغيرة حتى اكتست بطبقة من الضباب، ولم تسعها المساحة إلا لأن تكتب شغفها في كلمة أحبك واحدة. كانت واحدة، ولكنها قتلت كل الأشواق. تحسب أنه يراها. وضعت مرآتها جانباً بعد أن وقـَّعت بشفتيها أسفل الكلمة.

أرخت سدائل ذلك اليوم وكل يوم؛ وأطفأت آخر شمعة، وغابت لتحلم به في انتظار غدٍ جديد، أو أمس فقيد.

لـَن أهتـَم!



في 22 ديسمبر 2008 الساعة: 13:33 م


اعتليـني وامتلكيني من حيث تريدين

امحقي ضباب كتاباتي

ورُومي حولَ كلِّ حفناتي

واسكبيني حيثما غيركِ تجدين

فــلن أهتم!

لأني أحببتكِ دون عقل

وعقلتكِ دون قلب

ورحلتْ بكِ دمائي

إلى كلّ مساحات جفافي وغاباتي

لتـُحيلي الجافَّ ندىً

والسامي سَماً

وتستردّي بي اللاشئ

يا فتنة هيجاني وسكناتي





لن أهتم!


فالغافي استيقظ لمبسمٍ ضنين

واليـَقـِظ غفا على لحنِ الحنين

والجمالُ لم ولن يعرف طريقاً لشفتيكِ

يا عيناً سرمدية لجمال الخلود ورقة العَنودِ ومنبعاً حنين





لن أهتم!


فجيشُ احتلالكِ قصَفَ بعذوبتكِ أنوية مشاعري

وفاضت بكِ الطبيعة لحاقاً.. والتصاقاً.. وتطبيعاً

تريدُ أن تصل لحرفٍ من معلّقاتِ حفنة ما تحملين

أو لتلعقَ شهداً سوّركِ بهالة ليستْ لبدرِ دُجَىً دجين

لتعود الطبيعة خائبة بائسة هالكة فما بكِ ليس لغيركْ

وليسَ لذي كبدِ سوى آثارُ سيركْ

وكلّ الشعوب لن ترثي مرثيّاً كما ستبكي ..

دُنـُوَّ أطرافَ ممالكِ عينكْ





ومع كلّ هذا.. لن أهتم!


لأني سلسَلتُ معصمي بعَرشِكْ

وشخصتُ بعيني بُغيَة رمْشِ رِمْشِكْ

وقيّدتُ قليلي عبداً لقلبِكْ





لن أهتم!


فبكِ .. لن تسعد روحٌ غيري

لأنّكِ أترفتني بأغلى ترف

أترفتني بحبّك

نقطة الفـَناء



في 2 ديسمبر 2008 الساعة: 10:04 ص

من الطبيعي جداً أن نخسر لكي نربح! وأحياناً تكون الخسارة أكبر من الرِّبح، كأن نخسر حياتنا في غمرة نشوة عارمة، ثارت وهدأت في ثوان، وهنا سنوصف بالنـَّحس والخيبة. وأحياناً يكون الرِّبح أكبر من الخسارة، كأن نخسر حياتنا في سبيل أهدافٍ نبيلة راقية، وهنا سنوصف بالبطولية والإقدام.

تختلف الأوصاف على اختلاف الغايات، لا الوسائل! وهنا يأتي الدور الكبير للنوايا، ولا أعلم بالنوايا إلا خالقها. إلا أن البشر دأبوا على إطلاق الأوصاف بما يتفق مع أهوائهم، فالغانية الداعرة ترى المؤذن المتقاعِس مِثالاً للولاء الديني، والنائبة العابدة تراه عاصياً خذله إيمانه الضعيف، فاغتر بالنوم عن الأذان لبعض الصلوات!

وهكذا تـُطلق الأحكام وتـُبرَّر بما نحن عليه، شِئنا أم أبينا، إلا إذا استطعنا الوصول إلى نقطة الفـَنـَاء، النقطة التي بدأنا منها وسننتهي إليها. فهل سنستطيع الوصول إليها قبل أن يحين موعد رحيلنا إلى الحياة الآخرة؟ نعم! إذا تأمـَّلنا وجود الإنسان، وسَبَرنا وحل أخطائه، وقللنا مِن أهمية الانعكاسات السرابية التي نراها أحياناً في أناسٍ من حولنا، وإذا غرقنا في اختلافاتنا التي لا تنتهي. عندها سيسوقنا إيماننا بالتعددية الأخلاقية إلى تلك النقطة، نقطة الفـَنـَاء، ونقف بذهولٍ على متنها، حين تمرُّ أمامنا مشاهِد فاضِحة لنفاقنا الاجتماعي، وعاداتنا التي أخذنا نعبدُ بها الله، وسوء إدارتنا لحواراتنا، وحياتنا.

إنها لحظات! لـَن تتعدى وقت غـُدوِّ موجة بحرية ورَوحتها، نـُلفِت فيها قلبنا إلى ما عَقِله عقلنا فوق تلك النقطة، كأن تـَغمـِس الخبز في أعز أطباقكِ إلى معدتكِ، آخذاً به إلى فمك بعد رحلة تلهـُّف، منهياً مرحلة شوقٍ عظيم، تـُجهز عليه بيدك، وتعيد الكرَّة، وكأن اللذة لا تنتهي، وكأن النهايات لا تنتهي.

لا مُبرر لوجود نقطة الفـَنـَاء فوق كل القمم، وأسفل كل أنواع الفشل، إلا لنصعَد إليها أو نغرق لها، مُصافحين قبل كل شيء، قبل المشاهـِد الفاضحة لسَوءاتِنا، أرواحاً أسأنا لها كثيراً، متيقنين مِن أنَّ الرِّبح لن يأتي إلا مع الخسارة، وقد نخسر أعز ما نملك إذا لم ننتبه. هذا إذا لم نكن قد خسِرنا بالفعل، وبقيَت أرواحنا، ونحن في طريقنا إلى نقطة الفناء.

السَّرائر المخفيِّة!



في 24 نوفمبر 2008 الساعة: 08:32 ص

كنتُ قبل أيام في زيارة لأحد أصدقائي، وكنا نتحدث في أي شيء حتى انتقلت الدَّفة إلى الأزمة المالية العالمية، حين علـَّق: “هذه الأزمة هي من تدبير وتخطيط دقيق قامت به حكومة أمريكا، صدِّقني يا محمد.. أنا أعرف.. أمريكا هي من دبَّرت هذه المكيدة للعالم”!

أخذني تعليقه - الذي ابتسمتُ له دون تعليق – إلى تذكر زميل قديم لي في العمل، كان يؤمن بنظريات المؤامرة حتى النخاع، لدرجة أنه كان يربط فوز الإتحاد على الأهلي بالنزاع في فلسطين، وأسعار الأسهم بكفاءة مدرِّسي المرحلة الابتدائية! كان مهووساً بالتنظير والتحليل والتفصيل، ولأني جادلته مرَّة، أصبحت أستمع له مبتسماً كل مرَّة… دون تعليق!

لا أحْذَقَ ولا أنقى عندي من الإيمان بالظاهر البيِّن، والحكم بالأسطح والقشور والأغلفة، فمالي والدوافع النفسية والأفكار الداخلية والسرائر المخفية؟ إلا إنْ كانت الحُجج قوية، والمظاهر أشاحت عن مخابـِر جليـِّة، حينها – أكرر حينها فقط – أستلم زمام رحلة التفرُّس والتأمل، والتوقـُّع والاستنتاج، واضعاً نـُصب عيني أنَّ الظاهِر يظل أكفأ لإطلاق الحُكم. وأنَّ المُداراة نهجٌ نبوي يجب أن أحترمه في الآخرين، كما يسرُّني أن يحترمه الآخرين في.

لعلَّ الإحساس بالظلم في بعض نواحي الحياة، يصنع من البعض رجالاً شكـَّاكين ظانـِّين بأنـَّا نعيش وسط حربٍ شعواء، لا ينتصر فيها إلا سيء الظن والاعتقاد والعارف بتدابير السرائر المؤامرات. بينما يغفل هؤلاء الرِّجال عن أنَّ العفوية المشوبة بالذكاء، والإيمان بأنَّ الكل طيِّب ورائع حتى يثبـُت العكس، وأنَّ الحقَّ سيغلب ولو بعد حين، وأنَّ نصف الفلسفة إلحاد وكلها إيمان؛ لـَسلِمت أوقاتنا وطاقاتنا من عبثِ سفسافِ الشؤون وسفاهة الظـُّنون، ولـَعشنا مبتسمين راضين، نتنقل من حدثٍ إلى آخر، وموقفٍ بعد موقف، متلذذين بالنجاحات، متعلـِّمين من الإخفاقات، مكرِّرين للمحاولات بعد تطوير ما يلزم من أساليبنا وشخصياتنا، وسُبل تناولنا لحياتنا.

وطـَّنـْتـُكِ كلَّ آمالي!



في 19 نوفمبر 2008 الساعة: 08:24 ص

لستُ بِراءٍ ما فعلتهِ فيَّ..
إلا كطير مُخْضَوضَبٍ بلا ريش
ظننتكِ زماناً طفلتي..
هُدبتي التي لا تطيش
سقيماً بدوتُ فمرَّضْتِني
قليلاً كنتُ فزوَّدتني..
ولكني لم أكن أعلم!
أنَّ الموتَ أحياناً أبقى..
والعَيش لا يعيش


تهبين الحب كدمعة بمـِقطار
وتعبرين نكستي
وتكتبين مسْحَتي
وإن يمَّمتُ عنكِ أنأيتني، وقلتِ حَذارْ!


لستُ عليماً أنا بما تحت العيون من الهوى
ولكن أردفيني، فـَلِي أيامٌ بمنعَرَج اللـَّوَى
شربتُ البئرَ، وما حَوى
وكذَّبتُ حظي، ومَا روى
إلا عينيك..
قادتني جـِذالاً
وقتلتني سِجالاً
فَرُمتُ وحُمتُ
أتزعُمينَ بعدَ كلِّ هذا أن اللين عندك ما ثـَوى؟

أتذكرين يومَ أن أنضَّـدتـُهُ عنكِ، فورَّد خدك من فرط الحياء؟
أتذكرين لحظة أن لمستـُهما، فكانتا بربي أرق من الهواء؟
أتذكرين نظرة، أعقبتها همسة، تلتها ضحكة، بعدها رشفة سلبت ظلاماً ووهبت ضياء؟
أتذكرين الطرائف والروادف والمطارفَ كقبسٍ نـَصُوبٍ في برد الشتاء؟
تأملتُكِ وتأمَّلت كل هذا..
فكان أثقل عليَّ مِن غريقٍ بماءٍ مِن فوقِهِ ماء


وبعد..
رأيتك في كل أعتامي تـُدخليني روضة، ولكن دوني أبوابها
أسمَعْتـِني عبثاً
وأروَيـْتـِنِي شفقاً
وأدفأتني برداً
وقلتِ قضاءً، وحبي سماءً .. ولكن أين أسبابُها؟


ذبذبتِني حولـَكِ
أبلاني طَـَوْلـَكِ
أبشر إن عُدتِ
ولكن ما أسرع الصُّدوع في الدنيا حين يجتمع أحبابُها!


احتوتـْنِي كلُّ حلقات الصبر على الرجوع
أرهبتني لحظة الليل البهيم وقتَ الطلوع
هل عيني غداً ساعدة أم باسرة أم حائرة، تـُقيد الشموع
وطـَّنـْتـُكِ كلَّ آمالي، قبلَ نهايتي..
عند عجزِ حلولِ الصُّروع.

أمَّا الغريب!



في 28 أكتوبر 2008 الساعة: 09:29 ص

“السياحة ليست سوى بغاء قومي!” هكذا زل لسان الأمير فيليب، الزوج العتيق لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية، حين خرج بهذه الجملة أثناء زيارته الرسمية لسلوفانيا الأسبوع الماضي، والتي حاول أن يصف بها امتعاضه من السُيَّاح الذين يُثيرون المجون في بريطانيا! الأمير فيليب الذي اشتهر بزلات لسانه وأخطائه المُحرجة للعائلة الملكية في بريطانيا، والمُستدعية أحياناً لاعتذاره الشخصي، يُذكر عنه أيضاً أنه قال مرة بالحرف الواحد - ولكن باللغة الإنجليزية بالطبع - لأحد الطلاب البريطانيين في الصين: “إذا مكثت هناك فترة أطول ستصبح أعينك ضيقة.” مما أثار غضب الحُكومة الصينية. ومن بين حوادثه المُخجلة أيضاً توجهه بحديثه إلى مجموعة من الموسيقيين خلال مشاركته في فعالية لجمعية الصم البريطانية قائلاً: “أأصمٌ أنت؟ إذا كنت تقف قريباً من هناك، فلا عجب أنك أصم!”.

الفصاحة هِبة، وعُذر الأمير فيليب أنه تنقصه هذه الهبة. إنه ليس سياسياً ولا يُمثل حزباً أو وزارة. إنه زوج الملكة، إنه اختيارها ومُرادها، فليس بغريب أن تتغاضى أسرتها عن زلاته وحوادثه. ولأنه زوج الملكة، تحتم عليه أن يقوم بأنشطة معينة، منها الزيارات واللقاءات، التي عنها تتأتـَّى زلاته التي لا أظن أنه يقصدها، ولكنها صعبة الامتناع، لأن من الواجب عليه أن يُمثل دور زوج الملكة بخروجه عن دائرة بلاط القصر الملكي، ولقاء الناس والمجتمع… والإعلام.

أمَّا الغريب! أمر أولئك الناس الذين لا يُجيدون انتقاء تراكيب الكلمات، ولا اختيار التعابير أو يقدرون على وزن الإجابات، ويُلحّون في الخروج للإعلام، ويتفننون في نبش المواضيع، والتحدث في أي شيء وكل شيء، فيقعون في أفخاخ زلات اللسان، منساقين كما تنساق الأمواج لتضرب بعنفٍ رقة الشاطئ المنتظر المُحب، فينقلب المنظر، ويستحيل الحُب اشمئزازاً، والانتظار إشاحة وتجاهلاً، والرِّقة تحفـُّظاً وارتياباً.

نعم! إني أقصد ثلة من المشاهير، غير مَجبورة على القيام بدور المُصرِّح الحذق، أو المتحدِّث الجهبذ اللبق، أصابت جمهورها بالحِنق والاستياء، جرَّاء كلام غير مسؤول، انقلب المراد منه عبر خيانة عُظمى للتعبير، فأورد صاحبه أبشع الموارد، وزجَّ به إلى أويل الدَّركات. أحاديثٌ عن جنسية الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخرى عن الأديان، وبعضها عن المرأة السعودية، وآخرها قبل أيام! عن أن علاج المرضى النفسيين بالقرآن – كلام الرحيم الرحمن - يُفضي إلى التشدد.

أعرف أنه من الطريف، والفضول الحميد، أن يُسأل المشاهير أسئلة خارج حدود إبداعاتهم التي عُرفت عنهم، فتأتي إجاباتهم إلى مُحبيهم شفافة عفوية، تـُشبع بعضاً من جوانب تعلقهم واعتبارهم أن مَحبوبهم قد يتشابه معهم في بعض المناحي والرُّؤى، ولكن الأجمل من كل هذا أن يعي المشهور أنه تحت المجهر، وأن أي خلل في هذا الجزء من التعبير أو ذاك، سينتهك قدسية رمزٍ مقدّس أو فضيلة مُسلمٍ بها أو يُعد خروجاً فادحاً عن الذوق العام، قد يورثه ملاماً لا ينتهي، وحقداً عنه الاعتزاز سيخف إن لم ينمحي.


شاطئ البحر!




في 25 أكتوبر 2008 الساعة: 14:14 م

على شاطئ البحر وحدي وقفتْ
أرخى الليل خمائل الدجى وكحل عينيكِ به تأملتْ
بدرٌ ساحر.. موجٌ هازج.. نجمٌ ساطع.. به إليكِ نظرتْ
وحدي
على ضفاف غربتي
تحت وطأة عزلتي
وحدكِ تذكرتْ



هُنا ..

كل شئ ساكنٌ.. جامدٌ.. ساحرٌ.. كحبكِ لي..
احتمليني.. فمن عقلي تجرَّدت!



عِلَلُ الزمان تصيبني

منظر الحرمان يُهيبني
سفنٌ بارِقها كفاجعةٍ توقعتُ وأسلمتْ
حُبكِ هو ما أريد
قربكِ هو ما أريد
عن كل مساوئ الواقع عقلي أرهقني حِمَماً ..
فمنكِ لأجلكِ حاربتْ



ذودي عني

فطفلُ قلبكِ تمزقه أحداقٌ لم ترَ شرقاً كشرقكْ
آمالٌ كادتِ الهذيان
أصداءٌ عانتِ الحرمان
ورودٌ استحالتْ
وقلوبٌ استجارتْ
ومقلٌ رأتكِ بدراً .. كما حملٌ في وسط بستان!



حتى عندما أشتاق

أحولُ دون عقلي، مخافة الرَّفضِ بُغيَة الإذعانْ
ما أجمل أن يحب الإنسان بكل جوارحِه
بكل ذرَّات كيانه
رغبةً تخالها رهبة، ووصلاً تظنـُّه حرمانْ



أعودُ لأقيس مساحة عشقي بوردٍ أصفر

يغطي مساحة نهديكِ
أضعُهُ وأبكي كما بُركان
لا تجود النفس إلا بما تملك
حِكمةٌ تطعن في قوانين الحياة
في تشريعاتِ العصور
في كل ما يملك الإنسانْ



هل السعادة في القرب أم في البعد؟

لا أدري! فكلاهما عند الكثير سِيَانْ
لو أن الهجر لكل العشاق ..فالوصلُ اجعليه لكِ
فكلُّ مساحات يقيني بأنك باقية ..
هيَ ببقاء زرقة البحر وروعة الرمالْ
والباقيانِ ببقاء شغف الكمالْ
كلُّ ذلك أيقظته فيّ ..
كما حكمة أزلية تحكم بأنك تحملين كل محاسن الإنس والجان!



هِمتُ فيكِ

ولظى خيالي يرغمني على تذكّر..
تأمّل..
تحمّل..
كل لحظة عشتها معكِ، مِن لحظات الحب والحنان
أيا أملي
أيا روحي
أيا جسدي
أيا أمنية طال مطلبها في كل لحظة ..
أتذكر فيها يوم أن كادت منيتي تغتالني وأنا بين ذراعيكِ
حين فوقي يدٌ.. وحولي أذرعٌ.. وتحتي نهدانْ!



لا أقول عودي ..

ولكن جودي على روح وهبت كل مشاعرها لقلب لا يعرف الطغيانْ
بل أنه مدرسةٌ للإحسان
يا مالكة قلبي
يا إنسيّة.. بل ملاكاً من روض الجنان

صحيفة المدينة: الإعلان يخترق الجدار الاجتماعي بالـ “المعرفة الرقمية”


التحقيق التالي يشتمل على حوار أجريَ معي حول الإعلانات في منطقتنا العربية عبر الصَّحفي المميَّز محمد الحامد، وقـَد نـُشر اليَوم في جريدة المدينة (مُلحَق الأربعاء).


الأربعاء, 22 أكتوبر 2008
محمد الحامد - جدة

تتسلل الأفكار الموضوعة بعناية حتى تستقر داخل عقولنا، ندرك ذلك أحياناً وغالباً دون وعي! نستيقظ على تراكم من الصور القابعة في ذاكرتنا، هذه الصور لم تكن إلا رسالة قصيرة بعثتها إلينا «الإعلانات» في قالب فاتن، حين تسابقت شركات الدعاية والإعلان على اقتناص الوقت المناسب لاصطياد المشاهد/ المستهلك، وتمرير مادتها المُركزة، ويبقى للمتلقي القرار: القبول أو الرفض. وفي متابعة موجهة لم يُبث في الإعلام نجده يعتمد على الإعلان كركيزة وداعم، ونلمح مدى تأثير كل منهما على الآخر، فالقناة ذات الحضور الواسع تتعمد اختيار المواد الأقوى والأغلى بالتأكيد، لتحصل على مردود مالي مرتفع، إنها علاقة طردية مُحسومة سلفاً للأفضل.. ونلحظ في الطرقات هذه اللافتات المُوجهة لجذب انتباه المارة، ومدى التنافس بين شركات الإعلان لإثارة فضول المتلقي، وتحريضه للحصول على مُنتج ما. إنها رسائل مباشرة أحيانا، وقد تكون ممررة إلى العقل الباطن في الغالب.
Bildunterschrift، ويقول خبير التسويق «مايكل دومسالا» أن الإعلان التقليدي سواء التلفزيوني أو المطبوع يعيش أزمة حالية حيث أصبح يفقد أهميته وقيمته لدي المستهلك. وأشار إلى أنه بالرغم من إنفاق 90 في المائة من ميزانية الإعلانات عالميا حاليا للإعلان في وسائل الإعلام التقليدية، وذهاب 10 في المائة فقط للإعلان على الإنترنت، إلا أن تأثير الإعلان عبر الانترنت على المستهلك يحتل المرتبة الأولي ويأتي بعده الإعلان التليفزيوني.
كما بينت الدراسة أن الإعلان الشعبي له تأثير قوي وخاصة في مجالات شراء أجهزة الكترونية جديدة، وعروض شركات السياحة و الخدمات الصحية، حيث أن المستخدمين يأخذون أراء بعضهم البعض عبر المنتديات أو صفحات الإنترنت الخاصة بتقييم المنتجات أو مواقع تحميل الفيديوهات مثل اليوتيوب.
وأكدت الدراسة أنه لابد من استغلال هذا التأثير القوي للإعلان الشعبي والبحث عن طرق أفضل لتحقيق أعلي فائدة منه، وخاصة أنه مازال هناك مستخدمون لا يثقون في صحة المعلومات التي يحصلون عليها من شبكة الإنترنت.
وفي دراسة لعبدالرحمن حمود العناد «قسم الإعلام - كلية الآداب - جامعة الملك سعود - الرياض» عن “تقدير البالغين لأثر الإعلان التجاري في التلفزيون على السلوك الاستهلاكي للطفل” وصل إلى : الهدف من هذه الدراسة هو معرفة الآراء المدركة والملاحظة للإعلانات التجارية على الأطفال، وقياس اتجاهات وآراء البالغين في مدينة الرياض نحو الإعلان التجاري الموجه للطفل، والتعرف على نوع العلاقة بين الاتجاهات والآراء من ناحية والآثار المدركة والملاحظة من ناحية أخرى.
وفي دراسة ميدانية على عينة من طلاب جامعة الملك عبدالعزيز عن مصداقية الإعلان التلفزيوني أوضح عبدالوهاب بن عبدالله بغدادي «قسم الإعلام - كلية الآداب - جامعة الملك عبدالعزيز - جدة» أن الدراسة استهدفت الكشف عن طبيعة اتجاه المتلقي السعودي نحو مصداقية الإعلان التلفزيوني، من حيث درجة مبالغته وتزييفه للواقع وامتداد ذلك واصطدامه بالقيم والأخلاقيات السائدة في المجتمع السعودي، وقد اتخذت الدراسة من طلاب جامعة الملك عبدالعزيز بجدة مجتمعاً لها وقام الباحث بسحب عينة من هذا المجتمع بلغت (300) طالب تتراوح أعمارهم بين 18 - 30 عاماً، واستخدمت الاستقصاء كأداة لجمع المعلومات. وكشفت الدراسة العديدة من النتائج المهمة ومنها الآتي:
ارتفاع درجة تعرض شباب الجامعة للإعلان التلفزيوني وصلت إلى 90% من عينة الدراسة.
يرى 53% من أفراد العينة أن الإعلان هدفه النهائي هو البحث على شراء ما يعلن عنه. اتسم الاتجاه العام للعينة نحو الإعلان بالسلبية حيث يرى 81% أن إعلانات التلفزيون السعودي تقدم معلومات سطحية. يتفق 88% على أن الإعلان في التلفزيون السعودي يتميز بعدم المصداقية، ويرى 80% منهم أن الإعلانات مضللة بل ووصفها 76% بأنها كاذبة. امتد الاتجاه السلبي إلى حد أن 80% يرون أن الإعلان التلفزيوني يزيف الواقع. وأشارت الدراسة إلى ضرورة إعادة النظر في الضوابط القائمة حول الإعلانات التلفزيونية حتى يزداد التزام الإعلانات بقيم وعادات المجتمع السعودي.
>>> وفي حوار مع (الاربعاء) ذكر الأستاذ محمد سعود جمال كبير الكُتَّاب الإعلانيين في IMPACT BBDO العالمية للدعاية والإعلان، أن هذه الطفرة الإعلانية، وذاك الزخم الهادر بالإعلانات في السوق العربي، والسعودي منه خصوصاً، ساهمت في قوته وغزارة حضوره عدة عوامل، هي:
تفكك مفهوم الاحتكار، واحتدام المنافسة بين الشركات التي تسعى إلى استقطاب أكبر شريحة من المستهلكين. الانتشار الكبير للوعي بأهمية الإعلان بين أصحاب الأعمال ومُلاك العلامات التجارية، والإيمان بجدوى الإعلان وتأثيره على المبيعات.
وأخيراً، شدة التنافس بين شركات الدعاية والإعلان نفسها في التفنن بالفكرة الإعلانية وابتكار السبل المختلفة للوصول إلى هدف العميل المُعْلِن، ودخول الشركات الإعلانية العالمية إلى مضمار السوق الإعلاني السعودي لتتنافس فيما بينها، ناهيك عن تنافسها مع شركات الدعاية والإعلان المحلية. ومع ذلك، فإن هذا الطوفان العظيم، والسيل العرم المقيم، ليس بغريب على الأسواق التي تتسم باقتصادات قوية وراسخة، ولكنه عُد ظاهرة غريبة ودخيلة على منطقتنا بحكم التوسّع المضطرد الكبير لسوق الدعاية والإعلان في فترة قصيرة لم تتدرّج بالمتلقي إلى الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة، حتى أصبحت السعودية سوقاً إعلانياً ضخماً، ومبالغاً في ضخامته، في زمن قياسي.
أما بخصوص المتلقي فكان رأيه: يلمح سؤالك إلى أن هناكَ (تلوثاً) إعلانياً، وخصوصاً في التلفزيون والراديو، يُصاحب المسلسلات والبرامج الناجحة. لقد شاع أمر تضجّر المتلقين لهذه الإعلانات، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك؛ إلا هذا (التلوّث) طبيعي إذا نظرنا إلى الأمر من ناحية أن هذه القنوات والمحطَّات (مجانية) تعتمد في دخلها بنسبة كبيرة على الإعلانات، وتزداد نسبة هذه الإعلانات باضطراد في القنوات التي تنفق مبالغ طائلة على تقديم برامج ومسلسلات حصرية عبر قنواتها. فنحن في الوطن العربي عموماً نتميّز عن بقية العالم بأنه يغلب على الجمهور اقتناء القنوات والمحطات المجانية، وتقل عندنا بالتالي نسبة اقتناء القنوات المشفرة أو المدفوعة التي تقل فيها نسبة الإعلانات بشكل كبير، والمشاهد أو المستمع في النهاية هو من يختار ماذا يُشاهد، وبماذا يتأثر. أما عن التنافُس، فهو صحِّي بحد ذاته، لأنه يتفنن في لفت انتباه المتلقي، واستثارته للوصول للهدف المنشود من الإعلان.
النقطة الأكثر حساسية تمحورت في عنصر الإثارة، وعنه أوضح محمد جمال: يعتمد وجود عنصر (الإثارة الجنسية) في الإعلان بمنطقتنا على هدف صاحب المنتج من الإعلان، ونوع المنتج، والفئة المستهدفة. فأنت لن تجد إعلاناً - بأي حال - عن مدينة اقتصادية أو اكتتاباً أو عقاراً في المدينة المنورة أو مكة المكرمة به عنصر إثارة جنسية. أما التلميحات التي قد نراها وقد تستثير البعض ما هي إلا وسائل مدروسة للفت انتباه المتلقي، تم إقرار وجودها في المادة الإعلانية بعد استفتاءات وأبحاث وثقت جدوى وجودها في المادة الإعلانية قبل عرضها، وذلك لحساسية وجود مثل هذه العناصر بالإعلانات في منطقتنا المُحافِظة. على أن وجود هذه العناصر - عموماً - يجب أن لا يخدش الحياء العام أو يتجاوز الواقعية والمسؤولية الاجتماعية. وأشير هنا إلى أن شركات الدعاية والإعلان -في نهاية المطاف- ملتزمة بسياسات وقوانين كل وسيلة إعلانية تُعلن من خلالها. أما بخصوص الفرق بين الإعلانات التلفزيونية واللافتات الموزعة في الطرقات؟ غير الفرق الكبير في التكلفة الذي يرجح كفة إعلانات الطرقات أو الـ (Outdoor) حيث أنها الأرخص، تمتاز الإعلانات التلفزيونية -بالمقابل- بنسبة مشاهدة أكبر، وإمكانية احتواءها على بعض التفاصيل الإبداعية في الفكرة أو المفهوم، وقد تحتوي أيضاً على بعض المعلومات حول المنتج أو الحملة الترويجية وذلك لاتساع وقتها، وتتفرّد بمخاطبة حاستين في المتلقي مما يزيد من قوة التأثير، وتتمتع الإعلانات عبر التلفزيون أيضاً بقدرة تحكم كبيرة في تقنين إصابة الفئة المستهدفة من الإعلان من خلال اختيار البرنامج المُراد بث الإعلان خلاله ووقت بث الإعلان. في حين أن إعلانات الطرقات يُلاحظ عليها الإيجاز وتحدِّي لفت انتباه المار بالقرب منها خلال ثوانٍ معدودة واستثارته بالمادة الإعلانية.

وصلة التحقيق: http://www.al-madina.com/node/64076/arbeaa

تظنُّ لأني أحبها!



في 16 أكتوبر 2008 الساعة: 18:39 م

تظن لأني أحبها
وغارق في لـُبِّها
أني سأعُدها..
مقالاً رتيباً
أو رسماً قديماً
حرفاً عادياً به سأشُدّها



تظن لأني أحبها

سأبيعها كلمة
فصلاً ككنهها
كغنجها
كجنوني بها!
تظن لأني أحبها
ببعض بعضي سأحدّها!



تظن عسلي لغيرها، صار

ووقتي عصفورٌ لسواها، طار
تظن أني هديرٌ دون بِحَار
وضريرٌ دون سيّار
تظن أني انتثرتُ، صارخة:
“لَمْلِهُ يا زمني.. في ثمَّةِ محّار؟”



ولم تظن أنِّي أغنِّي

كنتُ لها، وسأكون
لم تظن أنَّ فنّي
دونها، ضربُ جنون
وأن “شَنِّي ورَنِّي”
بعدها، يأسٌ محزون
وكذبٌ مفتون
ورأسٌ حَبيسٌ مجنون



ظُنِّي لأنكِ تُحبيني

أني بكِ أكتبُ وأدور
وأني أسقي الكُل حُبور
برسمكِ الغنَّاء
وروحكِ الرَّواء
أسعدكِ، وأنا
وكلي حبٌ موفور

ورقة في هواء!



في 16 أكتوبر 2008 الساعة: 18:26 م

ورقة في الهواء
سوداء غوغاء
تسبح في زوبعة
وتغني حريَّة هباء
تكره نور الشمس
وتهوى للتَّرف الطمس
إن كان من الحُكماء
هي عطشى لأي أضواء!



مبدؤها الغبي جنى

كل سفاهة (بوش)
“إن لم تكن لنا وبنا
ففكرك مسموم مغشوش
وقلبك مهما صفا
وخلقك لو بلغ النهى
فصمتك بالحنظل مرشوش“



ورقة سوداء نفيقة

تدّعي الانفتاح
وأن للسعد ليس مفتاح
سوى ركب تيك الخليقة
ولا تؤمن بسوى رأيها
وتكذب ببطولة سَجنها
لا تعرف سوى آرائها الصفيقة



حقوقية، خروجية، هاجنة

تريد حُكماً بطريقة ماجنة
هي ورقة دعاة التغيير
بهمجية عنجهية
وبأسٍ هزيلٍ غرير
دون رأي الدين
أو الأمين
هي فقط..
في غير موضعها
تطلق قواها الكامنة

ربع تولة مسك!



في 16 أكتوبر 2008 الساعة: 18:15 م

على اختلاف المكان والزمان، تختلف القيَم والشيَم، ويتباين هذا الاختلاف أكثر، وتحتد ملاحظته في المجتمعات المختلطة، كمجتمعات المدن الكبيرة متعددة الجنسيات والثقافات، المجتمعات التي انشغل أناسها بالمادية، ومواكبة الموضات والتحسينات الظاهرية، مناقضة بذلك مجتمع المدينة المنورة الذي نشأت فيه، وشربت خصاله مع الحليب.

يشيع عن أهل المدينة طيبتهم، وصفاء سريرتهم، وهذا فخر ليس بالهين ولا بالقليل، والحفاظ عليه أهم من الرقص على وقع ثنائه في الآذان والوجدان.

ففي أبسط صور هذا الاختلاف، يتجلى حس التآخي والود، دون سابق معرفة أو لقاء، كأن تسمح لأحدهم بالمرور من أمام سيارتك راجلاً أو راكباً فيسلم عليك مبتسماً ومعبراً عن شكره. إنك لن تجد مثل هذه المُثل إلا فيما ندر في مدينة أخرى سوى المنوّرة. وكذلك السلام دون معرفة، والإيثار في صفوف البنوك والدخول من الأبواب والتقديم لصفوف الصلاة، إلى غير ذلك.

ما جعلني أهتم بهذا الأمر وأتأمل حُسنه ما حدث لي قبل أيام في هذا الشهر المبارك، حين انتهيت من صلاة الفجر في مسجد قباء، خلف الإمام الشيخ محمد خليل ذا الصوت الشذي العذب، وأثناء مروري بين الباعة الصادحين بأسعار وأصناف بضاعاتهم، استوقفني بائع عطور شرقية أراه كل يوم في ذات المكان، فساقني الفضول حينها لأمر على ما يبيع، وفجأة وقف إلى جانبي شاب تسبقه ابتسامة مزوحة. سألني الشاب عن رأيي بأحد العطور، وأردف سؤله بأن أساعده في انتقاء عطر مناسب للذهاب إلى الحرم والمساجد، فأشرت عليه بأحد أنواع المسك الذي أعجبني. ودون تردد، طلب من البائع أن يعطيه ربعي تولة (التولة هي قارورة قياس العطر الشرقي)، وأهداني ربعاً بعد أن أصرَّ عليَّ أن يدفع هو قيمتها!

قبلت الهدية الجميلة، ومن شخص لم أره في حياتي! فأي طيبة كطيبة أهلك يا طيبة، وأي مكان في الدنيا يهدي فيه المشترون من جاورهم مثل ما اختاروا لأنفسهم دون سابق معرفة؟

لله درّك يا مدينة الكرم، يا مدينة خير الأنام، صلى الله عليه وعلى آله.

ضِفــَّة الصَّمت!



في 31 أغسطس 2008 الساعة: 11:08 ص

لقد كنتُ قد قللتُ من الإمعان في القضايا السياسية، والتنبؤ بالتحرُّكات والتعزيزات الهجومية أو الدفاعية، وكذلك تأمّل الحروب الباردة أو الساخنة، والانتخابات والانقلابات والتحزُّبات، بعد أن استنتجتُ أنها مضيعة للوقت والمال. وأني، كإنسانٍ عادي، ينتمي لحزب الشارع، ويؤمن بالفعل المضارع، لن أقدِّم أو أؤخر ولو بعد حين.

وقبل أيام، قال لي صديق عزيز، وطبيب في القوات المسلحة السعودية، بعد أن استرسلتُ في سردِ مشكلاتنا اليومية، كمواطنين سعوديين: لا تتعب نفسك، فالحديث في هذه الأمور لا ينتهي. ولا أدري هل قالها لأنه ضابط، ولا يودُّ ضبطي، أم لأنه عاجز عن كبح جماح ثرثرتي.

خلصتُ بعد تأملات قصيرة المدى، إلى انعدام الفائدة من الشكاية والنواح، على ما لا أستطيع تغييره بجوانحي ولساني، ولأترك لقلبي اليقِظ العَنان لتغيير الكائن والذي سيكون، ولأنهجَ منهجَ الغريب الذي يطلبُ الكفاف، والعفة في مكانٍ وُجدَ فيه ليُسعِد ويَسعَد.

قد يصفني الثوريون بالخائن، والوجوديون بالبائس، والحقوقيون بالعائب، بعد هذا الجُنوح إلى الصمت، وليكن! فالثورة هي الثورة على النفس، والوجود هو الله، والحق هو حق الدنيا عليّ، وحق الآخرة مني. ذاكَ الصَّمتُ، إنه الضِّفة التي احتضنتني، وآلت عليّ إلا التناجي مع تلك الروح الغالية، وتحقيق أقصى درجات التأمل في كل ما يدور إثر دوران الأرض، ويثور إثر ثوران البراكين، ويسكُن إثر سكون الرياح.
إنه التوازن بكل صوره، والمنطق بكل أشكاله، إنه: (ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأكَ لم يكن ليصيبك)، ومشاكلة ذلك بحكمة نبوية فريدة: (لا يرد القدر إلا الدُّعاء)، فيكون الوقوف الشفاف بين جبلي التخيير والتسيير، في وادي الإيمان العميق بحُب الله لعُبَّادِه المطيعين، ذاك الوادي الذي يطردُ عنه كل ذي نفسٍ سحيقة القرار، فارغة الأغوار، لا تسمع عنها إلا جلبة وقرقعة.

إنها ضِفة التصالـُح مع الحكومات والمحكومات، والناس بكل الأجناس، بكل النواميس، بكل القواميس، بكل القرابات والغرابات.

ورمضان، يا له من شهر عظيم! يا له من رحلة تهذيب ممتع، تـُقتل فيه أوامر النفس الخطـَّاءة رحمة بها، وينقشع عن الأنفس البيضاء فيه الرَّانُ تلوَ الرَّان، لتستوي على كفتي الاتزان الوجداني المبارك.

يا بيضَ القلوب، أنتم بخير، أنتم من أهل الرَّيان
.. عسانا يا ربِّ منهم

صفحة مِن براءة!


في 28 أغسطس 2008 الساعة: 08:58 ص

سرحتُ بهم..

كيف يرقصون؟

وتيكَ العصا يلفـُّون؟

ببراعة فتية

وقلوب قانية بهيّة

إنهم يرسمون

بأطوالهم

بأفعالهم

صفحة مِن براءة

في كِتابٍ ملوَّنٍ حنون



كيف وكيف؟


أم أنه برُمَّته..

طفولة، أضحوكة

وتقليدٌ مجنون؟

صاحبة الشنطتين!




في 24 أغسطس 2008 الساعة: 08:46 ص


عصام.. عصام.. هيا قـُم، الساعة 6

كالعادة توقظه أمه للمدرسة، وكالعادة يُجري كل الخطوات اللازمة التي تتكرر كل يوم قبل أن يغادر البيت محملاً بشنطة الكتب المدرسية الثقيلة، وشنطة ساندويتشاته الأربعة المعتادة.

المدرسة بعيدة، وعصام يغادر منزله باكراً حتى يلحق بالباص، إلا أنه تأخر هذه المرة، ولا يدري كيف سيُقابله أستاذ الحصة الأولى، وربما الثانية، إلا أنه تأخر، ويجب أن يسير مسرعاً. أخبره أستاذ التربية البدنية أن عليه إنقاص وزنه بالرياضة إذا أراد أن يجلس جلسة (القرفصاء)! تفضل يا أستاذ! إني أكاد أجري مرتين كل شهر تقريباً حين أتأخر عن الباص، ولم أتغير. لقد تعودت على السخرية و(الحَش) ولا عاد يؤثر فيّ سوى الجوع. يا الله! بقيت ثلاثة تقاطعات حتى أصل عبر الطريق المختصر. مَن؟ مَن هذا.. هذه؟ كيف لم أرها من قبل؟

أبطأ عصام حتى كاد أن يتوقف عن المشي حين رأى جارته الجديدة، ولكنه لم يستطع تجنب النظر إليها. إنها تغادر منزلها مع أخيها وتحمل شنطتين، إلا أن لها وجهاً يشع براءة وجمالاً. بادلته النظر. تأمَّلت. ابتسمت. ولوّحت بعينيها الخضراوين لترسم في المسافة بينهما حقلاً أخضر يعجُّ بالقلوب الحمراء. أو كما خـُيّل لعصام.

بطل عصام ركوب الباص، حتى أصبح يعرف تماماً موعد مغادرتها من منزلها صباحاً. بل إنه إذا تقدَّم في الموعِد أو تأخرتْ، يحوم عبر شارعها حوم القطة البائسة، المنتظرة لصاحبها في لهفة وجنون مكينين. وفي كل مرة يخترع عصام وهي إشارة تحية جديدة، واللذة كل اللذة في تحدي إخفاءها عن الأخ، وينتهي اللقاء الصباحي الساذج، بشعور غريب لم يعرفه عصام أبداً من قبل.

مرَّ شهر ونصف، والحال عما هوَ عليه، شوق جارف، ولقاء صباحي لا سلكي، وينتهي كل شيء في لحظات.

حتى بدت صاحبة الموعد الصباحي - وعلى غير عادتها - تبتسم نصف ابتسامة، ثم ربع ابتسامة، ثم لا تبتسم! ولم تعد تأتي بإشارات جديدة. استغرب عصام، واعتقد أنها حزينة لأمر ما في حياتها، وتمنى كثيراً لو استطاع مساعدتها. إلا أن الحال تطور أكثر بعد مرور شهرين على أول لقاءٍ لهما، تطوّر إلى أن تعبس في وجهه، وتشيح عنه، وترفض أن تلتقي عيناهما. جُن عصام! وقرر بعد ليلة طويلة أن يسألها.

لـَفَّ عصام يده وهي بجانب خصره موجهاً إشارة سؤال حيران لها، فكانت الإجابة أن رفعت بيدها شنطتها الصغيرة الأخرى وأشارت إلى ما بداخلها.

لم يفهم عصام ما قصدته صاحبة الشنطتين سوى أنها تسأله عن شنطته الثانية، شنطة الساندويتشات الأربعة، التي بطـَّل أخذها لأنه لا يجد لها مكاناً في جسده، فهو يذهب إلى مدرسته البعيدة ماشياً.. منذ أكثر من شهرين!

واج!



في 21 أغسطس 2008 الساعة: 10:22 ص

لا يختلف اثنان على الانحلال الحاصل في علاقاتنا العائلية، وكأن الروابط بيننا تسامَت وأصبحَت قابلة للضغط والتخليل، والإعلال والإخفاء والتظليل. وصحيح أن التربية هيَ الأساس، فقد كنتُ في فترة الصِّبا أجبَر على الاجتماع العائلي الأسبوعي في منزل سِتـّي يوم الأربعاء، حتى أصبحت أشتاق لهذه (الجَمعَة) بعد أن تجاوزت المراهقة، وأتحسّر لعدم حضوري الآن بسبب انتقالي لجدة. وبالمقابل، أجد من الطبيعي جداً الآن أن لا تأخذ صغيراً ولا كبيراً في صُنعِهِ لومة لائم إن اعتذر عن حضور (جَمعَة) عائلية أو مناسبة أسريّة لسبب ما، حتى لو كان العذر كلمة كـ انشغلتْ أو جُملة كنتُ مع أصحابي. والأدهى أن لا يعتذر، فيكون جاحداً مع سبق الترصُّد.

ولأني تعوّدت أن يتغنى الناس من حولي بالماضي، وأن يموِّلوا صادحين بالروابط الأسرية / العائلية / الجيرانية أيام زمان، حتى أنك لتجد أن تلك الروابط كانت من شدة التلاصق وكأنها ليست موجودة! فلا تكلفاً ولا مُجاملة، ولا ضير أن يربي الخال ابن أخته دون مجابهة، أو أن يحمي الجار بيت جاره إن غاب وزوجته وبناته فيه، أو أن يصفع ابن العم الغيور بنت عمِّه إن أشارت بيدها لأحد المارّين.

لا يعني ما ذكرت أني موافق على كل ما كان، ولكني أشهـِدكم كما العصر على سمو العلاقات البائدة، وعِظم شأنها. ولأني أكره (القِفانبكيات)، فقد هُديت إلى وسيلة ترابط حديثة، تـُبقي كل أفراد عائلتي على وصال دائم، وعِلم قائم، بكل جديد من أحداث عائلية كولادة ومرض ونجاح وترقية وموت (لا قدر الله)، وكل ما سيجعل روح المبادرة تدُب في الأنفس، فيتحرك الجميع للتفاعل مع الخبر بحب وتعاطف، وأحياناً بخجل!

بدأت هذه الوسيلة عبر تجربة جمع أرقام الهواتف النقالة لكل من تربطني به صلة قرابة أو رَحِم، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكِباراً، يحملون اسم عائلتي أو لا يحملونه، أخذتها وصنفتها في موقع إرسال رسائل نصية قصيرة عبر الإنترنت، وأرسلت للجميع رسالة أخبرهم فيها عن تدشين خدمة (الأخبار العائلية) المجانية التي أطلقت عليها اسم (واج) مِن: وكالة أنباء آل جَمَال، وجمال هو اسم عائلتي، وكانت تكلفة الرسالة ولا تزال 15 هللة (ما يعادل 0.04 دولا أمريكي) لكلِّ سبعين حرف.

وعبر الرسالة التي أرسلتها والتي طلبت من خلالها أن مَن يريد الاشتراك في الخدمة أن يُرسل اسمه الثلاثي عبر رسالة قصيرة إلى رقم جوالي؛ وجدت تفاعلاً رائعاً ومشجّعاً، جعلني أصمم على إكمال المسيرة، وإخبار كل من اشترك أن من يريد أن ينشر خبراً للعائلة أن يرسله إلي بأي وسيلة، وأنا سأحوّله باسم (واج) إلى جميع المشتركين من العائلة في أقل من 48 ساعة بإذن الله.

وبَعد أكثر من سنة على نجاح وتألق هذه الخدمة المجانية الرائعة، وعبارات الشكر والدعوات المتواصلة بالخير التي لقيتها من أركان العائلة ونجومها، والأواصر التي امتدّت وازدانت واشتدّت، والتفاعل المميّز من الجميع، أردّت أن أكتب عن هذه الخدمة المجانية – رغم تأخري في ذلك – لأحث الجميع على انتهاز فرصة المبادرة بها للم شمل عائلاتهم، وإيصال الأخبار العائلية إلى جميع الأفراد عبر هواتفهم الجوّالة أينما حلـُّوا وكانوا، بثمن زهيد لا يكاد يبين، مقابل فضل وعظيم استحسان من الجميع، والأجر من العليم السميع.

لِلـَحظـَة!



في 22 يوليو 2008 الساعة: 09:59 ص



تسامت بكِ عبقرية الطبيعة


لتتوجكِ دوماً مرفأً مهيْبْ

وترادفت أسحارُ عينيكِ

ترانيماً على رجعٍ سليبْ

وتهادتُ تصاوير الأزل

لتملِكني وأملي ويأسي وقلباً شحيب





أطلالك.. كانت قوفي الخلود


وأحلامك.. كنتُ دوماً لها كمعبود

وأهدابك وأشعاركِ وبسْماتكِ

تنطوي بمظهر سعدي

وتقتلني حين أتذكر أني بك مولود!




غِبتِ


وتساوت حياتي وحياة وقع دمعي على أستار الطموح

غبتِ

واصطفّت ألهبة النجوم تترى تمتصّ (لندنيات) السُّفوح

غبتِ

وخيمتي الماسية بين وجنتيك جرفها سيل بُعدكِ الجَموح







مثواي بين نهديكِ انقضى وقضى موتي


وعذب النسيم تقوقع عند آخر صوتي

ووتين الهُدى .. وصليل العِدى

والرَّمض السموم .. والظلّ اليحموم

تجلّى وتعلّى..

وارتجل كلماتي وسماواتي وبيتي





غفوتُ لأيام على كاعبٍ كنتُ أحلمْ


وجمعتْ ليَ الدنيا غيداءها بين شفتيكِ

وأسكرتني لحظاتٌ ..

وَصَفــّدتني عِباراتٌ ..

وقتلتني عَبَراتٌ ..

وجنّةٌ في ظِلها كم تبعثرتُ .. ولمْ ألَملَم!





إلى أن حان لقاء التفاني من أجل البقاء


أو الزهد غيابيّاً بالعزاء

فمن جحافة نظري وسهوِّ بصري حسبتُ للحظة أني سأعيش دونكِ

ولم أكن لأعلم..

أنكِ نبضي وأبدي وخلود البقاء!

طـَفـَش!



في 28 يونيو 2008 الساعة: 10:31 ص

للجمال دور في قلب الموازين
وسَحقِ الحق وبطر اليقين

فكم من عظيم سحرتـهُ غانية

وكم من كيِّسٍ مَلـَكـَتـْهُ باغية
وكم من أميرٍ جُنَّ جُنونه لزانية!

إنه عبقرية الطبيعة ومخاض رونقها

وغـُنـْجـِهَا وغنوتها الحانية

إنه البصمة المميزة للأذواق

والرَّسم الفاتنُ لكل من راق
إنه قلب الاشتياق
ولذة الانسياق
وتأمل الاتساق

إنه شجر الزيزفون

وقلوب الأقمار والمتون

وارتعاشة الورقْ

والحَوَرُ والصور والحَدَقْ
وألفُ دقـَّةٍ قبل المنون







ولكنه تغيَّر!

وارتابَ وخابَ وتحيَّر!

فـِما عاد بالولادة

ولا بالفطرة أو العادة

ولم يعد في الطبيعة

أو في المُثـُل الكريمة الوديعة

ولا تـَهُمُّهُ السِّمَاتْ

ولا الخِلقات المُمَيِّزَاتْ

إنه طبيبُ تـَفـْعِيلٍ رَشـَقْ

والفِعلُ يأتيك كيفما اتفق

نهدان أم شفتان أم فخذان

خذ للهزيل من الملآن

و(شلـِّحْ) وصَلـِّح وبلـِّحْ

ثم أملِحْ ولـَحْلـِح ومَلـِّحْ

وقوِّم وحوِّم ما فيَّ صغيراً

واجعله في أعين الناس كبيراً

ما الإطار دُون شفتاي؟

أم ما زُحَلـَيْنِ دون نهداي

وفـَكـَّايَ من فضلك أظهـِرْهُمَا

كـتِنـِّيْنٍ كـُلَّ ما في فِيهِ رَمَى

ثم الرِّدْفـَيْنِ كبركانين أشعلْ

والحَاجـِبَيـْنِ كشعرتين فعِّلْ

وشـَعري صِله بكل ما اتصلْ

لا تسلني لو لطـَهْرَانَ وَصَلْ

وجُد عليَّ بَعْدَ هذا بهدية

إنـِّي عاريةُ جاريةُ نهديَّة

لتـَكـُنْ حقناً أو دفناً (عادي)

أعلم أنك تعلم كل مُرادي







هذا هو جمال القرنْ

ودَيْدَنُ المرأة قِيل (الزَّنْ)

نـُسخٌ من نـُسَخٍ غفيرة

أشباهُ أشباهٍ لـَعَمْري ضريرة

والمجنونُ لـِمَسِّهِ يُقـَدِّرهُن

بل إن لم يتناول في يوم مَسْلـَكـَهْن!

ليكونَ الجميعُ أجملَ وأكملْ

فالقصة بأمِّهـَا “(طـَفـَشْ!)، ماذا أعمل؟

لِما أنتِ!



في 26 يونيو 2008 الساعة: 08:36 ص

أيَّام مرَّت!

بسرها وأسرارها
نضحت وأسرَّت
بسَعدها ودِفئها
ووعدِها وقـَسمِها
بانت واستقرَّت
بابتسامات
وضحكات
وتأملات
ازدهرت ودرَّت
بكِ رؤيتي..
ازدانت واكتملت واستقرَّت



وردتان

أم غيمتان
أم عالـَمان
سَنتان أو يومان؟

قلبان

أم روحان
أم جسدان
يومانِ أو نيفـَان؟




لا تهتمي..

بغير أنكِ الآن
أسطورة
لا أصبر عنها آن
وأعدك بدهر قادمٍ
أنتِ فيه اسم
لكل عَنانْ
وجمالاً رنـَّانْ
وبحراً زهرياً
ونجماً لؤلؤياً
وكوناً لا ينضبُ من حنان



يا رؤيتي..

يا توفيقي وسؤددي
في هاتين السنتين
كم صَبرتِ وتصبَّرتِ
كم تمنيتِ وتأمَّلتِ
كم حَلـُمْتِ
كم حَلِمْتِ
فكلي لكِ
لهذا الثراء
لهذا الإباء
لِما أنتِ

عاجلتني .. ففكرتْ عني!



في 21 يونيو 2008 الساعة: 09:37 ص


دقـَّتْ بابها بأصابعي وغشّت لِبابي

زهرُ رمانها صحّر حقلي وأهلي وأصحابي


رجوتها .. فأمرت بالأمر


أزكيتها .. فذبحت ما سرَّ ومرّ


طلبتها موتي ..


فتمنّعت، وتلوَّعت، وأرضتني مصابي






تسنّمت أشداقي


وحللت أوراقي


وهوانها أرجو!


تغلغلت وتململت وتشبّقت على تلـِّي، فأنام وأصحو


منها إليها


ومُلكي لديها


وقلمي يديها


وما خلتُ أصبو!






تـُحاضرُ الثواني بأنها أجزاء حميمة


وتـُباغتُ الخريف ربيعاً أبدياً له ديمة


وتـُهيّكِلُ روحاً أخرى بروحٍ ترسمها..


قمراً له طلعة وسيمة!


وتنزِع روحاً بروحٍ وتحسَبُ إيماني وانطباعاتي عقيمة





عجَنتْ إرادتي سياطاً تجلد الملاذ والمفرّ


وألهبت ناراً تـُزمهر وتسعّر ناراً ظننتها أحرّ


أغدتني عبداً لنهديها


وسائحاً في جيدها وردفيْهَا


وأكلت بشفتي شفتيها


ونشوىً وفحواً أركبتني إلى عالم خلقَتْهُ أغرّ





تعطّلت سفينتي هناك


وقتَلَتْ بجانبها راحلة لها أسمتها بُرَاق!


لا تريد مصيراً يختم أحلامها كورقة الخريف


فأنا عندها ..


عبداً معبوداً


وطفلاً مولوداً


ومن فردوس أتاها ملاكْ






أرَتني حدائق ظننتها أبداً مخفيّة


وأنهراً لا تبالي سريّة


وجبالاً وودياناً وخرائط وموشّحة زخرفية


وبوصلة لها إتجاه واحد!


نهمي وزخمي لا يضمّه صعيد واحد!


فأنا تائه بين شفاه وحروف وآثار أفسّرها .. فرعونية






حياتي في نجومها بدت سرمدية


خلَطَت بين قلمي وبحرها اللا شاطئ


عاجلتني .. ففكرتْ عني


وراهنتني .. فأغلقتْ ظني


ووضعت كل ما تملكُ دوني على أن لا أفاجئ






هكذا!


أسَّسَت عالماً ضيقاً لا يسعُ غيرها .. وأنا


ونصّبتني ملكاً لها، ومملوكاً لها .. ولها


علّ مبالاتي لا تبالي بملكها .. وبها


والقدر يسلّ سيفه مرة أخرى ..


ليقطع غفواتي .. ونجواتي .. وغدواتي .. وأنا!

بلاغة الصمت تهز العالم

في تلك الحقبة الرمادية من مطلع القرن العشرين، حين كانت السينما لا تزال تحبو في مهدها الصامت، وكانت الصورة لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمان يف...