يُرعبنا كل جديد!



لا رَيب في هذا الهلع مِن لقاح "إنفلونزا الخنازير" ولا غرابة! وسأمرِّر معتاداً ما يشيعُ عن هذا اللقاح على مسامعي من أنه ضار وقاتل مُرور الكِرام على الكريمين. للناس طرائق مختلفة في طريقة استقبال ومعالجة وإصدار ردود أفعالهم إزاء ما يحدث حولهم. ولن نبلغ نهاية المطاف بهذه القضية، كما لم نبلغه بقضايا أخرى مُشابهة.

إننا أمة تخاف الدخائل، ويُرعبها الجديد. ولا أعني هنا بـ "أمة" قوميتي العربية، بل إنتمائي لأمة الإسلام. الإسلام الذي قشَّرناه، وزيَّنا قشوره وقوَّيناها وحوَّلناها إلى حراشف ملوَّنة، نرتديها كلما تحدث أحدٌ عن ديننا، لنتحوَّل إلى مصارعين ثائرين، دون أن نُلفِت أو نلتفت إلى بذور هذا الدين التي طحنَّاها، ولا ندري في أي مكانٍ نثرناها.

لا نريد "موبايلي" ولا "زين"، ولن نغيَّر عن "تويوتا وفورد"، وسنرتدي "الشبشب" على "البدلة"، وسنستخدم "تايد" و"فيري" فقط. ولأننا كذلك – ولا دخل للتواضع والزُّهد في هذا – آلمتني وتؤلمني حقيقة وضع المسلمين في الدول متعددة الأديان. حاولت تسمية دولة من هذه الدول يكون وضع المسلمين فيها تعليمياً وثقافياً واقتصادياً وتقنياً أفضل من – أو على أقل تقدير يوازي – وضع أصحاب الأديان الأخرى، فلم أجد! في لبنان، الفلبين، الهند، سيرلنكا، أثيوبيا، والقائمة لا تنتهي.

لقد وصلتُ الآن لسبب تصنيف جامعاتنا وثقافتنا واختراعاتنا في ذيل القوائم دائماً، ليس لأننا مستهلكون وحسب، بل لأننا حتى كوننا مستهلكين، يُرعبنا لقاح إنفلونزا الخنازير... يُرعبنا كل جديد. فكيف نحلم بأن يَصدر هذا الجديد عنا؟ كيف نتوق لأن نتقدم ونطير بشعوبنا وحكوماتنا إلى العالم الأول، بل كيف نخترع، إذا كنا نخاف مَّما سنخترع؟ هل أصبح التخلف مرتبطاً بالإسلام؟ أسئلة تسهل الإجابة عليها في ظل أن أغلبية دول العالم الثالث إسلامية، وفي ظل تصنيف المنظمات الدولية للدول الإسلامية من الناحية الثقافية والاقتصادية والتقنية على أنها الأقل شأناً وأقصر باعاً.

تعليقات