2010-05-18

إعلامٌ له مُرونة خاصة!


بات "الإعلام الجديد" مصطلحاً يتردد كثيراً في الآونة الأخيرة! الكثيرون عرفوه وأسهبوا في تحديد تفاصيله، حتى بدأ التكرار يتسيَّد النصوص، ويسري بالملل في عروق التواقين لمعرفة المزيد عن هذا المارد الذي بَرَزَ فجأة، وتصدَّر قوائم محركات البحث.

ولتعدد مجالات "الإعلام الجديد" وتنوعها، غالب البعض تفضيل مُسميات أخرى تصب في ذات البحيرة، وتنضوي على رؤىً من زوايا أخرى، لا تتجاوز كونها مترادفات مشوبة بثمة تمايُز لا يختلف كثيراً عن اختلافنا في تعريف مذهب فكري ما (فالاستغلال فِكر، إلا أنَّ هُناك من يُعرفه بالرَّأس مالية، وآخرين بالدكتاتورية، وثلة بالماركسية، وهو في كل الأحوال "استغلال"). ولأن "الإعلام الجديد" في نهاية المطاف – أيضاً – فِكر له مفهومه، لا يتم التوغل إلى أعماقه إلا باستخدام أدوات معلومة، أهمها الإنترنت؛ تحفظ البعض على تسميته بـ "الإعلام الجديد"، وآثر: الإعلام الإلكتروني أو البديل أو الشعبوي، وكلها تسميات تنمُّ عن "جديد" لم يكن موجوداً إلى عهد قريب. إعلامٌ له مُرونة خاصة، لا يهمه لقبٌ أو اسم.

ولأن "الإعلام الجديد" في معظم اجتهادات تعريفه يرتبط دوماً بـ "الشبكات الاجتماعية" على الإنترنت؛ لفت انتباهي أنهم في أمريكا لا يقولون لذاتِ الفِكر "إعلاماً جديداً" في الغالب، بل يُطلقون عليه "Social Media" أي الإعلام المجتمعي أو الاجتماعي، وهذه التسمية أدق وأقرب لتعريف مفهوم "الإعلام الجديد"، لأن "الإعلام الجديد" مبني في أساسه على فكرة المواطن الصحفي الذي لا ينتظر الأخبار في نشرات الأخبار، ولا في جريدة أو مجلة، بل يرسلها موثقة وحُرَّة وعفوية بنفسه، نصاً أو صورة أو فيديو أو صوتاً أو تعبيراً رمزياً، عبر "الشبكات الاجتماعية" إلى آخرين في ذات الشبكة، لينشروها هُم بدورهم، فينتشر الخبر كانتشار الهواء أو يهطل كما مُزن من سماء، قبل أن يصل إليه صحفي مُكلَّف (لأن معظم الصحفيين في صحافتنا مُكلَّفون بتغطية أخبار معينة) فيُغطيها، ويُمررها على عدة مراحل قسرية، صناعية وطبيعية، في مطبخ رئاسة التحرير، يَبْرُدُ على إِثْرِهَا الخبر ويذبُل، ويُصبح قصة مُكررة يرويها "الإعلام التقليدي" برتابة.

إنَّ "الإعلام المُجتمعي" أو الجديد غدا صَرعة، وعِلماً يُدرَّسه ممارسوه، ويُخطئ مَن يأتي مِن خارج معمعته ليضع له قوانيناً، ويُنظِّر له، ويُعلِّمه أو يحترفُ الحديث عنه في كتابٍ أو دورة، لأنه ليس هندسة ولا طبِّاً ولا إعلاماً عادياً، إنه إعلامٌ اخترعه الناس، ويمارسه الناس، وينتهي إلى الناس، لا يحتَمِلُ احترافية ولا نظرية ولا أُسّاً. فأساسُه العفوية، وجمالُه في بساطة كلمته، ونقاء سِرِّها الذي لا يعرف توجيهاً ولا يعترفُ بحارس بوابة.

المُستقبل لا يُنبيء بانتهاء صلاحية "الإعلام التقليدي"، ولكنه يُبشِّرُ كثيراً بأن "الإعلام المُجتمعي" سيكون المصدر الإخباري الأوثق، والأسرع، والأكثر حيوية وتفاعلاً.


2010-05-11

الوزير خوجة من "فيسبوك" إلى "تويتر"




جدة: محمد سعود جمال
"من فيس بوك إلى تويتر" هذا كان أول ما كتبه وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجة في حسابه الجديد في الموقع الاجتماعي للتدوين المُصغَّر "تويتر". وكان وزير الثقافة والإعلام قد دشن حسابه في "تويتر" مساء الخميس الماضي، ولاقت خطوته هذه ترحيباً عاصفاً في أوساط أعضاء موقع "تويتر" من السعوديين والعرب.
الصحفي السعودي حسن المصطفى كتب له: "مرحبا بك معالي الوزير على تويتر، وآمل أن يكون فضاء تواصل جيد مع الناس وقطاع الشباب، من أجل سماع ملاحظاتهم لما فيه مصلحة الوطن"، وعلى الفور رد عليه معالي الوزير"أنا دائما أتشرف بكم وأسعد بالتواصل معكم وكل ثقتي أضعها في جيل الشباب". وحين كتب له صحفي الملتيميديا والمدون إبراهيم عرب: "تحياتي لك معالي الوزير نورت تويتر بعد الفيسبوك.. العقبى لبقية المسؤولين في كل العالم أن ينظروا بجدية إلى الإعلام الجديد". علق معالي الوزير مشيراً له: "الإعلام الجديد هو المستقبل .. ومن ينكر ذلك هو الخاسر الأكبر يا عزيزي".
يشار إلى أنَّ التابعين "الفولورز" للوزير خوجة في "تويتر" في تصاعد مستمر، فقد بلغ عدد متابعيه خلال 33 دقيقة من تسجيله بالموقع 36 شخصاً، واستمر صعود الرقم ليبلغ 634 شخصاً حتى كتابة هذا الخبر.

رابط الخبر:

بلاغة الصمت تهز العالم

في تلك الحقبة الرمادية من مطلع القرن العشرين، حين كانت السينما لا تزال تحبو في مهدها الصامت، وكانت الصورة لغة كونية لا تحتاج إلى ترجمان يف...